تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بدي]:

صفحة 194 - الجزء 19

  وقد يكونُ البَدْوُ اسمَ جَمْعٍ لبادٍ كركْبٍ ورَاكِبٍ؛ وبه فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ أَحْمر:

  جَزَى اللهُ قومي بالأُبُلَّةِ نُصْرَةً ... وبَدْواً لهم حَوْلَ الفِراضِ وحُضَّرَا⁣(⁣١)

  والبَدِيَّةُ، كغَنِيَّة: ماءَةٌ على مَرْحَلَتَيْنِ من حَلَب بَيْنها وبينَ سلمية؛ قالَ المُتَنَبيِّ:

  وأَمْسَتْ بالبَدِيَّةِ شَفْرَتاه ... وأَمْسَى خَلْفَ قائِمِهِ الخَبَارُ⁣(⁣٢)

  والبادِيَةُ: قُرى باليَمامَةِ.

  والبِدَاءُ، بالكسْرِ: لُغَةٌ في الفداءِ وتَبدَّى.

  تَفَدَّى، هكذا يَنْطقُ به عامَّةُ عَرَبِ اليَمَنِ.

  والمبادَاةُ: المُبارَزَةُ والمُكاشَفَةُ.

  وبادَى بَيْنهما: قايَسَ؛ كما في الأساسِ.

  [بدي]: ي بَدَيْتُ بالشَّيءِ، بفتْحِ الدالِ، وبَدِيتُ به، بكسْرِها: أَي ابْتَدَأْتُ؛ لُغَةٌ للأَنْصارِ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وأَنْشَدَ لعبدِ اللهِ بنِ رواحَةَ:

  باسمِ الإِلهِ وبه بَدِينَا ... ولو عَبَدْنا غيرَه شَقِينا

  وحَبَّذا رَبّاً وحُبَّ دِينا⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ خَالَوَيْه: ليسَ أَحَدٌ يقولُ بَدِيتُ بمعْنَى بَدَأْتُ إلَّا الأنْصار، والناسُ كُلَّهم بَدَيْتُ وبَدَأْتُ، لمَّا خُفّفَتِ الهَمْزَةُ كُسِرَتِ الدالُ فانْقَلَبَتِ الهَمْزَةُ ياءً، قالَ: وليسَ هو من بناتِ الياءِ، انتَهَى.

  * قُلْتُ: فإذا إشارَة المصنِّف عليه بالياءِ مَنْظورٌ فيه، وقد أَشارَ إليه شيْخُنا أَيْضاً فقالَ: هو مِنَ المَهْموزِ وخفِّفَ في بعضِ الأحادِيثِ، فذَكَرَه هنا اسْتِطراداً وفيه إيهامٌ بالياءِ أَصل وقد تَعَقَّبُوه، انتَهَى. وبقي عليه البِدايَة ككِتابَةٍ، قالَ المطرزي: هي لُغَةٌ عاميَّةٌ، وعدَّها ابنُ بَرِّي من الأَغلاطِ.

  وقالَ ابنُ القطَّاع: بل هي لُغَةٌ أَنْصارِيَّة، وقد أَسْلَفْنا ذِكْرَه في الهَمْزةِ.

  [بذو]: والبَذِيُّ، كرَضِيِّ: الرَّجلُ الفاحِشُ، وهي بالهاءِ. يقالُ: هو بَذِيُّ اللِّسانِ، وهي بَذِيَّتُهُ.

  وقد بَذُوَ، ككَرُمَ، بَذاءَ، كسَحابٍ.

  وقالَ الجَوْهرِيُّ: أَصْلُه بَذَاءَةً، فحذِفَتِ الهاءُ لأنَّ مصادِرَ المَضْمومِ، إنَّما هي بالهاءِ مِثْلُ خَطُبَ خَطابَةً وصَلُبَ صَلابَةً، وقد تُحْذَفُ مِثْل جَمُل جَمَالاً، انتَهَى.

  قالَ ابنُ بَرِّي: صوابُه بَذاوَةً، بالواوِ، لأنَّه من بَذُوَ، وأَمَّا بَذَاءَة بالهَمْزَة فإنَّها مَصْدرُ بَذُؤَ، بالهَمْزِ، وهُما لُغَتانِ، وقد ذُكِرَ في الهَمْزِ.

  وبَذَوْتُ عليهم وأَبْذَيْتُ عليهم؛ كما في الصِّحاحِ، قالَ: وأَنْشَدَ الأصْمعيُّ لعَمْروِ بنِ جميلٍ الأَسدِيّ:

  مثل الشُّيَيْخ المُقْذَحِرِّ الباذِي ... أَوْفَى على رَباوَةٍ يُباذِي⁣(⁣٤)

  قالَ ابنُ بَرِّي: وفي المصنِّفِ بَذَوْتُ على القوْمِ وأَبْذَيْتُهُم، من البَذاءِ، كسَحابٍ، وهو الكَلامُ القَبِيحُ والفحشُ.

  وفي حدِيثِ فاطِمَةَ بنت قَيْسٍ: بَذَتْ على أَحمائِها وكانَ في لسانِها بعضُ البَذاءِ.

  وبَذْوَةُ: اسمُ فَرَسٍ⁣(⁣٥)؛ عن ابنِ الأَعْرابيّ؛ وأَنْشَدَ:

  لا أَسْلِمُ الدهرَ رأْسَ بَذْوَةَ أَو ... تَلْقَى رجالٌ كأَنَّها الخُشُبُ⁣(⁣٦)

  وقالَ غيرُهُ: هي فَرَسُ عَبَّاد بن خَلَفٍ.

  وفي الصِّحاحِ: بَذْوُ فَرَسٌ لأبي سِراج؛ قالَ فيه:


(١) اللسان.

(٢) معجم البلدان «البدية» وفيه «الحيار» بدل «الخيار».

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) اللسان والصحاح.

(٥) في القاموس «فرسٌ» بالرفع منونة.

(٦) اللسان.