تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أند]:

صفحة 338 - الجزء 4

  ولسْت منه على ثقة. ومالَها، أَي لهذه الأَلفاظِ الثلاثةِ رابعٌ. ثم إِنّ هذه العبارةَ مأْخوذَةٌ من كتاب الأَبنية لابن القَطّاع، ونصّها: وتأْتي أَبنِيةُ الأَسماءِ على إِفْعِلانٍ، بالكسر، نحو إِسْحِمَان لجبَلٍ بعَينِه، ولَيلة إِضْحيان، وإِمِّدان، بتشديد الميم اسم موضع. فأَمّا الإِمِدَّان، بتشديد الدّال، فهو الماءُ الذي يَنِزّ على وَجْه الأَرض. قال زيد الخَيل:

  فأَصْبَحْنَ قد أَقْهَيْن عَنِّي كما أَبتْ

  حِيَاضَ الإِمِدَّانِ الظِّباءُ القَوامحُ⁣(⁣١)

  قال شيخنا: فقد أَورده المصنف هنا وسها عنه في بقيّة الموادّ. فإِسْحمان عند ابن القطّاع فيه لُغتانِ، الفتح والكسر، والإِضْحيان فيه لُغة واحدة. والإِمّدان قال فيه: إِنّه بتشديد الميم مع كسر الهمزة، فهي زائدة، فمَوضع ذِكره م م د، بميمين ودال، حتى تكون الميمانِ أَصليتين، الأُولى فاءُ الكلمة والثانية عَينها، والهمزة حينئذ زائدةٌ، وهي من باب هذه الأَوزان: ولذلك تَرجم⁣(⁣٢) المصنّف في فصل الميم كما يأْتي له في الزيادة. وأَمّا إِذا كانت الهمزة أَصليّة، كما هو نصُّ المصنّف، لذِكْره إِيّاهَا في فَصْلِهَا، فوزنه فِعِلَّان، فلا يكون من هذه المادّة، ولا من هذه الأَوزان، ففي كلام المصنّف كابن القطّاع نظرٌ ظاهر، ولو جرَيْنَا على تْشدِيدِ الدّال، كما قال ابن القطّاع وحَكمْنا بزيادةِ الهمزةِ فيكون موضعه حينئذٍ م د د، فلا دَخْلَ له هنا. وقد ذكره الجوهريُّ في م د د، ونَبّه على أَنه إِفعلان، وأورده المصنّف ولم يتعرَّض له بوزْن ولا غيره، والله أَعلم.

  وآمِدُ بن البَلَنْدَي بن مالك بن دُعْر، قيل إِليه نُسِبَت مدينَة آمِدَ.

  [أند]: أُنْدَةُ، بالضّمّ، أَهمله الجماعة وهو: د. بالأَندَلس من كُورَة بَلَنْسِيَةَ في جَبَلِه مَعْدِنُ الحديدِ، منه أَبو الوليدِ يوسفُ بنُ عبد العزيز بن يوسف⁣(⁣٣) الأُنْديُّ الفَقِيهُ الحافظ اللَّخْمِيّ، يُعرَف بابن الدَّبَّاغ، كان يؤُمُّ ويَخطُب بجامع مُرْسِيَةَ تُوفِّيَ سنة ٥٤٤.

  * وفاتَه: ذِكرُ أَبي عُمَر يوسفُ بن عبد الله بن خَيرونَ القُضاعيّ: سمِعَ من ابن عبد البرِّ. وكذا يوسف بن عليّ الأُنْديّ حدّثَ عنه العُثمانيّ في فوائده: ذكَرَهما ابنُ نُقْطة. ومحمّد بن ياسر بن أَحمدَ الزُّهريّ الأُنْديّ، تُوفِّيَ سنة ٥١٥، ذكرَه الرُّشَاطيّ.

  وهناك أَيضاً أُنْدةُ: حِصنٌ مشهور برُنْدة، أَغفلَه المصنّف، وهو مشهور.

  [أندرورد]: عليه أَنْدَرْوَرْدٌ، أَهمله الجوهريّ، وهو قِطعة منه حديثِ أُم الدَّرداءِ قالت «زارنا سَلمانُ مِن المدائنِ إِلى الشَّأْم ماشياً وعَليهِ كِسَاءٌ، وأَنْدَرْوَرْدٌ» وفي رواية أَنْدَرَاوَرْد، وفي أُخرَى أَنْدَرْوَرْدِيَّةٌ، وهي في حديث عليّ ¥ «أَنّه أَقبلَ وعليه أَندَرْوَرْدِيّةٌ» قال ابن الأَثير: كأَنّ الأَوّل منسوب إِليه⁣(⁣٤). وذكره الأَزهريّ في الرُّباعيّ، وهو اسمٌ لنَوعٍ من السَّراويل مُشَمَّرٍ فوقَ التَّبَّانِ يُغطِّي الرَكبةَ، أَو هي، وفي نُسخة هو التُّبَّانُ بنفْسِه، نقلَه الأَزهريّ والصّاغَانيّ عن عليّ بن خَشْرم. والتُّبَّانُ، كرُمّان مَرَّ ذِكرُه في موضعه. قال أَبو منصور: وهي كلمة أَعجميَّةٌ استعملوها ليست بعربية.

  [أود]: أَوِدَ الشْيءُ، كفَرِحَ، يَأْوَدُ أَوَداً: اعوَجَّ، وخصّ أَبو حنيفةَ به القِدْحَ. والنَّعْت آوَدُ كأَحمرَ وآدَمَ، وهي أَوْدَاءُ، كحمراءَ وأُدْتُه، أَي العودَ وغيره أَؤُودُه أَوْداً: عُجْتُه فانْآدَ يَنْآدُ انْئِياداً فهو مُنآدٌ، إِذا انْثَنَى واعْوَجّ، والانْئيادُ: الانْحناءُ. وأَوَّدْتُه فتَأَوَّدَ، أَي عَطَفْتُه فانْعَطَفَ. وتأَوّدَ العُودُ تَأَوُّداً، إِذا انثنَى⁣(⁣٥). قال الشاعر:

  تأَوُّدَ عُسْلُوجٍ على شَطِّ جَعْفَرِ

  وآدَهُ الأَمْرُ أَوْداً وأُوُوداً، كقُعُودٍ: بَلَغَ منه المَجهودَ والمَشقّة. وفي التنزيل العزيز: {وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ


(١) في معجم البلدان: الظماء القوامح.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله ترجم كذا بالنسخ، والظاهر: ترجمها أو ترجم لها».

(٣) في معجم البلدان: إِبراهيم.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله قال ابن الاثير الخ، عبارته: وفي حديث علي: أنه أقبل وعليه أندروردية، قيل: هي نوع من السراويل مشمر فوق التبان يغطي الركبة، واللفظة أعجمية. ومنه حديث سلمان: أنه جاء من المدائن إِلى الشام، وعليه كساء اندرورد، كأن منسوب إِليه. ا ه. وهي ظاهرة بخلاف عبارة الشارح».

(٥) اللسان: تثنّى.