تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ريع]:

صفحة 183 - الجزء 11

  ولا مَعْرِفَةٍ، فراعَهُ ذلِكَ وأَفْزَعَه.

  وقال أَبو زَيْد: ارْتَاعَ للخَيْرِ، وارْتَاحَ له، بمَعْنًى وَاحِدٍ. وأَبو الرُّوَاعِ، كغُرَابٍ: من كُنَاهُمْ.

  وِالرُّواعُ بنتُ بَدْرِ بنِ عَبْدِ الله بنِ الحارِث بن نُمَيْرٍ: أُمُّ زُرْعَةَ، وعَلَسٍ ومَعْبَدٍ، وحارِثَةَ، بني⁣(⁣١) عَمْرِو بن خُوَيْلِدِ بن نُفَيْلِ بنِ عَمْرِو بنِ كِلابٍ.

  وِالأَرْوَعُ: الَّذِي يُسْرعُ إِليهِ الارْتِيَاعُ، نقله ابنُ بَرِّيّ في ترجمة «عجس».

  وِمَرْوَعٌ، كَمَقْعَدٍ: مَوْضِعٌ، قال رُؤْبَةُ:

  فباتَ يَأْذَى مِنْ رَذَاذٍ دَمَعَا ... مِنْ واكِفِ العِيدانِ حَتَّى أَقْلَعا

  في جَوْفِ أَحْبَى من حِفَافَيْ مَرْوَعَا

  وِراعَ الشَّيْءُ يَرُوعُ: فَسَدَ، وهذا نَقَلَه شَيْخُنا عن الاقْتِطَافِ.

  والمُرَاوَعَةُ - مُفَاعَلَة من الرَّوْع -: قَرْيَةٌ باليَمَنِ، وبِهَا دُفِنَ الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ عُمَرَ الأَهْدَلُ، أَحَدُ أَقْطَاب اليَمَنِ، وَوَلَدُه بها، بارَكَ الله في أَمْثَالِهم.

  [ريع]: رَاعَ الطَّعَامُ، وغَيْرُه يَرِيعُ رَيْعاً ورُيُوعاً، ورِيَاعاً، بالكَسْرِ، وهذِه عن اللِّحْيَانِيِّ، ورَيَعَانَا، مُحَرّكَةً: نَما وزادَ وقِيلَ: هي الزِّيادَةُ في الدِّقِيقِ والخُبْزِ.

  وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: راعَ الشَّيْءُ يَرِيعُ ويَرُوع، إِذا رَجَعَ.

  وِالرَّيْعُ: العَوْدُ والرُّجُوع. وقد ذَكَره المُصَنِّفُ في «ر و ع» وهو ذُو وَجْهَيْن، ولكِنَّ الياءَ أَكثرُ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  حَتَّى إِذا ما فَاءَ من أَحْلامِها ... وِراعَ بَرْدُ المَاءِ في أَجْرَامِها

  وفي حَدِيث جَرِيرٍ: «وماؤُنَا يَرِيعُ»، أَي يَعُودُ ويَرْجِعُ.

  ومنه راعَ عليه القَيْءُ، إِذا رَجَعَ وعادَ إِلى جَوْفه، وقد مرّ حَدِيثُ الحَسَنِ في «ر و ع» وفي رِوَايَةٍ: فقال: «إِنْ راعَ منه شَيْءٌ إِلى جَوْفِه فقد أَفْطَرَ» أَي: إِنْ رَجَعَ وعادَ، وكذلِكَ كُلُّ شيْءٍ رَجَعَ إِلَيْكَ، فقد رَاعَ يَرِيعُ، قال طَرَفَةُ:

  تَرِيعُ إِلى صَوْتِ المُهِيبِ وتَتَّقِي ... بذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَفَ مُلْبِدِ

  وقال البَعِيثُ:

  طمِعْتُ بليْلَى أَنْ ترِيعَ وإِنَّمَا ... تُقطِّعُ⁣(⁣٢) أَعْناقُ الرِّجَالِ المَطامِعُ

  ويُقال: وَعَظْتُه فأَبَى أَنْ يَرِيعَ.

  وفلانٌ ما يَرِيعُ بِكلامِكِ ولا بِصَوْتِك.

  ويُقال: هَرَبَت الإِبلُ فصاح عَليْها الرّاعِي، فراعَتْ إِليْهِ، وكذلِك: رَاهَ يَرِيهُ، بمعنى عادَ، ورَجَع.

  وِرَاعَت الحِنْطَةُ: زَكَتْ ونَمَتْ، وكلُّ زِيَادَةٍ: رَيْعٌ، كأَراعَتْ قال الأَزْهَرِيُّ: وهذِه أَكْثَرُ من رَاعَتْ.

  وِقولُه تعَالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ}⁣(⁣٣).

  الرِّيعُ، بالكَسْر، وعليه اقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ، والفَتْحِ وبه قرَأَ ابنُ أَبي عَبْلَةَ. وقال الفرّاءُ: الرِّيعُ والرَّيْعُ لُغتانِ - مثلُ الرِّيرِ والرَّيْرِ -: المُرْتَفِعُ من الأَرْضِ، كما فِي الصّحاحِ، وفي بعضِ نُسَخه: المَكانُ المُرْتفِعُ⁣(⁣٤). قال الأَزْهَرِيُّ: ومن ذلِك: كَمْ رَيْعُ أَرْضِك؟ أَي كم ارْتِفاعُ أَرْضِك، أَو معناه: كُلُّ فجٍّ، أَو كُلُّ طرِيقٍ، كما في الصّحاحِ، زادَ بعضُهم: سُلِك أَو لم يُسْلَكْ، قال:

  كظَهْرِ التُّرْسِ ليس بِهنَّ رِيعُ

  وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للمُسَيَّبِ بنِ عَلَسٍ:

  في الآلِ يَخْفِضُها ويَرْفَعُها ... رِيعٌ يَلُوحُ كأَنَّه سَحْلُ

  قال: شَبَّه الطَّرِيقَ بثَوْبٍ أَبْيَضَ.

  أَو الرَّيْعُ: الطَّرِيقُ المُنْفَرِجُ في، وفي بعضِ النُّسَخِ: عَنِ الجَبَلِ وهذا قَوْلُ الزَّجّاجِ، وهو بعَيْنِه مَعْنَى الفَجِّ، فإِنّ الفَجَّ - على ما تَقَدَّم - هو: الطَّرِيقُ المُنْفَرِجُ في الجِبَالِ خاصَّةً. وقالَ عُمَارَةُ، الرّيعُ: الجَبَلُ، كما في الصّحاحِ، وفي بَعْضِ نُسَخِه: الصَّغِيرُ⁣(⁣٥)، وفي العُبَابِ: المُرْتَفِعُ، الوَاحِدَةُ رِيعَةٌ، بهَاءٍ، والجَمْعُ: رِيَاعٌ، كما في الصّحاحِ، أَو قِيلَ: الرّيعُ: مَسِيلُ الوَادِي، مِن كُلِّ مَكانٍ مُرْتَفِعٍ، قال الرّاعِي يَصِفُ إِبِلاً وفَحْلَها:


(١) بالأصل «بن» والمثبت عن التكملة.

(٢) في اللسان: تُضَرِّب.

(٣) سورة الشعراء الآية ١٢٨.

(٤) وهي عبارة الصحاح المطبوع.

(٥) في الصحاح المطبوع: الجبل الصغير.