تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ليص]:

صفحة 358 - الجزء 9

  خَلْعِه» أَي تُرَاوَدُ عَليْه، ويُطْلَب مِنْك خَلْعُه، وقد سبَقَ في «قمص» ويُقَالُ: أَلَصْتُ أَنْ آخُذَ مِنْهُ شيْئاً، أَو أَلصتُ إِلَاصةً وإِنَاصَةً⁣(⁣١)، أَي أَرَدْتُ.

  وأُليصَ، بالضَّمّ، إِلَاصَةً، إِذا أُرْعِشَ، أَو أُرْعِدَ من فَزَعٍ، هكذا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وأَوردَهُ صاحِبُ اللّسَان بِالْبَاءِ المُوَحَّدَةِ مُسْتَدْرِكاً، وقد أَشَرْنَا إِلَيْه.

  وقال اللَّيْثُ: لَاوَصَ الرّجُلُ مُلَاوَصَةً، أَي نَظَرَ كَأَنَّهُ يَخْتِلُ لِيَرُومَ أَمْراً، وكَذلِكَ اللَّوْصُ. قال: ولَاوَصَ الشَّجَرَةَ يُلَاوِصُهَا، إِذا أَرادَ أَنْ يَقْطَعَهَا بالفَأْسِ، أَو يَقْلَعها، فلَاوَصَ في نَظَرِه يَمْنَةً ويَسْرَةً كيْف يَأْتِيهَا لِيَقْلَعَهَا وكيْف يَضْرِبُهَا.

  وتَلَوَّصَ الرَّجُلُ، إِذ تَلَوَّى، وتَقَلَّبَ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ، والصَّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبَّادٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَليْه:

  ما زِلْتُ أُلِيصُه عَنْ⁣(⁣٢) كَذَا، أَي أُدِيرُه عَنْه.

  والمُلَاوَصَةُ: المُخَادَعَةُ، ورَجُلٌ مُلَاوِصٌ: مُتَمَلِّقٌ خَدَّاعٌ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ.

  ولاصَ بالشَّيْءِ لِيَاصاً: اسْتَدارَ بِه، نَقَلَه ابنُ القَطّاع.

  [ليص]: لاصَ يَلِيصُ لَيْصاً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ. وقال ابنُ عَبّادٍ: أَي حادَ، لُغَةٌ في لَاصَ عنه لَوْصاً، كما سَبَقَ عن أَبي تُرَابٍ. ولِصْتُ⁣(⁣٣) الشَّيْءَ أَلِيصُه لَيْصاً، وأَلَصْتُه إِلاصَةً، وكَذا نِصْتُه وأَنَصْتُه، نَيْصاً وإِنَاصَةً، على البَدَلِ، إِذا أَرَغْتَهُ عن شَيْءٍ يُرِيدُه مِنْه، أَو حَرَّكْتَهُ لتَنْتَزعَهُ كالوَتِدِ ونَحْوِه. وقال ابن دُريْدٍ: إِذا أَخْرَجْتَه مِنْ مَوْضِعِهِ.

  وأَلَصْتُه عَنْ كَذَا وكَذَا: رَاوَدْتُهُ عنه، وخَادَعْتُه⁣(⁣٤).

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  لَيْصَى، كسَكْرَى، يُقَال إِنَّه اسمُ ابْنَةِ نُوحٍ، #.

فصل الميم مع الصاد

  [مأص]: المَأَصُ، مُحَرَّكَةً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ: وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: بِيضُ الإِبِلِ، وكِرَامُهَا، لُغَةٌ في المَعَصِ، والمَغَص، بالعَيْنِ والغيْنِ، وَاحِدَتُهَا مَأَصَةٌ، والإِسْكَانُ في كُلّ ذلِكَ لُغَةٌ. قال ابنُ سِيدَه: وأُرَى أَنَّهُ المَحْفُوظُ عَنْ يَعْقُوبَ.

  [محص]: مَحَصَ الَّظبْيُ، كمَنَعِ، يَمْحَصُ مَحْصاً: عَدَا شَدِيداً، أَو أَسْرَعَ في عَدْوِهِ. قال أَبو ذُؤيْبٍ الهُذَلِيُّ:

  وعَادِيَةٍ تُلْقِي الثِّيَابَ كَأَنَّهَا ... تُيُوسُ ظِبَاءٍ مَحْصُهَا وانتبارُهَا

  ويروى: يَعافِيرُ رَمْلٍ مَحْصُها. ومَحَصَ المَذبُوحُ برِجْلِهِ، مِثْل دَحَصَ: رَكَضَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

  ومَحَصَ الذَّهَبَ بالنَّارِ: أَخْلَصَه مِمَّا يَشُوبُهُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَي من التُّرَابِ والوَسَخِ.

  ومَحَصَ بالرَّجُلِ الأَرْضَ مَحْصاً: ضَرَبَهُ بها إِيَّاهَا⁣(⁣٥).

  ومَحَصَ بسَلْحِه: رَمَى به، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.

  ومَحَصَ السَّرَابُ أَو البَرْقُ، إِذا لَمَعَ، فَهُو بَرْقٌ مَحَّاصٌ، وسَرَابٌ مَحَّاصٌ، فِيهِمَا لَمَعَانٌ.

  ومَحَصَ فُلانٌ مِنّي مَحْصاً، إِذا هَرَبَ.

  ومَحَصَ السِّنَانَ مَحْصاً، أَي جَلَاهُ، فهو مَمْحُوصٌ، ومَحِيصٌ، أَي مَجْلُوٌّ. قال أُسامَةُ بنُ الحَارِث الهُذَلِيّ، يَصِفُ الرُّمَاةَ والحِمَارَ، قُلتُ: ولم أَجِدْهُ في الديوان.

  وشَفُّوا بِمَمْحُوصِ القِطَاعِ فُؤَادَهُ ... لَهُمْ قُتَرَاتٌ قد بُنِينَ مَحَاتِدُ⁣(⁣٦)

  أَي مَجْلُوّ القِطاع، وهو قَوْلُ الأَخْفَش. والقِطَاعُ: النِّصالُ. ويُرْوَى: مَنْحُوض⁣(⁣٧)، أَي رُمِيَ بالنِّصال حَتَّى رَقَّ


(١) عبارة اللسان: وألصتُ أن آخذ منه شيئاً أُليصُ إلاصةً، وأنصتُ أنيصُ إناصة.

(٢) اللسان: على.

(٣) في القاموس: ولِصتُه أَليصُه.

(٤) في اللسان: «يقال: ألصته على الشيء أليصه مثل راودته عليه وداورته» وفي الأساس: «لاوصني فلان عن كذا: خادعني» والعبارتان وردتا فيهما في مادة «لوص».

(٥) عبارة التكملة: ومحصت به الأرض: إذا ضربت به الأرض.

(٦) بالأصل «مخوص» وما أثبت عن شرح ديوان الهذليين، وعلى روايته فلا شاهد فيه.

(٧) في اللسان: «أشْفَوْا» وفي التهذيب: اشَفُّوا وفي التكملة: «بممحوص النصال».