تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جسع]:

صفحة 66 - الجزء 11

  الدَّوابَّ، ومِنْهُ الكَلأُ الوَبِيلُ، مثلُ جُدَاعٍ بالدّالِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَان.

  وِالجُزَيْعَةُ: القِطْعَةُ من الغَنَمِ، تَصْغِيرُ الجِزْعَةِ، بالكَسْر، وهُوَ القَلِيلُ مِن الشَّيْءِ، هكَذا هو في نُسَخِ الصّحاحِ بخَطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَوِيّ. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: وهكَذَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ مُصغَّراً.

  والذِي جَاءَ في المُجْمَلِ لابْنِ فَارِسٍ - بفَتْحِ الجِيمِ وكَسْرِ الزَّايِ -: الجَزِيعَةُ، وقَالَ: هي القِطْعَةُ من الغَنَمِ، فَعِيلَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَة. قال: ومَا سَمِعْنَاها في الحَدِيثِ إِلّا مُصَغَّرَةً. وفي حَدِيثِ المِقْدَادِ: «أَتَانِي الشَّيْطَانُ فقالَ: إِنَّ مُحَمَّداً يَأْتِي الأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ، ما بِهِ حاجَةٌ إِلى هذِهِ الجُزَيْعَةِ» هي تَصْغِيرُ جِزْعَةٍ، يُرِيدُ⁣(⁣١) القَلِيلَ مِنَ اللِّبَنِ، هكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو أَبُو مُوسَى وشَرَحَه، والَّذِي جاءَ في صَحِيحِ مُسْلِم: «ما به حاجَةٌ إِلَى هذِهِ الجِزْعَةِ»، غَيْر مُصَغَّرَة. وأَكْثَرُ ما يُقْرَأُ في كِتَابِ مُسْلِمٍ «الجُرْعَة»، بضَمِّ الجِيمِ وبِالرَّاءِ⁣(⁣٢)، وهِي الدُّفْعَةُ مِن الشُّرْبِ. وقد تَقَدَّمَ.

  [جسع]: الجُسُوعُ، بالضَّمِّ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان. وقال الخَارْزَنْجِيُّ: هو الإِمْساكُ عن العَطَاءِ والكَلامِ.

  وِيُقَالُ: سَفَرٌ جَاسِعٌ، أَي بَعِيدٌ.

  قالَ: وجَسَتَ النَّاقَةُ، كمَنَعَ: دَسَعَتْ⁣(⁣٣)، كاجْتَسَعَتْ، وجَسَعَ فُلانٌ: قَاءَ. كَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ في كِتَابَيْه.

  [جشع]: الجَشَعُ، مُحَرَّكَةً: أَشَدُّ الحِرْصِ كما في الصّحاح، زَادَ في العُبَابِ: وأَسْوَؤُهُ علَى الأَكْلِ وغَيْرِهِ.

  وِقال ابنُ دُرَيْدٍ: قال الأَصْمَعِيُّ: قُلْتُ لِأَعْرَابِيٍّ: ما الجَشَعُ؟ قَالَ: أَسْوَأُ الحِرْصِ، فَسَألْتُ آخَرَ فقال: أَنْ تَأْخُذَ نَصِيبَكَ، وتَطْمَعَ في نَصِيبِ غَيْرِكَ، وَقَدْ جَشِعَ، كفَرِحَ جَشَعاً، فهو جَشِعٌ، مِنْ قَوْمٍ جَشِعِينَ، قالَ الشَّنْفَرَى:

  وِإِنْ مُدَّتِ الأَيْدِي إِلَى الزّادِ لَمْ أَكُنْ ... بأَعْجَلِهِمْ، إِذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ⁣(⁣٤)

  وقالَ سُوَيْدُ بنُ [أَبِي] كاهِلٍ⁣(⁣٥) اليَشْكُرِيّ - يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلابَ -:

  فَرَآهُنَّ ولَمَّا يَسْتَبِنْ ... وِكِلابُ الصَّيْدِ فِيهِنَّ جَشَعْ

  وَمُجَاشِعُ بنُ دَارِمِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ بنِ عَمْرٍو، بالضَّمِّ: أَبُو قَبِيلَةٍ مِنْ تَمِيمِ، مَشْهُورٌ. قالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الفَرَزْدَقَ:

  وُضِعَ الخَرِبرُ فَقِيلَ: أَيْنَ مُجَاشعٌ؟ ... فَشَحَا جَحَافِلَهُ جُرَافٌ هِبْلَعُ

  وقالَ الفَرَزْدَقُ:

  فيَا عَجَبِي، حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّنِي ... كأَنَّ أَباهَا نَهْشَلٌ أَوْ مُجَاشِعُ

  وِمُجَاشِعُ بنُ مَسْعُودُ بنِ ثَعْلَبَةَ السُّلَمِيّ: صَحَابِيٌّ ¥، نَزَلَ البَصْرَةَ هو وأَخُوهُ مُجَالِدٌ، وقُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ مع عائِشَةَ، ^، رَوَى عنه جَماعَةٌ، وكانَ بحَاضِرِ «تَوَّجَ» أَمِيراً، زَمَنَ عُمَرَ، ¥.

  وِرُوِيَ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ: تَجَاشَعَا الماءَ، أَي تَضَايَقا عَلَيْهِ، وكَذلِكَ تَنَاهَبَاه، وَتَشَاحَجَاه وتَعَاطَشَاهُ.

  وِالتَّجَشُّعُ: التَّحَرُّصُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، قال: جَشِعَ، بالكَسْرِ، وتَجَشَّعَ مِثْلُه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  الجَشَعُ، مُحَرَّكَةً: الجَزَعُ لفِرَاق الإِلْفِ. والجَشَعُ أَيْضاً: الفَزَعُ.

  وقَوْمٌ جَشَاعَى، وجُشَعَاءُ، وجِشَاعٌ بالكَسْرِ.

  ورَجُلٌ جَشِعٌ بَشِعٌ: يَجْمَعُ جَزَعاً وحِرْصاً وخُبْثَ نَفْسٍ.

  وِالجَشِيعُ، كأَمِيرٍ: المُتَخَلِّقُ بالباطِلِ ومَا لَيْسَ فيه.

  وِالجَشِعُ، كَكَتِفٍ: الأَسَدُ. قال أَبو زُبَيْدٍ الطَّائيُّ:

  وَرْدَيْنِ قد أَخَذَا أَخْلاقَ شَيخِهما ... ففِيهِمَا جُرْأَةُ الظَّلْمَاءِ والجَشَعُ

  [جعع]: جَعَّ فُلانٌ: أَكَلَ الطِّينَ، عن أَبِي عَمْرٍو.


(١) عن اللسان بالأصل «تريد».

(٢) عن النهاية واللسان وبالأصل: «الجيم والراء».

(٣) دسعت أي دفعت جرتها حتى أخرجتها من جوفها الى فيها وأفاضتها.

(٤) لامية العرب البيت رقم ٨.

(٥) بالأصل «كامل» والزيادة ضرورية. انظر الشعر والشعراء ص ٢٥٠.