تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نجز]:

صفحة 154 - الجزء 8

  ويَسْكُتُ - مَعْنَاه مُدَّ عُنُقَكَ أَو رَأَسَك. قال اللَّيْث: فإِذا قال، أَخْرِجْ رأْسَكَ، فقد أَخْطَأَ. قال أَبو منصور الأَزْهَريُّ: لا أَدْري ما هو، ونَصُّه في التَّهْذيب: لا أَعْرفُ مازِ رَأْسَك بهذا المعنَى إِلاّ أَنْ يكونَ بمعنَى مايِزْ، فَأَخَّرَ اليَاءَ فقال: مازِي، وحَذَفَ الياءَ للأَمْر، ونَصُّ التَّهْذيب: وسَقَطَت الياءُ في الأَمْر. ابنُ الأَعرابيّ في نَوَادره: أَصْلُه أَنّ رَجلاً أَرادَ قَتْل رَجُلٍ اسْمُه مازِنٌ، فقال: مازِ رَأْسَك والسَّيْفَ؛ تَرْخِيمُ مازنٍ، فصارَ مُسْتَعْمَلاً، وتَكَلَّمَتْ به الفُصْحَاءُ. واقْتَصَرَ صاحبُ اللِّسَان على ما ذَكَرَه الأَزهريُّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  المَيْزُ: التَّمْيِيزُ بينَ الأَشْيَاءِ.

  والمَيْزُ: الرِّفْعَةُ.

  والمِيزَةُ، بالكَسْر: التَّنَقُّلُ.

  وتَمَيَّزَ القَومُ وامْتَازُوا: صارُوا في ناحيَة، وقيل: انْفَرَدُوا.

  واسْتَمَازَ عن الشَّيءِ: تَبَاعَدَ منه، واستمازَ عن الشيءِ: انْفَصَل منه.

  وامتازَ القَوْمُ: تَمَيَّزَ بَعضُهُم من بَعض.

  والتَّمَايُزُ: التَّحَزُّبُ والتَّنَافُسُ.

  ومازَ الأَذَى من الطَّريق: نَحّاه وأَزَاله.

  وانْمَازَ عن مُصَلاّه: تَحَوَّلَ عنه.

(فصل النون) مع الزاى

  [نبز] النِّبْزُ، بالكَسْر: قِشْرُ النَّخْلَةِ الأَعْلَى، نقَلَه الصَّاغَانيُّ، وهو السَّعَفُ.

  والنَّبْزُ، بالفتح: مِثْلُ اللَّمْز.

  والنَّبْزُ، مَصْدَرُ نَبَزَه يَنْبِزُه، إِذا لَقَّبَه، كنَبَّزَه، شُدِّدَ للكَثْرَة.

  والنَّبَزُ، بالتَّحْريك: اللَّقَبُ والجَمْعُ الأَنْبَازُ.

  والنَّبِزُ ككَتِف: اللَّئيمُ، نقلَه الصَّاغَانيُّ، وزادَ المصنِّف: في حَسَبِه وخُلُقهِ، ولم يُقَيِّدْه الصَّاغَانيُّ بشيْءٍ.

  ورجلٌ نُبَزَةٌ، كهُمَزَة: يُلَقِّبُ النّاسَ كثيراً.

  والتَّنَابُزُ: التَّعَايُرُ؛ وهو أَن يُلَقِّبَ بَعضُهُم بَعضاً بما يُعَيِّرُه به، وبه فُسِّرَ قَولُه تعالَى: {وَلا} تَنابَزُوا {بِالْأَلْقابِ}⁣(⁣١) أَي لا تُعَايرُوا بها بعضَكم بعضاً بما تَكْرَهُون، بل يجبُ أَن يُخَاطَبَ المُؤْمِنُ بأَحَبِّ الأَسماءِ إِليه. وقيل: التَّنابُزُ: هو التَّدَاعي بالأَلْقاب، وهو يَكْثُرُ فيما كان ذَمًّا، ومنه الحديثُ: «أَنَّ رَجُلاً كان يُنْبَزُ قُرْقُوراً»، أَي يُلَقَّبُ بقُرْقُور.

  وقال الخليلُ: الأَسماءُ على وَجْهَيْن: أَسماءُ نَبَزٍ، مثلُ زَيْدٍ وعَمْرو، وأَسماءُ عامٍّ، مثلُ فَرَسٍ ورَجُلٍ ونحوه.

  [نجز]: نَجزَ الشَّيْءُ، بالجيم، كفَرِحَ ونَصَرَ: انْقَضَى وفَنِيَ وذَهَبَ، فهو ناجزٌ.

  ونَجَزَ الوَعْدُ يَنْجُزُ نَجْزَاً، من حَدِّ نَصَرَ: حَضَرَ، وقد يُقَال: نَجِزَ كفَرِحَ، قال شيخُنَا: اللُّغَتَان فَصيحَتَان مَسْمُوعَتَان، وحَقَّقَ ابنُ غالبٍ في شَرْح الكِتاب أَنّ نَجَزَ - كنَصَرَ - هو الواردُ في مَعْنَى حَضَرَ، ونَجِزَ - كفَرِح - هو الوارِدُ في معنى فَنِيَ وانْقَضَى، واخْتَارَه جماعَةٌ، وكَثُرَ دَوَرَانُه، حتَّى قال القَائل: نَجِزَ الكِتَابُ، إِذا أَردتَ تَمَامَه، بالكَسْر، فَتْحُ الجيمِ ليس بجائز، فإِذا أَردْتَ به الحُضُورَ فَتحْتَ منه، للحديث: أَتىَ بأَمْرٍ ناجِز. ومالَ إِليه الشِّهاب في شرْح الدُّرَّة وغيرُه، والصَّواب أَن هذا هو الأَفْصَحُ في الاستعمال، واللُّغَتَان مَسْمُوعتان. انتهى. قلتُ: وأَنشَدَ الجوْهَريُّ قَولَ النّابغَةِ الذُّبْيَانيِّ:

  وكُنْتَ رَبيعاً لليَتَامَى وعِصْمَةً ... فمُلْكُ أَبِي قابُوسَ أَضْحَى وقد نَجِزْ

  هكذا ضَبَطَه بكسر الجيم، ورَوَى أَبو عُبَيْد هذا البيتَ «نَجَزْ» بفَتْح الجيم، وقال: مَعناه فَنِيَ وذَهَبَ، والأَكثرُ على قول أَبي عُبَيْد، ومعنَى البيتِ: أَي انْقَضَى وَقْتُ الضُّحَى؛ لأَنّه ماتَ في ذلك الوَقْت. وأَبو قابُوس: كُنْيَةُ النُّعْمَان بن المُنْذرِ.

  ونَجِزَ الكلامُ: انْقَطَعَ وتَمَّ.

  وقال ابنُ السِّكِّيت: نَجَزَ حاجَتَه يَنْجُزُهَا نَجْزاً، منْ حدِّ نَصَرَ: قَضَاهَا، كأَنْجَزَها إِنْجَازاً.

  ويقال: أَنْتَ عَلَى نَجْزِ حاجَتِكَ، بفَتْح النُّون ويُضَمُّ، أَي عَلَى شَرَفٍ من قَضَائهَا.


(١) سورة الحجرات الآية ١١.