تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هلقم]:

صفحة 764 - الجزء 17

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الهِلْدِمُ: العَجوزُ.

  [هلقم]: الهِلْقِمُ، كزِبْرِجٍ: المرأةُ الكَبيرَةُ.

  وِأَيْضاً: القَوِيُّ مِن الرِّجالِ، ورُبَّما تكونُ بَيْنهما ضِدّية.

  وِأَيْضاً: الواسِعُ الأَشْداقِ مِن الإِبِلِ خاصَّةً، ورُبَّما اسْتُعْمِل في غيرِها.

  وِكإِرْدَبٍّ: السَّيِّدُ الضَّخْمُ ذو الحَمالاتِ، أَي القائِمُ بها؛ قالَ:

  سفإِنْ خَطِيبُ مَجْلِسٍ أَرَمَّا ... بخُطْبةٍ كنتُ لها هِلْقَمَّا

  وِبالحَمالاتِ لها لِهَمَّا⁣(⁣١)

  وِالهِلْقَمُّ: الأَكُولُ المُبْتَلِعُ كالهِلْقامَةِ، وقد صَرَّحوا بزيادَةِ الهاءِ فيهما وأنَّهما مِن اللقم، وِالهُلَقِمِ كعُلَبِطٍ، وِالهِلْقامِ، بالكسْرِ، وشاهِدُ الهُلَقِمُ قَوْل الشاعِرِ:

  باتَتْ بلَيْلٍ ساهِد وقد سَهِدْ ... هُلَقِمٌ يأْكُل أَطْرافَ النَّجُدْ

  وِهو، أَي الهِلْقامُ أَيْضاً: الضَّخْمُ الطويلُ، كما في الصِّحاحِ.

  وفي المُحْكَم: الطَّوِيلُ.

  وفي التَّهْذيبِ: الفَرَسُ الطَّويلُ؛ قالَ خِذَام الأَسدِيُّ:

  أَبْناء كلّ نَجِيبة لنَجِيبة ... وِمُقَلِّصٍ بشَلِيله هِلْقامِ⁣(⁣٢)

  يقولُ: هو طويلٌ يُقلِّص عنه شَليلُه أَي دِرْعه لطُولِه.

  وِالهِلْقامُ: الأَسَدُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وِهِلْقامٌ: رجُلٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه: الهِلقامةُ، كتلقاعةٍ: الأَكُولُ.

  وِالهِلْقامُ: الواسِعُ الشِّدْقَيْنِ.

  وبحرٌ هِلْقِمٌ، كدِرْهِم: كأنَّه يَلْتَهِم ما طُرِحَ فيه.

  وِهَلْقَم الشيءَ هَلْقمةً: ابْتَلَعَه.

  [همم]: الهَمُّ: الحَزَنُ⁣(⁣٣)، ج هُمومٌ.

  قالَ شيْخُنا: فهما عنْدَه كطائِفَة مُتَرادِفان، وقيلَ: الهَمُّ أَعَمّ مِن الحُزْن، وقيلَ غيرُ ذلِكَ ممَّا قالَهُ عياض.

  * قُلْت: وتقدَّمَ الفَرْق بَيْنه وبينَ الغَمِّ.

  وِالهَمُّ: ما هَمَّ به في نفسهِ، أَي نَواهُ وأَرادَهُ وعَزَمَ عليه.

  وسُئِلَ ثَعْلَبٌ عن قوْلِه تعالَى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ}⁣(⁣٤)، قالَ: هَمَّت زَلِيخا بالمعْصِيَة مُصِرَّةً على ذلِكَ، وِهَمَّ يوسفُ، #، بالمَعْصِيَةِ ولم يأْتِ بها ولم يُصِرَّ عليها، فَبَيْن الهَمَّيْن فَرْقٌ.

  وقالَ أَبو حاتِمٍ عن أَبي عبيدَةَ: هذا على التَّقديمِ والتَّأَخيرِ كأَنَّه أَرادَ: ولقد هَمَّت به، ولو لا أَنْ رأَى بُرْهانَ ربِّه لَهَمَّ بها.

  وِهَمَّه الأَمْرُ هَمًّا وِمَهَمَّةً: إذا حَزَنَه وأَقْلَقَه، كأَهَمَّه فاهْتَمَّ وِاهْتَمَّ به.

  وِهَمَّ السُّقْمُ جِسْمَه: أَذابَهُ وأَذْهَبَ لَحْمَهُ.

  وِهَمَّ الشَّحْمَ يَهُمُّه هَمًّا: أَذابَهُ، فانْهَمَّ هو؛ قالَ العجَّاجُ:

  وِانْهَمَّ هامومُ السَّدِيفِ الهارِي ... عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عارِي⁣(⁣٥)

  وقالَ اللَّيْثُ: الانْهِمامُ ذَوَبانُ الشيءِ واسْتِرْخاؤُه بعْدَ جُمودِهِ وصَلابَتِه مِثْل الثلْجِ إذا ذابَ.


(١) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) في اللسان والتهذيب والصحاح، ضبط قلم، بضم فسكون.

(٤) يوسف، الآية ٢٤.

(٥) ديوانه ص ٢٥ واللسان، والثاني في الصحاح والتهذيب.