تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حدو]:

صفحة 309 - الجزء 19

  وراعٍ لا يَحْجُو إبلَه، لا يَحْفَظها.

  وتَحَجَّى له: تَفَطَّنَ وَزَكَنَ؛ عن أَبي الهَيْثم.

  والحِجا، بالكسْرِ والفتْحِ: السّتْرُ؛ ومنه الحدِيثُ: «مَنْ باتَ على ظَهْر بيتٍ ليسَ عليهِ حِجًا فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة».

  والحَجَا: ما أَشْرَفَ مِن الأرضِ.

  وحَجا الوَادِي: مُتْعَرَجُهُ.

  والحَجا: المَلْجأُ والجانِبُ.

  وما لَهُ مَحْجا ولا مَلْجأ بمعنىً واحِدٍ، عن اللحْيانيّ.

  وإنَّه لَحَجِيٌّ إلى بَني فلانٍ: أَي لاجِئٌ إليهم؛ عن أبي زيْدٍ.

  وتَحجَّى الشَّيءَ: تَعَمَّدَهُ وتَقَصَّدَهُ حَجاهُ؛ قالَ ذو الرُّمَّة:

  فجاءَتْ بأَغْباش تَحَجَّى شَرِيعَةً ... تِلاداً عليها رَمْيُها واحتِبالُها⁣(⁣١)

  وحَجاهُ: قَصَدَه واعْتَمَدَه؛ وأَنْشَدَ الأزهريُّ للأَخْطل:

  حَجَوْنا بني النُّعمان إذْ عَضَّ مُلْكُهُمْ ... وقَبْل بَني النُّعْمانِ حارَبَنا عَمْرُو⁣(⁣٢)

  وتَحَجَّى بالشيءِ: تَمَسَّكَ ولَزِمَ به، يُهْمَز ولا يُهْمَز، عن الفرَّاء؛ وأَنْشَدَ لابنِ أَحْمر:

  أصَمُّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى ... بآخِرَتي وتَنْسَى أَوَّلِينا⁣(⁣٣)

  وقيلَ: تَحجَّى تَسَبق إليهم باللَّوْمِ.

  يقالُ: تحَجَّيْتُ بهذا المَكَانِ أَي سَبَقْتكم إليه ولَزِمْته قَبلكم. وتَحَجَّى به: ضَنَّ.

  وأَنا أَحْجُو به خَيْراً: أَي أَظنُّ.

  وتحجَّى فلانٌ بظَنِّه: إذا ظنَّ شيئاً ولَم يَسْتَيْقنْه؛ وأنْشَدَ الأزهريُّ للكُمَيْت:

  تحَجَّى أَبوها مَنْ أَبوهُم فصادَفُوا ... سِواهُ ومَنْ يَجْهَلْ أَباهُ فقدْ جَهِلْ⁣(⁣٤)

  وقالَ الكِسائي: ما حَجَوْتُ منه شيئاً وما هَجَوْتُ أَي ما حَفِظت منه شيئاً.

  وقالَ الليْثُ: الحَجْوةُ الحَدَقةُ؛ ومِثْلُه لابنِ سِيدَه وقالَ الأَزهريُّ: لا أَدْرِي أَهي الجَحْوةُ أَو الحَجْوةُ.

  وهو أَحْجَى أَنْ يكونَ كذا، أَي أَحَقُّ وأجْدَرُ وأَوْلى؛ ومنه الحدِيثُ: «معاشرَ هَمدانَ أَحْجَى حَيِّ بالكوفُة» وقيلَ: مَعْناه أَعْقَل حيِّ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لمَخْرُوعِ بنِ رفيع:

  ونحن أَحْجَى الناسِ أَن نَذُبَّا ... عن حُرْمةٍ إذا الجَدِيبُ عَبَّا

  والقائِدونَ الخيلَ جُرْداً قُبَّا⁣(⁣٥)

  وتَحَجَّى: لَزِمَ الحَجا أَي مُنْعَرَج الوادِي؛ وبه فُسِّرَ حدِيثُ العلْجِ بالقادِسِيَّة.

  والحَجاةُ: الغَديرُ نفْسُه.

  واسْتَحْجَى اللحْمُ: تَغَيَّر رِيحُه من عارِضٍ يصيبُ البَعيرَ أَو الشَّاةَ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: حَمَلْنا هذا على اليَاءِ لأنَّا لم نَعْرفْ من أَيِّ شيءٍ انْقَلَبَتْ أَلِفُه فجعَلْناه مِن الأَغْلَب عليه وهو الياء، وبذلِكَ أَوْصانا أَبو عليِّ الفارِسِيُّ، ¦.

  [حدو]: وحَدا الإِبِلَ، وحَدا بها حَدْواً، بالفتْحِ، وحُداءً، كغُراب، وحِداءً، ككِتابٍ، ولم يَذْكُرِ الجَوْهرِيُّ الأَخِيرَةَ: زَجَرَها وساقها.


(١) ديوانه ص ٥٣٦ برواية:

فجاء بأعياش تحرى شريعة

والمثبت كرواية اللسان والتهذيب، وفي الأصل «واختبالها» وفي الصحاح «واعتدالها» وصدره في المقاييس ٢/ ١٤٢.

(٢) ديوانه ص ٢٠٠ واللسان والتهذيب: ويروى: «عص» بدل «عض».

(٣) اللسان والصحاح وفيهما: «بآخرنا» وصدره في التهذيب.

(٤) اللسان والتهذيب.

(٥) اللسان وفيه «إذا الحديث عبّا».