تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حظو]:

صفحة 328 - الجزء 19

  بالنَّجاشِي؛ ذَكَرَه المقْرِيزي والحافِظُ ابنُ حَجَرَ.

  [حظو]: والحُظْوَةُ، بالضمِّ والكسْرِ كما في الصِّحاحِ والمُحْكَم والتهْذِيبِ.

  قالَ شيْخُنا: ونقلَ عن ثَعْلب تَثْلِيثَه، وكذا عن غيرِهِ، بل جَعَلَه التَّقيُّ الشمني في شرْح الشفاء قاعِدَةً في كلِّ فعلةٍ واوِي اللامِ كخُطْوَةٍ وقُدْوَةٍ وأُسْوَةٍ وربْوَةٍ ونحوِها ففيه قُصُورٌ.

  والحِظَةُ، كعِدَةٍ: المَكانَةُ والقُرْبُ المَعْنويَّ.

  وقيلَ: الوَجاهَةُ والتَّقدُّمُ المَعْنويُّ من ذِي سلطانٍ ونَحْوه.

  ورجلٌ له الحِظْوَةُ والحُظْوَةُ والحِظَةُ: أَي الحَظُّ من الرِّزق، ج حِظاً، بالكسْرِ مَقْصوراً، وحِظاءٌ، بالكسْرِ مَمْدوداً.

  وحَظِيَ كلُّ واحِدٍ من الزَّوْجَيْنِ عند صاحِبِهِ، كرَضِيَ، واحْتَظَى. يقالُ: حَظِيَتِ المرأَةُ عنْدَ زوْجِها حُظْوَةً وحِظْوَةً وحِظَةً سَعدَتْ ودَنَتْ من قَلْبِه وأَحَبَّها.

  وَحَظِيَ هو عنْدَها أَيْضاً.

  واحْتَظَتْ هي عنْدَه، واحْتَظَى.

  وشاهِدُ الحِظَةِ ما أَنْشَدَه ابنُ السِّكِّيت لابْنَة الحمارس:

  هَلْ هِيَ إلَّا حِظَة أَو تَطْلِيقْ ... أَو صَلَفٌ مِنْ دون ذاك تَعْلِيقْ

  قَدْ وَجَبَ المَهْرُ إذا غابَ الحُوقْ⁣(⁣١)

  وهي حَظِيَّةٌ، كغَنِيَّةٍ.

  قالَ المنلا علي في نامُوسِه: الظاهِرُ أَنَّ الحظْوَةَ مَخْصوصٌ بالمرْأَةِ كما هو المُتعارَفُ خِلاف عُمُوم ما في القامُوسِ.

  قالَ شيْخُنا: لا يظهرُ ما اسْتَظْهَره بل هو عامٌّ كما في الدَّواوِين اللُّغَويَّة قاطِبَةً، وصرَّحَ به شرَّاحُ الشفاءِ عن ثَعْلَب وغيرِهِ.

  * قُلْتُ: ويُؤيِّد ما اسْتَظْهره المنلا على ما قالَ أَبو زَيْدٍ: يقالُ إنَّه لذو حَظْوَةٍ فيهنَّ وعندهنَّ، ولا يقالُ ذلِكَ إلَّا فيمَا بينَ الرِّجالِ والنَّساءِ؛ وظاهِرُ سِياقِ الجَوهريِّ يدلُّ له أَيْضاً، فتأَمَّل.

  وفي المَثَلِ: إلَّا حَظِيَّهْ فلا أَليَّهْ؛ يقولُ: إِنْ أَحْظأَتْك الحُظْوَةُ فيمَا تَطْلُب فلا تَأْلُ أَنْ تَتَوَدَّدَ إلى النَّاسِ لعلَّك تُدْرِكُ بعضَ ما تُريدُ، وأَصْلُه في المرْأَةِ تَصْلَف عنْدَ زَوْجِها.

  وفي التهْذِيبِ: هذا المَثَلْ مِن أَمْثالِ النِّساءِ، تقولُ: إن لم أَحْظَ عنْدَ زَوْجي فلا آلُو فيمَا يَحْظَى⁣(⁣٢) عنْدَه بانْتهائِي إلى مَا يَهْواه؛ هنا ذَكَرَه الجَوهرِيُّ والأَزهريُّ وتقدَّمَ للمصنِّفِ في «إ ل ى».

  والحَظْوَةُ، بالفتْحِ ويُضَمُّ؛ ونَقَلَ شيْخُنا فيه التَّثْلِيثَ أَيْضاً: سَهْمٌ صَغيرٌ قَدْرُ ذراعٍ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ.

  زادَ غيرُهُ: يَلْعَبُ به الصِّبيانُ.

  وزادَ بعضُهُم: لتَعَلّم الرَّمْي، وإذا لم يَكُنْ فيه نَصْل فهو حُظَيَّةٌ بالتَّصغيرِ.

  والحَظْوَةُ: كلُّ قَضِيبٍ نابِتٍ في أصْلِ شَجَرةٍ لم يَشْتَدَّ بعدُ، ج كلّ منهما حِظاءٌ، ككِتابٍ، وحَظَواتٌ، محرَّكةً، وأَنْشَدَ ابنُ برِّي:

  إلى ضُمَّرٍ زُرْقٍ كأَنَّ عُيونَها ... حِظَاءُ غُلامٍ لَيْسَ يُخْطِئن مُهْرَاء⁣(⁣٣)

  وشاهِدُ الحَظَوات قَوْلُ الكُمَيْت:

  أَرَهْطَ امْرِئِ القَيْس اعْبَأُوا حَظَواتِكُمْ ... لحَيِّ سِوانا قَبْلَ قاصِمَة الصُّلْبِ⁣(⁣٤)

  وفي المَثَلِ: إحْدَى حُظَيَّاتِ لُقْمانَ، مُصَغَّرَةً، وهو


(١) اللسان والصحاح وفيها:

أو صلف أو بين ذاك تعليق

والأول والثاني في التهذيب.

(٢) في اللسان والتهذيب: يُحظِيني.

(٣) في اللسان: «ليس بخطين مهراً» وبهامشه: هكذا في الأصل.

(٤) اللسان والتهذيب.