تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سيا]:

صفحة 557 - الجزء 19

  والمُساهاةُ في العِشْرَةِ: تَرْكُ الاسْتِقْصاءِ؛ كما في الصِّحاح.

  وفي المُحْكم: حُسْنُ المُخالَقَةِ؛ ومِثْلُه في العَيْن؛ وأَنْشَدَ للعجَّاج:

  حلْو المُساهاةِ وإن عادَى أَمَرّ⁣(⁣١)

  وفي التَّهْذيب: حُسْنُ العِشْرَةِ⁣(⁣٢).

  وفي الأساسِ: المُساهَلَةُ؛ وهو يُساهِي أَصْحابَه: أَي يُخالِقُهم ويُحْسِنُ عِشْرتَهم.

  وافْعَلْهُ سَهْواً رَهْواً: أَي عَفْواً بِلا تَقاضٍ ولا لِزَازٍ؛ نقلَهُ الأزهريُّ والزمخشريُّ.

  والسُّها، بالضَّمِّ مَقْصور: كَوْكَبٌ؛ وفي المُحْكم: كُوَيْكِبٌ صغيرٌ؛ خَفِيُّ⁣(⁣٣) الضَّوْءِ يكونُ مع الكَوْكَبِ الأوْسطِ من⁣(⁣٤) بَناتِ نَعْشٍ الصُّغْرى؛ وفي الصِّحاح: في بَناتِ نَعْشٍ الكُبْرى؛ والنَّاسُ يَمْتَحِنونَ به أَبْصارَهم.

  وفي المَثَل:

  أُرِيها السُّها وتُرِيني القَمَر

  قلْتُ: ويسمَّى أَيْضاً أَسْلَم والسُّهَيَّا بالتَّصْغير.

  وذُكِرَ في «ق ود» مُفَصِّلاً فراجِعْه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  بعيرٌ ساهٍ رَاهٍ، وجِمالٌ سَواهٍ رَواهٍ: أَي لَيِّنَةُ السَّيْرِ.

  وسَاهاهُ مُساهاةً: غافَلَهُ.

  وأَيْضاً: سَخِرَ منه.

  والأَساهِي: ضُرُوبٌ مُخْتَلِفَةٌ مِن سَيْر الإِبِل، كالاساهِيج. وسَهَا في الصَّلاةِ وعَنْها: أَي غَفَلَ.

  وفَرَسٌ سَهْوَةٌ: سَهْلَةٌ.

  وبَغْلَةٌ سَهْوَةٌ: سَهْلَةُ السَّيْرِ لا تُتْعِبُ رَاكِبَها كأَنَّها تُساهِيهِ؛ وقد جاءَ في حديثِ سَلْمانَ ولا يقالُ للبَغْلِ سَهْوٌ؛ كما في التَّهْذيب.

  وأَرْضٌ سَهْوةٌ: سَهْلَةٌ لا جُدُوبَةَ⁣(⁣٥) فيها.

  وسَها إليه: نَظَرَ ساكِنَ الطَّرْفِ.

  ورِيحٌ سَهْوٌ: لَيِّنَةٌ؛ والجَمْعُ سِهاءٌ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للشاعِرِ؛ قالَ الفندجاني: هو الحارِثُ بنُ عَوْفٍ أَخُو بَني حرام:

  تَناوَحَتِ الرِّياحُ لفَقْد عَمْروٍ ... وكانتْ قَبْلَ مَهْلَكِهِ سِهاءَ⁣(⁣٦)

  أَي ساكِنَة لَيِّنة.

  والسُّهْوَةُ: بيتٌ على الماءِ يَسْتَظِلُّون به تَنْصِبُه الأَعْرابُ.

  وقالَ الأَحْمر: ذَهَبَتْ تمِيمُ فلا تُسْهَى ولا تُنْهَى، أَي لا تُذْكَرُ.

  [سيا]: ي سِيَةُ القَوْسِ، بالكسْرِ مُخَفَّفَةً: ما عُطِبَ من طَرَفَيْها، ج سِياتٌ؛ والهاءُ في الواحِدِ عِوَض مِن الواوِ؛ والنِّسْبَةُ إليها سِيَوِيُّ.

  قالَ أَبو عُبيدَةَ: كان رُؤْبَةُ يَهْمِزُ سِيَةَ القَوْسِ، وسائِرُ العَرَبِ، لا يَهْمُزونَها؛ كما في الصِّحاح.

  ولا سِيَّما في «س وي» لأنَّه واوِيٌّ، فيه تَعْرِيضٌ على الجوهريِّ حيثُ ذَكَرَ لا سِيَّما هنا.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه: كَلَاءٌ سِيٌّ: أَي كثيرُ، نقلَهُ الصَّاغانيُّ.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) كذا، والذي فيه: «حسن المخالقة» عن الليث، وفي موضع آخر: «حسن العشرة».

(٣) في القاموس منونة، وأضافها الشارح.

(٤) على هامش القاموس عن إحدى نسخه: في.

(٥) في اللسان: لا حزونة.

(٦) الصحاح واللسان بدون نسبة.