تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لثث]:

صفحة 255 - الجزء 3

  ولى علَى هذا الأَمرِ لُبْثَةٌ، اللُّبْثَةُ بالضَّمّ: التَّوَقُّفُ، كالتَّلَبُّثِ.

  وقد تَلَبَّثَ تَلَبُّثاً، فهو مُتَلَبِّثٌ، أَي تَوقَّفَ وأَقامَ.

  وفي الحديث: «فاسْتَلْبَثَ الوَحْيُ». يقال: اسْتَلْبَثَهُ إِذا اسْتَبْطَأَهُ، وهو استَفْعَلَ من اللَّبثِ، وهو الإِبطاءُ والتَّأَخُّر.

  وخَبيثٌ لَبِيثٌ نَبِيثٌ كلّ ذلك إِتْباعٌ، وفي اللّسان: وقالوا: نَجِيثٌ لَبِيثٌ. إِتْباع.

  وفرس لَبَاثٌ، كسَحَاب، هكذا في نسختنا، وصوابه «وقَوْسٌ» بدل «فَرَس»، كما في نسخة أُخرى، ففي اللسان: قَوْسٌ لَبَاثٌ بَطِيئةٌ، حكاه أَبو حنيفةَ، وأَنشد:

  يُكَلِّفُنِي الحَجّاجُ دِرْعاً ومِغْفَراً ... وطِرْفاً كَريماً رائِعاً بثَلاثِ

  وسِتّينَ سَهْماً صِيغَةً يَثْربِيَّةً ... وقَوْساً طَرُوح النَّبْلِ غَيْرَ لَباثِ

  وإِنّ المَجْلِسَ ليجمعُ لَبيثَة من النَّاسِ أَي جَمَاعَة إِذا كانُوا من قَبَائِلَ شَتَّى، ليسوا من قَبيلةٍ واحدةٍ.

  * ومما يستدرك عليه: أَلْبِثْ عن فُلانٍ أَي انْتَظِرْه حتى يُبْدِيَ انْتِظارُك إِيّاهْ خَطَأَ رَأْيِهِ، نقله الصاغَانيّ.

  [لثث]: اللَّثُّ والإِلْثَاثُ واللَّثْلَثَةُ: الإِلْحَاحُ يقال: أَلَثَّ عَلَيْهِ إِلْثَاثاً: أَلَحَّ عليه، ولَثْلَثَ، مثلُه.

  واللَّثُّ والإِلْثَاثُ: الإِقَامَةُ، عن ابنِ الأَعرابيّ، يقال: أَلْثَثْتُ بالمكانِ إِلْثَاثاً: أَقَمْتَ بهِ ولم تَبْرَحْهُ، وأَلَثَّ بالمكانِ: أَقامَ به، مثل أَلَبَّ، وفي حديث عُمَرَ ¥: «ولا تُلِثُّوا بدارِ مَعْجَزَةٍ» أَي لا تُقِيمُوا بدارٍ يُعْجِزُكُم فيها الرِّزْقُ والكَسْبُ، وقيل: أَرادَ لا تُقِيمُوا بالثُّغُورِ ومَعَكُم العِيالُ.

  والإِلْثَاثُ: دَوامٌ المَطَرِ، وأَلَثَّ المَطَرُ إِلْثَاثاً، أَي دَامَ أَيّاماً لا يُقْلِعُ، وأَلَثَّتِ السَّحَابَةُ دامَتْ أَياماً فلم تُقْلِع، وسَحابٌ مُلِثُّ العَزَالِي.

  واللَّثُّ بالفتح: النَّدَى، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  ولَثَّ الشَّجَرَ - بالنَّصب⁣(⁣١) -: أَصابَه النَّدى.

  واللَّثْلَثَةُ: الضَّعْفُ، والجَيْشُ⁣(⁣٢)، بالجيم والشين، هكذا في نسختنا، وصوابه والحَبْسُ، يقال: لَثْلَثَه عن حاجتِه: حَبَسَه.

  واللَّثْلَثَةُ: التَّرَدُّدُ في الأَمْرِ، كالتَّلَثْلُثِ، عن أَبي عُبيد، ويقال: تَلَثْلَثَ الغَيْمُ والسَّحابُ ولَثْلَثَ، إِذا تَرَدَّدَ في مكانٍ، كُلَّمَا ظَنَنْتَ أَنه ذَهَبَ جاءَ.

  واللَّثْلَثَة: عَدَمُ إِبانَةِ الكَلامِ يقال: لَثْلَثَ كَلامَه: لَمْ يُبَيِّنْه.

  واللَّثْلَثَةُ التَّمْرِيغُ في التُّرابِ⁣(⁣٣) قال الكميت:

  لَطَالَمَا لَثْلَثَتْ رَحْلِي مَطِيَّتُه ... في دِمْنَةٍ وسَرَتْ صَفْواً بأَكْدَارِ

  والتَّلَثْلُثُ في الدَّقْعاءِ: التَّمَرُّغُ، قال أَبو عُبَيْد.

  واللَّثْلاثُ واللَّثْلَثُ واللَّثْلاثَةُ: البَطِيءُ في كلِّ أَمرٍ كلَّما ظَنَنْتَ أَنّه قد أَجابَكَ إِلى القِيَامِ في حَاجَتِكَ تَقَاعَسَ، وأَنشد الجوهَرِيّ لرؤبة:

  لا خَيْرَ فِي وُدِّ امْرِيءٍ مُلَثْلِثِ⁣(⁣٤)

  وَلَثْلَثْتُ البَعِيرَ: لَدَدْتُه، كذا في النّسخ، وصوابه كَدَدْتُه، بالكاف.

  ويقال لَثْلِثُوا بِنا ساعةً ومَثْمِثُوا وَتَمَثْمَثُوا وحَفْحِفُوا، أَي رَوِّحُوا بنا قَلِيلاً.

  * ومما يستدرك عليه:

  تَلَثْلَثَ بالمكانِ: تَحَبَّسَ وتَمَكَّثَ.

  وتَلَثْلَثَ في أَمْرِه: أَبْطَأَ.

  [لطث]: لَطَثَه يَلْطُثُه لَطْثاً. أَهمله الجوهَرِيّ، وقال ابنُ


(١) في اللسان ضبط على ما لم يسم فاعله. بالبناء للمجهول.

(٢) في نسخة ثانية من القاموس: والحبس.

(٣) في اللسان: تلثلثت ترددت في الأمر وتمرغت. وذكر البيت شاهداً.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «ولرؤبة رجز أوله:

أتعرف الدار بذات العنكث

وليس هذا المشطور فيه، على أن الرجز غير منسوب إلى رؤبة في بعض نسخ الصحاح، فلا مواخذة، كذا في التكملة».