تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دفن]:

صفحة 198 - الجزء 18

  والدُّغُنَّةُ: أُمُّ رَبِيعَةَ ابنِ رُفَيْعِ بنِ حبَّان بنِ ثَعْلَبَةَ السُّلميّ، الذي أَجارَ أَبَا بكْرٍ، رضي الله تعالى عنه، وشَهِدَ هو حُنَيْناً، وقد تقدَّمَ ذِكْرُه في العَيْن. أَو هِي ككَلِمَةٍ أَو كحُزْمةٍ، والصَّحِيحُ الأَوَّلُ، والمُحدِّثونَ يَلْحَنون.

  قالَ شيْخُنا، ¦: اللَّحْنُ إنَّما تَتَّصِفُ به المُرَكَّباتُ إذا تَغَيَّر إعْرابُها، أَمَّا المُفْرداتُ إذا تَغَيَّرتْ حَرَكَاتُها فيُقالُ تَصْحيفٌ وتَحْريفٌ لا لَحْنُ، والله تعالَى أَعْلم.

  ودَغانينُ: هَضَباتٌ ببِلادِ عَمْرِو بنِ كِلابٍ.

  والذي في مُعْجم نَصْر: دَغانينُ بالغَيْنِ المعْجمَةِ: هَضَباتٌ لبَنِي وقَّاصٍ مِن بَنِي أَبي بكْرِ بنِ وائِل بنِ كلابٍ بحمَى ضَرِيَّة.

  وهناكَ جُبَيْلٌ يقالُ له دَغْنانُ كسَحْبانٍ؛ فتأَمَّلْ.

  ودَوْغانُ: ة برَأْسِ عَيْنٍ.

  وقالَ نَصْر: سوقٌ بالجَزيرَةِ كانَ يَجْتمعُ إليها أَهْلُ تلْكَ الدِّيار كلّ شَهْر مرَّةً.

  ودُغَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: عَلَمٌ للأَحْمَقِ عنْدَ أَهْلِ البَصْرةِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ للأَحْمَقِ: دُغَةٌ ودُغَيْنَةُ؛ أَو اسمُ حَمْقاءَ م مَعْروفَة.

  وأَبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ، شيْخُ أَبي الهَيْثَمِ الكشْميهنيُّ، وأَبو إسْحقَ الزكيّ⁣(⁣١) رَوَى عن محمدِ ابنِ إبراهيمَ البُوشَنْجيَ وصالحِ بنِ محمدِ جزْرَةَ؛ وإبراهيمُ ابنُ أَحمدَ عن الهَيْثَم الشَّاشِيّ، وعنه حَفِيدُه محمدُ بنُ صالحِ⁣(⁣٢) بنِ أَحمدَ بنِ إبراهيمَ الدَّاغُونيَّانِ مُحدِّثانِ.

  واخُتَصَّ أَهْلُ مَرْوَ بقوْلِهم داغوثيٌّ لبَيَّاع المَدَاسَات.

  [دفن]: دَفَنَهُ يَدْفِنُهُ دَفْناً: سَتَرَهُ ووارَهُ في التّرابِ، كادَّفَنَه، على افْتَعَلَه، فانْدَفَنَ وتَدَفَّنَ؛ كما في المُحْكَمِ.

  وفي الصِّحاحِ: ادَّفَنَ الشيءُ، على افْتَعَلَ، وانْدَفَنَ بمعْنًى، فهو صَرِيحٌ في أَنَّ ادَّفَنَ مُطاوعُ دَفَنَه، وكُلامُ المُحْكَم يَقْتَضِي أنَّه مُتعدٍّ.

  والدِّفْنُ، بالكسْرِ: ع.

  والدَّفِينُ كالمَدْفونِ، ج أَدْفانٌ ودُفَناءُ.

  والدَّفِينُ: الرَّكِيَّةُ والحَوْضُ والمَنْهَلُ يَنْدَفِنُ وذلِكَ إذا سَفَتِ الرِّيحُ فيه التُّرابَ.

  وقالَ اللّحْيانيُّ: امرأَةٌ دَفِينٌ ودَفِينَةٌ، ج دُفَناءُ، كذا في النُّسخ؛ ونصّ اللّحْيانيّ: دَفْني؛ ودَفائِنُ.

  ورَكِيَّةٌ دَفِينٌ، وفي الصِّحاحِ: إذا انْدَفَنَ بعضُهَا، والجمْعُ دُفُنٌ بضمَّتَيْن: وأَنْشَدَ للبيدٍ:

  سُدُماً قليلاً عَهْدُه بأَنِيسِه ... من بَيْن أَصْفَرَ ناصِعٍ ودِفانِ⁣(⁣٣)

  ومِدْفانٌ ودِفانٌ، ككِتابِ، مُنْدَفِنَةٌ.

  والدَّفِينَةُ: ما يُدْفَنُ، وقالَ ثَعْلَب: الشيءُ تَدْفِنُه.

  وسُمِّي الكَنْزُ الدَّفِينَة لكَوْنِه مَدْفوناً في الأَرضِ؛ ج دَفائِنُ على القِياسِ.

  والدَّفِينَةُ: ع، وهو الدَّثِينَة بالثاءِ، وقد تقدَّم ذِكْرُها.

  والمِدْفانُ والدَّفونُ مِن الإبِلِ والنَّاسِ: الذَّاهِبُ على وجْهِه لا لحاجَةٍ كالأُبَّاقِ؛ وفي المُحْكم: كالآبِقِ؛ وقد دَفَنَتْ دَفْناً: إذا سارَتْ على وجْهِها.

  وادَّفَنَ العبدُ، كافْتَعَلَ: أَبَقَ قَبْلَ وُصولِ المِصْرِ الذي يُباعُ فيه، فإنْ أَبَقَ مِنَ المِصْر فهو الإباقُ الذي يُرَدُّ منه في الحُكْم، وإن لم يَغِب عن المِصْر، هكذا رَوَاه يَزيدُ ابنُ هَرون بسَنَدِه عن محمدِ بنِ شريحٍ، ونَقَلَه أَبو عُبَيْدٍ، فهو دَفونٌ بهذا المعْنَى، وبه فُسِّر حيثُ شريحٍ: أَنَّه كانَ لا يَرُدّ العبدَ مِن الادِّفان ويردّه مِن الإباقِ الباتِّ.

  وقيلَ: الادِّفانُ أَنْ يَرْوغَ مِن مَوالِيه اليَوْمَ واليَوْمَيْن؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن أَبي زيْدٍ.


(١) في اللباب: المزكي.

(٢) في التبصير ٢/ ٦٥٠ طلحة.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٧ برواية: «سدماً قديماً» والمثبت كرواية اللسان والصحاح.