تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جهه]:

صفحة 31 - الجزء 19

  وحكَى اللّحْيانيُّ أنَّ جاهَ ليسَ مِن وَجْهٍ، وإِنَّما هو مِن جُهْتُ ولم يُفسّرْ ما جُهْتُ.

  وقالَ أبو بكْرٍ: لفُلانٍ جاهٌ فيهم، أَي مَنْزلَةُ وقَدْرٌ، فأَخرت الواوَ مِن مَوضِعِ الفاءِ وجعلْت في مَوْضِعِ العَيْن فصارَتْ جَوْهاً، ثم جَعَلُوا الواوَ أَلِفاً فقالوا جاه.

  وجاهَهُ بمَكْرُوهٍ جَوْهاً: جَبَهَهُ به؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  ويقالُ: نَظَرَ بجُوهِ سَوْءٍ، بالضَّمِّ، وبِجِيهِ سَوْءٍ، أَي بوَجْهِ سَوْءٍ؛ عن اللّحْيانيّ.

  وقوْلُه: بجِيهِ، مُقْتَضَى إطْلاقه أنَّه بفتْحِ الجيمِ، وهو في نصِّ النوادِرِ بكسْرِها.

  وجاهِ جاهِ، بالبِناءِ على الكسْرِ، ويُنَوَّنُ حَكَاه اللّحْيانيُّ.

  وفي الصِّحاحِ: قالَ الأصْمعيُّ جه، ورُبَّما قالوا: جاهٍ بتَنْوِينٍ؛ وأَنْشَدَ:

  إذا قُلْتُ جاهٍ لَجَّ حتى تَرُدَّهُ ... قُوَى أدَمٍ أطْرافُها في السَّلاسِلِ⁣(⁣١)

  ويُسَكَّنُ، حَكَاهُ اللّحْيانيُّ أَيْضاً.

  وجَوْهِ جَوْهِ، بالبِناءِ على الكسْرِ: زَجْرٌ للبَعيرِ لا النَّاقة⁣(⁣٢).

  وفي المُحْكَم: وجُوهْ: جُوه: ضَرْبٌ من زَجْرِ الإِبِلِ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: تقولُ العَرَبُ للإِبِلِ جاه لا جُهْتَ، وهو زَجْرٌ للجَمَلِ خاصَّةً.

  وفي الصِّحاحِ: جاهِ زَجْرٌ للبَعيرِ دونَ الناقَةِ، وهو مَبْنيٌّ على الكسْرِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  تَجَوَّه إذا تَعَظَّمَ أَو تَكَلَّفَ الجاهَ وليسَ به ذلِكَ.

  وجاهَهُ بشرِّ: واجَهَهُ به؛ ومنه قَوْلُهم في الزَّجْرِ: لا جهت، أَي لا قُوبِلْتَ بشرِّ.

  وتَصْغِيرُ الجاهَةِ جُوَيْهَةٌ.

  [جهه]: جَهْجَهَ بالسَّبُعِ: صاحَ به ليَكُفَّهُ، كهَجْهَجَ؛ قالَ:

  جَهْجَهْتُ فارْتَدَّ ارْتِدَادَ الأَكْمَه⁣(⁣٣)

  وقالَ أبو عَمْرٍو: [و] * جَهَّهُ جهاً: رَدَّهُ. يقالُ: أَتاهُ فسَأَلَهُ فَجَهَّهُ وأَوْأَبَهُ وأَصْفَحَهُ كلُّه إذا رَدَّهُ رَدًّا قَبِيحاً.

  والمُجَهْجَهُ، بفتْحِ الجيمَيْنِ: الأَسَدُ؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  جَرَّدْتُ سَيْفِي فما أَدْرِي إذا لِبَدٍ ... يَغْشَى المُجَهْجَهَ عَضُّ السَّيْف أَمْ رَجُلا⁣(⁣٤)

  وجَهْجَاه الغِفارِيُّ: هو ابنُ قَيْسٍ، وقيلَ: ابنُ سعِيدٍ، صَحابيٌّ، مَدنيٌّ، رَوَى عنه عطاءُ وسُلَيْمانُ ابْنا يَسارٍ، وشَهِدَ بيعَةَ الرّضْوان، وكانَ في غزْوَةِ المُرَيْسِيع أَجيراً لعُمَر. وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ: هو ممَّنْ خَرَجَ على عُثْمانَ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه، وكَسَرَ عَصا النبيِّ ، برُكْبَتِه إذ تَناوَلَها مِن يدِ عُثْمان وهو يَخْطبُ فوَقَعَتِ الأَكَلِةُ فيها، وتُوفي بَعْد عُثْمان بسَنَةٍ.

  وجَهْجاهٌ: رجُلٌ آخَرُ سَيَمْلِكُ الدُّنيا وخُروجُه مِن علامَاتِ الساعَةِ؛ ونَصُّ الحدِيثِ: «لا تَذْهَبُ اللَّيالي حتى يَمْلِكَ رجلٌ يقالُ له الجَهْجَاه»، كأَنَّه مركبٌ من جَاه جَاه.

  ويُرْوى: جَهَهاً، محرّكةً، أَو جَهْجاً بتَرْكِ الهاءِ وكُلُّها في صَحِيحِ مُسْلمٍ، ¦، في بابِ أَشْراطِ الساعَةِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [جهجه]: الجَهْجَهَةُ: من صياحِ الأَبْطالِ في الحَرْبِ، وقد جَهْجَهُوا وتَجَهْجَهُوا؛ قالَ:

  فجاءَ دُون الزَّجْرِ والتَّجَهْجُهِ⁣(⁣٥)


(١) اللسان والصحاح.

(٢) في القاموس: للناقةِ.

(٣) اللسان.

(*) ساقطة من الأصل.

(٤) اللسان وكتب مصححه بهامشه: قوله: جردت الخ، في المحكم هكذا أنشده ابن دريد، قال السيرافي: المعروف أوقدت ناري فما أدري الخ.

(٥) الرجز لرؤبة، ديوانه ص ١٦٦ وفي اللسان والمقاييس ١/ ٤٦٢ بدون نسبة، وقبله:

من عصلات الضيغمي الأجبه