تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حمر]:

صفحة 301 - الجزء 6

  حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ قال في الكِلَابِ: «إِذا وَرَدْنَ⁣(⁣١) الحَكَرَ القَلِيلَ فلا تَطْعَمْه»، أَي لا تَشْرَبْه، وكَذلك القَلِيل من الطَّعَام واللَّبَن وهو فَعَلٌ بمعنى مَفْعُول، أَي مَجْمُوع.

  والتَّحَكُّر: الاحْتِكارُ. قال ابنُ شُمَيْل: إِنّهم ليتَحَكَّرُون في بَيْعِهم، أَي يَنْظُرُونَ ويَتَرَبَّصُون. وفي الحديث: «من احتَكَر طَعاماً فهو كَذَا» أَي اشْتَراه وحَبَسَه ليَقِلَّ فيَغْلُوَ.

  والتَّحَكُّر: التَّحَسُّر، وإِنَّه ليتَحكَّر عليه، أَي يتَحَسَّر. قال رُؤْبَةُ:

  لا يَنظُرُ النَّحْوِيُّ فيها نَظَرِي ... ون لَوَى لَحْيَيْه بالتَّحَكُّرِ

  والمُحَاكَرَةُ: المُلَاحَّةُ⁣(⁣٢) والمُماراةُ.

  والحُكْرَةُ، بالضَّمِّ: اسمٌ مِنَ الاحْتِكَارِ، وكذلك الحُكْر، ومِنْه الحَدِيث «[أَنَّه]⁣(⁣٣) نَهَى عَنِ الحُكْرة».

  والحُكْرَةُ: الجُمْلَة، وقِيلَ: الجُزَافُ، وأَصْلُ الحُكْرَةِ الجَمْع والإِمْسَاكُ، كما قاله الراغِبُ وغَيْرُه⁣(⁣٤). [ومِخْلافٌ بالطَّائف] *.

  * ومما يُسْتدْرك عليه:

  الحِكْر، بالكَسْر: ما يُجْعَل عَلَى العَقَارَاتِ ويُحْبَسُ، مُوَلَّدةٌ.

  والحَاكُورَة: قِطْعَةُ أَرضٍ تُحْكَر لزَرْع الأَشْجَارِ قَرِيبَة مِنَ الدُّورِ والمَنَازِل، شاميّة.

  والشّيخُ شمْسُ الدِّين محمّدُ بنُ أَحْمَد بن الحِكْريّ المعروف بالخازِن، مُحَدِّث الدِّيَار المِصْرِية ومُقرِئُها، كأَنَّه منسوب إِلى مُنْيَة حِكْرِ من قُرَى مِصْر بالسَّمَنُّودِيَّة، روى عنه شَيْخُ الإِسلام زَكَرِيَّا الأَنْصَاريّ وغيره.

  والحُكْرَة، بالضَّمّ من مَخالِيف الطَّائِف⁣(⁣٥).

  [حمر]: الأَحْمَر: ما لَوْنُه الحُمْرَةُ، يَكونُ في الحَيَوانِ والثِّيَاب وغَيْرِ ذلك مما يَقْبَلُها. ومن المَجاز: الأَحمَرُ: مَنْ لا سِلَاحَ مَعَه في الحَرْبِ، نقلَه الصَّاغانِيّ، جَمْعُهُمَا حُمْرٌ وحُمْرَانٌ، بضمّ أَوَّلِهِمَا يقال: ثِيابٌ حُمْرٌ وحُمْرانٌ، ورِجَالٌ حُمْرٌ.

  والأَحْمر: تَمْرٌ، لِلَوْنِه. والأَحْمَرُ: الأَبْيَضُ، ضِدّ. وبه فَسَّر بَعْضٌ الحَدِيث: «بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمَر والأَسْوَدِ».

  والعَربُ تَقُولُ امرأَةٌ حَمْرَاءُ، أَي بيضاءُ. وسُئل ثَعْلَب: لِمَ خَصَّ الأَحمر دُونَ الأَبْيض، فَقَالَ: لأَنَّ العرب لا تَقولُ: رجُلٌ أَبيضُ من بَيَاضِ اللَّوْنِ، إِنَّمَا الأَبيضُ عِنْدَهم الطّاهِرُ النَّقِيُّ من العُيُوبِ، فإِذا أَرادُوا الأَبيضَ مِنَ اللَّوْن قالوا أَحْمر. قال ابنُ الأَثِير: وفي هذا القَوْل نَظَر، فإِنَّهم قد استَعْمَلُوا الأَبيضَ فِي أَلْوانِ النَّاس وغَيْرِهم. ومِنْهُ الحَدِيث «قال عَلِيٌّ لعائِشَةَ ®: إِيّاكِ أَن تَكُوِنيها يا حُمَيْراءُ» أَي يا بيضاءُ. وفي حَدِيثٍ آخَر «خُذُوا شَطْر دِينِكم مِن الحُمَيْرَاءِ» يَعْنَي عائِشَة. كانَ يَقُولُ لهَا أَحْيَاناً ذلِك، وهو تَصْغِير الحَمْرَاءِ، يُرِيد البَيْضَاءَ. قال الأَزْهَرِيّ: والقَولُ في الأَسْوَدِ والأَحْمَر إِنَّهما الأَسودُ والأَبيضُ، لأَنَّ هذَين النَّعْتَيْن يَعُمَّانِ الآدمِيِّين أَجْمَعِين. هذا

  كَقَوْلِه: بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً. وقَولُ الشَّاعر:

  جَمَعْتُمْ فَأَوْعَيْتُمْ وجِئْتُمْ بمَعْشَرٍ ... تَوافَتْ به حُمْرانُ عَبْدٍ وسُودُها

  يرِيد بعَبْدٍ عَبْدَ بْنَ أَبِي بَكْر بْنِ كِلَاب⁣(⁣٦).

  وقولُه أَنْشَدَه ثَعْلَب:

  نَضْخ العُلُوجِ الحُمْرِ في حَمَّامِها

  إِنَّمَا عَنَى البِيضَ.

  وحُكِيَ عنِ الأَصْمَعِيّ: يُقَال: أَتَانِي كُلُّ أَسْوَدَ منْهم وأَحْمَر، ولا يُقَالُ أَبْيَض. مَعْنَاه جَمِيعُ النَّاسِ عربهم وعجمهم.

  وقال شَمِرٌ: الأَحْمَر: الأَبيضُ تَطَيُّراً بالأَبْرص، يَحْكِيه عن أَبي عمْرِو بْنِ العَلاءِ.

  وقال الأَزهَرِيُّ في قَوْلهم: أَهْلَك النِّسَاءَ الأَحْمرانِ،


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وردن، كذا بخطه بالنون، والذي في اللسان، بالتاء، وليحرر» وفي النهاية فكالأصل.

(٢) في التكملة: الملاجُة بالجيم.

(٣) زيادة عن النهاية.

(٤) العبارة في اللسان، ولم ترد «الحكرة» بهذا المعنى في المفردات.

(٧) (*) سقط في المطبوعتين المصرية والكويتية وما أثبتناه من القاموس.

(٥) كذا بالأصل، وهي موجود في القاموس ونص عبارته: والحكرة بالضم اسم من الاحتكار ومخلاف بالطائف. وقيدها ياقوت بالضم وسكون الكاف.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ابن أبي بكر، كذا بخطه والذي في اللسان: ابن بكر، بحذف أبي، وليحرر».