تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هدج]:

صفحة 515 - الجزء 3

  على أَنّ سيبويه إِنما يَحمل هذا على الضَّرورة. قال ابن سيده: ولَعَمْري إِن في الإِتباع أَيضاً لَضَرُورةً تُشبه ضرورةَ الشِّعر.

  وعن ابن الأَعرابيّ: الهُجُجُ: الغُدْرانُ.

  والهَجِيجُ: الشَّقّ الصَّغيرُ في الجَبَل.

  وهَجْهَجَ الرَّجلَ: رَدَّه عن كلّ شيْءٍ.

  وظَلِيمٌ هَجْهاجٌ وهُجَاهِجٌ: كثيرُ الصَّوتِ. والهَجْهَاجُ: المُسِنُّ. والهَجْهَاجُ والهَجْهَاجَةُ: الكثيرُ الشَّرِّ. ويومٌ هَجْهَاجٌ: كثيرُ الرِّيحِ شَديدُ الصَّوتِ، يعني الصَّوْتَ الّذي يكون فيه عن الرِّيح.

  وقال ابن منظور: ووَجدْت في حواشي بعضِ نُسخِ الصّحاحِ: المُسْتَهِجُّ: الّذِي يَنطِق في كلِّ حقٍّ وباطِلٍ.

  [هدج]: الهَدَجَانُ، محرّكةً، والهَدْجُ والهُدَاجُ كغُرَابٍ: مَشْيٌ رُوَيدٌ في ضَعْفٍ. والهَدَجَانُ: مِشْيةُ الشَّيخِ ونحو ذلك، وهو مَجاز.

  وقد هَدَجَ الشَّيْخُ في مِشْيَته يَهْدِجُ، بالكسر، هَدْجاً وهَدَاجَاناً وهُدَاجاً: قارَبَ الخَطْوَ أَو أَسرَعَ⁣(⁣١) من غير إِرادةٍ. قال الحُطَيئة:

  ويَأْخذُه الهُداجُ إِذا هَدَاهُ ... وَليدُ الحَيِّ في يَدِه الرِّداءُ

  وقال الأَصمعيّ: الهَدَجانُ: مُدارَكةُ الخَطْوِ. وأَنشد:

  هَدَجَاناً لم يكنْ مِن مِشْيَتِي ... هَدَجَانَ الرَّأْلِ خَلْفَ الهَيْقَتِ⁣(⁣٢)

  وقال ابن الأَعرابيّ: هَدَجَ: إِذا اضطربَ مَشْيُه من الكِبَرِ، وهو الهُّدَاجُ. وهَدَجَ وهو هَدّاجٌ وهَدَجْدَجٌ.

  والهَدَجَة، محرَّكَةً⁣(⁣٣): حَنينُ النَّاقةِ على وَلَدِها، وقد هَدَجَتْ وتَهَدَّجَت، وهي ناقةٌ مِهْداجٌ وهَدُوجٌ.

  والهَوْدَجُ: مَرْكَبٌ للنساءِ مُقَبَّبٌ وغيرُ مُقَبَّبٍ⁣(⁣٤). وفي المحكم: يُصنَع من العِصِيّ ثم يُجعل فوقَه الخَشبُ فيُقبَّبُ. وفي التوشيح: الهَوْدَجُ: مِحْمَلٌ له قُبّةٌ تُسْتَر بالثياب يَرْكَب فيه النِّسَاءُ. وتَهَدَّجَ الصَّوتُ: إِذا تَقَطَّعَ في ارْتعاشٍ. وتَهَدَّجَت النَّاقَةُ: تعَطَّفتْ على الوَلِد. ولو قال عند ذِكْرِ الهَدَجَةِ: هَدَجَت وتَهدَّجَت وهي مِهْدَاجٌ، كان أَحسنَ لطَريقته.

  ومن المَجَاز: هَدَجَت القِدْرُ: إِذا غَلَتْ بِشدَّةٍ.

  وقِدْرٌ هَدْوجٌ: أَي سَرِيعةُ الغَلَيانِ أَو شديدتُه.

  وهَدّاجٌ ككَتّان: فَرَسُ الرَّيْبِ بن شَرِيقٍ، وفي هامش الصّحاح: فارسُ هَدَّاجٍ: هو ربيعةُ بنُ مُدْلِجٍ الباهِليّ.

  وأَنشد الأَصمعيّ للحارِثِيّة تَرْثِي مَن قُتِل من قَوْمِها في يومٍ كان لباهِلَةَ على بني الحَارثِ ومُرَادٍ وخَثْعَم:

  شَقِيقٌ وحَرْميٌّ أَرَاقَا دِماءَنا ... وفارِسُ هَدّاج أَشابَ النَّواصِيَا

  أَرَادَ⁣(⁣٥) بشقيق وحَرْمِيّ، شقيقَ بنَ جَزْءِ بن رِياحٍ الباهليّ، وحَرْميَّ بنَ ضَمْرَةَ النَّهْشَليّ.

  وهَدّاجٌ: أَبو قَبيلةٍ.

  والمُسْتَهْدِجُ رُوي بكسر الدّال في قول العَجّاج يَصف الظَّليمَ:

  أَصَكَّ نَغْضاً لا يَنِي مُسْتَهْدجَا

  أَي العَجْلَان، وقال ابن الأَعرابيّ: هو بفتح الدّال ومعناه الاسْتِعْجَال.

  * ومما يستدرك عليه:

  هَدَجَ الظَّليمُ يَهْدِجُ هَدَجَاناً واسْتَهْدَجَ: وهو مَشْيٌ وسَعْيٌ وعَدْوٌ، كلّ ذلك إِذا كان في ارْتِعَاشٍ. وظلِيمٌ هَدّاجٌ. وَنَعَامٌ هُدَّجٌ⁣(⁣٦) وهَوادِجُ، وتقول: نَظرْتُ إِلى الهَوادِجِ على الهَوادِج.


(١) في اللسان: «وأسرع» بدل «أو أسرع».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الهيقت. قال في اللسان: أراد الهيقة فصير هاء التأنيث تاء في المرور عليها».

(٣) الأصل والقاموس واللسان والصحاح، وضبطت في التهذيب بإسكان الدال ضبط قلم.

(٤) في الصحاح: مضبب وغير مضبب، وفي اللسان فكالأصل.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أراد، كذا في اللسان أيضاً، وذكر باعتبار القائل أو الشاعر وإن كان أنثى ويقع ذلك كثيراً» وفي اللسان المطبوع: أرادت.

(٦) عن الأساس، وبالأصل: هدّاج.