[مسأ]:
  ولَمَّا دَخَلْنَا جَوْفَ مَرْأَةَ غُلِّقَتْ ... دَسَاكِرُ لَمْ تَرْفَعْ لِخَيْرٍ ظِلَالُهَا
  وفي العُباب والتكملة بالضبط الأَخير وإِياه تَبِع شيخُنا، ولكن هذه غيرُ التي تقدَّمت فتأَمَّل ذلك.
  وامْرؤُ القَيْس من أَسمائهم، ويأْتي ذِكْرُه والنِّسبة إِليه في حرف السِّين المهملة إِن شاءَ الله تعالى، وأَنه في الأَصل اسمٌ ثم غَلَب على القَبيلة.
  [مسأ]: مَسَأَ، كمَنَعَ يَمْسَأُ مَسْأً بالفتح ومُسُوءاً بالضم إِذا مَجَنَ والماسئُ: الماجن. ومَسَأَ الطَّرِيقَ: رَكِبَ وَسَطَه أَو مَتْنَه، ذكره ابنُ بَرِّيّ، وهو قولُ أَبي زيد، وسيأْتي للمصنِّف في المعتلِّ(١). ومَسأُ(٢) الطَّرِيق: وَسَطُه، ومَسَأَ بَيْنَهم: حَرَّش وأَفْسَدَ، كأَمْسَأَ رُبَاعيًّا، مثل مأَس قاله الصاغاني في الكُلِّ ومَسأَ فلانٌ: أَبْطَأَ، ومَسَأَ خَدَعَ، ومَسَأَ على الشَّيءِ مَسْأً إِذا مَرَنَ عَليه، ومَسَأَ حَقَّه: أَنْسَأَهُ أَي أَخَّره، ومَسَأَ القِدْرَ: فَثَأَهَا، وقد تقدّم معناه ومَسَأَ الرَّجُلَ بالقَوْلِ: لَيَّنَه، وذِكْرُ الرجلِ مِثالٌ، كما تُفِيده بعضُ العبارات.
  وتَمَسَّأَ الثَّوْبُ إِذا تَفَسَّأَ أَي بلِيَ، كلُّ ذلك ذكره ابنُ بَرِّيّ والصاغاني، وقال أَبو عُبيد عن الأَصمعي: المَاسُ، خفيفٌ غيرُ مهموز، وهو الذي لا يَلْتَفِت إِلى مَوْعظةِ أَحدِ ولا يَقْبَل قَوْلَه، يقال رَجلٌ مَاسٌ، وما أَمْسَاه، قال أَبو منصورٍ، كأَنه مَقلُوبٌ، كما قالوا: هَارٍ وهارٌ وهائِرٌ، قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون الماسُ في الأَصل ماسِئاً، وهو مهموز في الأَصل، كذا في لسان العرب، وسيأْتي ذِكره في السين إِن شاءَ الله تعالى، وفي المعتلّ أَيضاً.
  [ومسء الطريق: وسطه] ( *).
  [مطأ]: مَطَأَها، كمنَع أَهمله الجوهريّ، وقال ابنُ الفَرَج: سَمِعت الباهِلِيِّين يقولون: سَطَأَ(٣) الرجلُ المرأَة ومَطَأَها بالهمز إِذا جَامَعَهَا أَي وَطِئها، قال أَبو منصور: وشطَأَها بالشين بهذا المعنى لُغةٌ، وستأتي في المُعتَلّ أَيضاً.
  [مقأ]: ماقِئ العَيْنِ ومُوقِئُها أَهمله الجوهرِيّ، وقال اللِّحيانيُّ، أَي مُؤْخِرُها أَو مُقْدِمُها على اختلافٍ فيه، هذا أَي باب الهمزة مَوْضِع ذِكْرِه بناءً على أَن لامه هَمزةٌ، وهو رأَيُ بعضِ اللغويين والصرفيين، وَوَهِمَ الجوهريُّ فذكره في ماق، على ما اختاره الأَكثرون، وجزم ابنُ القطَّاع بزيادة همزتها أَو الياء، وقد تبع المُؤَلّفُ الجوهريُّ في حرف القافِ من غير تَنبيهٍ عليه، وهو عجيب، وقد يقال: إِن الجوهري لم يذكر هناك هذين اللفظين يعني بالهمز في آخرهما، فلا يَرِد عليه شيءٌ مما ذُكِر، فتأَمَّل ذلك. وفي مَأَقِ العَيْنِ لغاتٌ عشرةً، يأْتي بيانُها في القاف إِن شاءَ الله تعالى.
  ومما يستدرك عليه:
  [مكأ]: المَكْءُ بالفتح: جُحْر الثعْلَب والأَرنب، أَو مَجْثَهُما، يُهمَز ولا يُهمز، وقال ثعلبٌ: هو جُحْر الضَّبِّ، قال الطِّرِمَّاحُ:
  كَمْ بِهِ مِنْ مَكْءِ وَحْشِيَّةٍ ... قِيضَ فِي مُنْتَثَلٍ(٤) أَوْ هَيامْ
  عَنَى بِالوحْشِيَّة هُنَا الضَّبّة، لأَنه لا يَبِيضُ الثعلبُ ولا الأَرنب، وإِنما تَبِيضُ الضَّبَّةُ. وقِيضَ معناه حُفِرَ وشُقَّ، وَمَنْ رواه «مِنْ مَكْنِ وَحْشِيَّةٍ» وهو البَيْضُ، فَقِيض عنده: كُسِرَ بَيْضُهُ(٥) فأُخْرِج ما فيه، والمُنْتَثَل(٤): ما يُخرَجُ منه من التراب، والهَيَام: التُّراب الذي لا يَتماسك أَن يَسِيل من اليَد.
  والمَكْءُ أَيضاً: مَجَلُ اليَدِ مِن العمل، نقله أَبو عليٍّ القالي، وهو يُهمز ولا يُهمز، والعجب من الشيخ المَناوي كيف تَعَرَّض لِمَكَأ الطَّيْرُ يَمكأُ ومنه المُكَّاءُ لكثْرة صَفِيره، في هذه المادّة وهو مُعْتَلٌّ بالإِجماع.
  [ملأ]: مَلأَه أَي الشيءَ كَمَنَع يَمْلَؤُه مَلأً وَمَلْأَةً وَمِلْأَةَ أَي بالفتح والكسر ومَلَّأهُ تَمْلِئَةً فامْتَلأَ وتَملأ، في العبارة لفٌّ ونَشْر، وذلك أَن امتلأَ مُطاوع مَلأَه وَملِئَه بالفتح والكسر. وتَمَلَّأه مُطاوع مَلَّأه كعَلَّمَه فتَعلَّم ومَلِئَ بالكسر كسَمِعَ، وَإِنّه لحَسَنُ المِلْأَةِ أَي المَلْءِ بالكسر لا التَّمَلُّؤ لأَن المقصود
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله في المعتل، لم يذكر المصنف هناك».
(٢) اللسان: ومسء الطريق.
(*) سقطت من الطبعتين المصرية والكويتية وما أثبتناه من القاموس.
(٣) اللسان: مطا.
(٤) عن اللسان، وبالأصل: منتشل.
(٥) اللسان: «قيضه» والمكن: بيض الضب واحدتها مكنة وقد خص بالضباب.