تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مني]:

صفحة 198 - الجزء 20

  فلو كانَا اللَّيْل والنَّهار لمَا أُضِيفا إليهما. أَو طَرَفاهُما؛ قال ابنُ مُقْبل:

  أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ ... أَمَلَّ عَلَيها بالبِلَى المَلَوانِ⁣(⁣١)

  وأَمْلَيْتُ له في غَيِّهِ؛ أَي أَطَلْتُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وأَمْلَيْتُ البعيرَ: إذا وَسَّعْتُ له في قَيْدِه وأَرْخَيْتُ؛ وفي الصِّحاح للبَعيرِ⁣(⁣٢).

  وأَمْلَيْتُ الكِتابَ أُمْلِي، وأَمْلَلْتُه أُمِلُّه، لُغتانِ جَيِّدتانِ جاءَ بهما القُرْآن؛ قالَهُ الجَوْهري.

  وأَمْلَى اللهُ الكافِرَ: أَمْهَلَهُ وأَخَّرَه وطَوَّلَ له؛ ومنه قولُه، ø: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}⁣(⁣٣).

  واسْتَمْلاهُ: سأَلَهُ الإِملاءَ عليه؛ ومنه المُسْتَمْلِي للَّذِي يَطْلبُ إمْلاءَ الحديثِ مِن شيْخٍ؛ واشْتَهَرَ به أَبو بكْرٍ محمدُ ابنُ أَبان بنِ وزير البَلخيُّ أَحَدُ الحفَّاظ المُتْقِنِينَ، لأنَّه اسْتَمْلَى على وكيعٍ.

  والمَلاةُ، كقَناةٍ: فَلاةٌ ذاتُ حَرٍّ وسَرابٍ، ج مَلاً، وأَنْشَدَ الأزْهرِي لتأَبَّطُ شَرًّا:

  ولكِنَّنِي أُرْوِى مِنَ الخَمْرِ هامَتِي ... وأَنْضُو المَلا بالشاحِبِ المُتَشَلْشِل

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المَلاوَةُ، بالتَّثْلِيثِ، والملا والمَلِيُّ، كإِلَى وغَنِيٍّ، كُلُّه مُدَّةُ العَيْش. وقد تَمَلَّى العَيْشَ.

  ومَرَّ مَلِيٌّ من اللّيْلِ، كغَنِيٍّ، ومَلاً من الليْلِ، وهو ما بينَ أَوَّلِهِ إلى ثُلُثِه؛ وقيلَ: هو قطْعَةٌ منه لم تُحَدَّ، والجَمْعُ أَمْلاءٌ.

  وقالَ الأصْمعي: أَمْلَى عليه الزَّمنُ، أَي طالَ عليه.

  وقال ابنُ الأعْرابي: المُلا الرَّمادُ الحارُّ، والمُلا: الزَّمانُ من الدَّهْرِ. والمَلا: مَوْضِعٌ؛ وبه فسَّرَ ثَعْلَبٌ قولَ قَيْسِ بنِ ذُرَيْح:

  أَتَبْكي على لُبْنى وأَنْتَ تَرَكْتَها ... وكُنْتَ عَلَيْها بالمَلا أَنْتَ أَقْدَرُ؟

  قُلْتُ: وأَنْشَدَ ياقوتُ لذي الرُّمَّة، وقيلَ لامْرأَةٍ تَهْجو⁣(⁣٤) مَيَّة:

  أَلَا حَبَّذَا أَهْلَ المَلا غَيْر أَنَّه ... إذا ذكرت مَيَّ فلا حَبَّذا هيا

  وقال ابنُ السِّكّيت: المَلا مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ في قولِ كثيِّرٍ:

  ورسومُ الديار تعرف منها ... بالملا بين تَغْلَمَين فريمِ⁣(⁣٥)

  وقال في تَفْسيرِ قَوْلِ عَدِيّ بن الرّقاع:

  يَقُودُ إلَيْنا ابْنَيْ نزار مِن المَلا ... وأَهْل العِراقِ ساميا مُتَعَظِّما⁣(⁣٦)

  سَمِعْتُ الطائِي يقولُ: هي قَرْيةٌ مِن ضَواحِي الرَّمْلِ مُتَّصِلَة إلى طَرَفِ أَجَأ.

  وقيلَ: المَلا مدافعُ السّبُعانِ لطيِّئٍ أَعْلاهُ المَلا وأَسْفَله الأُجَيْفر⁣(⁣٧).

  والمَلْوَةُ: قد حان، وهو نصفُ الرّبع؛ لُغَةٌ مِصْريَّة.

  [مني]: ي مَناهُ اللهُ يَمْنِيه مَنْياً: قَدَّرَهُ.

  والمانِي: القادِرُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لأبي قِلابَة الهُذَلي:

  فلا تَقُولَنَّ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُه ... حتى تُلاقِيَ ما يَمْنى لكَ المانِي⁣(⁣٨)


(١) اللسان والمفردات للراغب ولم ينسبه.

(٢) كذا بالأصل وفي الصحاح: البعير.

(٣) سورة الأعراف، الآية ١٨٣؛ وسورة القلم، الآية ٤٥.

(٤) وعن ياقوت «الملا» وبالأصل: «يهجو» وذكر البيت الشاهد ومعه بيت آخر.

(٥) معجم البلدان «الملا».

(٦) معجم البلدان «الملا» من عدة أبيات.

(٧) في معجم البلدان: الأجفر.

(٨) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٧١٣ برواية: «ولا» واللسان والمقاييس ٥/ ٢٧٧ برواية:

لا تأمنن وإن أمسيت في حرمٍ

والتهذيب، وعجزه في الصحاح. والبيت في الأساس برواية: «حتى تبين» بدل: «حتى تلاقي».