تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صفن]:

صفحة 336 - الجزء 18

  واليَمَنِ والهِنْدِ مِن القاضِي سعْدِ الدِّيْن خَلَف بنِ محمدِ الحسناباذي والنِّظام محمدِ بنِ الحَسَنِ المرغيناني.

  وقالَ ياقوتُ⁣(⁣١): وكان مُعاصِراً له، قَدِمَ العِرَاقَ وحَجَّ ونفق سوقه باليمنِ، وصنَّفَ كتاباً في التَّصْريفِ، وكمّلَ العزيزيّ ومَناسِك الحجِّ وختمه بقوْلِه:

  شَوْقي إلى الكَعْبَة الغَرَّاء قد نادَى ... فاسْتَحْمل القُلَّصَ الوخادَة الزَّادا⁣(⁣٢)

  في أَبْياتٍ. وقَرَأَ بعَدَنَ مَعالِمَ السّنَن للخَطابي، وكان يُعْجَبُ به، قالَ: وفي سَنَة ٦١٣ كانَ بمكَّةَ وقد رَجِعَ مِن اليمنِ، وهو آخِرُ العَهْد به.

  وقال الحافِظُ الدِّمياطيّ: هو شيْخٌ صالِحٌ صَدُوقٌ صَمُوت عن فَضْلِ الكَلامِ، إمامٌ في اللُّغَةِ والفقْهِ والحدِيثِ، قَرَأْتُ عليه وحَضَرْتُ دَفْنَه بدارِهِ بالحريمِ الظاهِرِيّ سَنَة ٦٥٠، ثم حُمِل إلى مكَّةَ، وأَوْصَى لمَنْ يَحْمِله إليها بخَمْسِين دِيناراً، وكان معه مولد محكوم فيه بموته بوقت، وكان يَتَرَقَّبه فحَضَرَ ذلكَ اليَوْم وهو مُعافّى قائِمٌ ليسَ به قلبه فعمل سَكْراناً لذلِكَ ثم ماتَ ذلِكَ اليَوْم فجْأَةً، ¦.

  والنِّسْبَةُ صَغانِيٌّ وصَاغانِيٌّ، والذي رأَيْتُه في العُبابِ والتكْمِلَةِ يكْتُبُ بنفْسِه لنفْسِه يقولُ محمدُ بنُ الحَسَنِ الصَّاغانيُّ، من غيرِ أَلفٍ، ويُفْهَمُ مِن عِبارَةِ المصنِّفِ أنّ كِلاهُما جائِزانِ في النِّسْبَةِ والمَنْسوبِ إليه محلّ واحِد، وهكذا ذَهَبْتُ فأَقُول تارَةً قالَ الصَّاغانيُّ، وتارَةً قالَ الصَّاغانيُّ، غَيرْ أَنِّي رأَيْتُ في بعضِ كُتُبِ الأنْسابِ فرْقاً بَيْنهما. فأمَّا صَغانِيَان فهذا الذي ذَكَرَه المصنِّفُ، ¦.

  وأمَّا صَاغانُ مُعَرَّبُ جاغان فقَرْيَةٌ بمَرْوَ، أَو سكَّةٌ بها، منها: أَبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ عمران الصَّاغانيُّ⁣(⁣٣) المُقْرئُ عن أَبي بكْرٍ الطَّرسُوسِيُّ؛ وأَبو بكْرٍ محمدُ بنُ إسْحق الصَّاغَانِيُّ، ويقالُ فيه الصَّغانيُّ أَيْضاً.

  ومِن صَغانِيَان أَبو العبَّاسِ بنُ يَحْيَى بنِ الحُسَيْن الحَنَفيُّ سَمِعَ السيِّد أَبا الحَسَنِ العَلَويّ، وعنه أَبو بكْرٍ الخَطِيبُ البَغْدادِيُّ.

  وأَبو يَعْقوب إسْحقُ بنُ إبراهيمَ بنِ صَيْغُونَ الصَّيْغُونِيّ صُوفيّ زَاهِدٌ صالِحٌ محدِّثٌ مِصْريٌّ ذَكَرَه ابنُ يونُسَ في التارِيخِ وقالَ: ماتَ⁣(⁣٤) سَنَة ٣٠٢.

  [صفن]: الصَّفْنُ، بالفتْحِ: وِعاءُ الخُصْيَةِ، ويُحَرَّكُ.

  وفي الصِّحاحِ: الصَّفَنُ، بالتَّحْرِيكِ: جلْدَةُ بَيْضَة الإنْسانِ، والجَمْعُ أصْفَانٌ.

  قُلْتُ: ومنه قَوْلُ جَريرٍ:

  يَتْرُكْنَ أَصْفانَ الخُصَى جَلاجِلا⁣(⁣٥)

  وظاهِرُ سِياقِ المصنِّفِ، ¦، أنَّ التَّحرِيكَ مَرْجوحٌ وليسَ كذلِكَ، بل هو الرَّاجِحُ والفتْحُ لُغَةٌ فيه.

  والصَّفْنُ: السُّفْرَةُ وشبهها بينَ العَيْبَةِ والقِرْبَة.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّفْنُ: الشِّقْشِقَةُ، كالصَّفْنَةِ فيهما؛ عن أَبي عَمْرٍو وابنِ الأَعْرابيِّ.

  قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الصَّفْنَةُ هي السُّفْرَةُ التي تُجْمَعُ بالخيطِ.

  والصُّفْنُ، بالضَّمِّ: كالرَّكْوَةِ يُتَوَضَّأُ فيها؛ عن الفرَّاءِ، وأَنْشَدَ لأبي صَخْر الهُذَليّ يَصِفُ ماءً وَرَدَه:


(١) معجم الأدباء ٩/ ١٩٠.

(٢) البيت في معجم الأدباء ٩/ ١٩٠ وفيه: «قد زادا» وبعده:

أراقك الحنظلُ العامي منتجعاً ... وغيرك انتجع السعدان وارتادا

أتعبت سرحك حتى آض عن كثب ... نياقها رزّحاً والصعب منقادا

فاقطع علائق ما ترجوه من نشب ... واستودع الله أموالا وأولادا

(٣) كذا بالأصل واللباب، وفي التبصير ٣/ ٨٤٩ الصَّاغانيّ.

(٤) في التبصير ٣/ ٨٥٨ مات سنة ٣٣٢.

(٥) ديوانه ص ٤٨٦ وصدره:

يرهز رهزاً يرعد الخصائلا ... يترك

وعجزه في اللسان والتهذيب.