تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وطث]:

صفحة 277 - الجزء 3

  ووَرَّثَ النّارَ، لغةٌ في أَرَّثَ، وهي الوِرْثَةُ، وتَوْرِيثُ النّارِ: تَحْرِيكُها لتَشْتَعِلَ، وقد تقدّم.

  ووَرْثَانُ، كسَكْرَانَ: ع، قال الرّاعِي:

  فَغَدا مِنَ الأَرْضِ الّتي لم يَرْضَها ... واخْتَارَ وَرْثَاناً عليها مَنْزِلَا

  ويُروَى «أَرْثاناً»، على البَدَلِ المُطَّرِد في [هذا]⁣(⁣١) الباب.

  ومن المجاز: الوَرْثُ: الطَّرِيّ من الأَشْيَاءِ.

  يقال: أَوْرَثَ المَطَرُ النَّبَاتَ نَعْمَةً.

  وبَنُو الوِرْثَةِ، بالكسر: بَطْنٌ من العَرب نُسِبُوا إِلى أُمِّهِمْ، نقله ابنُ دُريد.

  * ومما يستدرك عليه:

  قال أَبو زيد: وَرِثَ فلانٌ أَباه يَرِثُه وِرَاثَةً ومِيرَاثاً.

  قال الجوهريّ: المِيرَاثُ أَصلُه مِوْراثٌ، انقلبت الواوُ ياءً لكسرةِ ما قبلها.

  والتُّرَاثُّ: أَصلُ التّاءِ فيه واوٌ.

  وفي المحكم: الوِرْثُ والإِرْثُ والتُّرَاثُ والمِيرَاثُ: ما وُرِثَ.

  وقيل: الوِرْثُ والمِيرَاثُ في المالِ، والإِرْثُ في الحَسَبِ.

  وقال بعضهم: وَرِثْتُه مِيراثاً، قال ابنُ سِيدَه: وهذا خطأٌ؛ لأَنّ مِفْعَالاً لَيس من أَبنية المصادر، ولذلك رَدّ أَبو عليٍّ قَوْلَ من عَزا إِلى ابنِ عبّاسٍ أَنَّ المِحَال من قوله ø: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ}⁣(⁣٢) من الحَوْلِ، قال: لأَنّه لو كان كذلك لكان مِفْعَلاً، ومِفْعَلٌ⁣(⁣٣) ليس من أَبنيةِ المَصَادِر، فافْهَمْ.

  وفي الحديث⁣(⁣٤): «اثْبُتُوا على مَشَاعِرِكُمْ هذِه؛ فإِنَّكُم على إِرْثٍ من إِرْثِ إِبْرَاهِيم» قال أَبو عُبَيْدٍ: إِرثٌ أَصلُه من المِيرَاثِ، إِنما هو وِرْثٌ، قلبت الواو أَلفاً مكسورةً؛ لكسرةِ الواو، كما قالوا للوسَادَةِ: إِسَادَة، وللوِكافِ: إِكافٌ، فكأَنَّ معنَى الحديثِ: إِنَّكُم عَلَى بَقِيَّةٍ من وِرْثِ إِبْرَاهِيمَ الذي تَرَكَ الناسَ عليه بعد مَوْته، وهو الإِرثُ وأَنشد:

  فإِنْ تَكُ ذا عِزٍّ حديثٍ فَإِنّهُمْ ... لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ لم تَخُنْهُ زَوافِرُهْ

  وهو مَجَازٌ، وقد تقدَّم.

  ومن المجاز أَيضاً: تَوَارَثُوه كابِراً عن كابِرٍ.

  والمَجْدُ مُتَوارَثٌ بينَهُم.

  وقول بَدْرِ بنِ عامِرٍ الهُذَلِيّ:

  ولقد تَوَارَثُنِي الحوادِثُ واحداً ... ضَرَعاً صَغِيراً ثُمَّ لا تَعْلُونِي

  أَراد أَنّ الحوادِثَ تَتَدَاوَلُه، كأَنّها تَرِثُه هذه عن هذه.

  ومن المجاز: وأَوْرَثه الشيْءَ: أَعْقَبَه إِيّاه، وأَورَثَه المرضُ ضَعْفاً، وأَوْرَثَهُ كَثْرَةُ الأَكْلِ التُّخَمَ، وأَوْرَثَه الحُزْنُ هَمًّا، كلُّ ذلك على الاستعارة والتّشبيه بوِراثَةِ المالِ والمَجْدِ.

  وَوَرَثَانُ، محرّكةً⁣(⁣٥)، من قُرى أَذْرَبِيجانَ وبينها وبين بَيْلَقَانَ سبعةُ فَراسخَ، وقال ابنُ الأَثير: أَظُنُّهَا من قُرَى شِيرَازَ.

  ووَرْثِينُ: من قُرَى نَسَفَ.

  وقد نُسِبَ إِليهما جماعةٌ من أَئِمَّة الحديث.

  [وطث]: الوَطْثُ، كالوَعْدِ: الضَّرْبُ الشَّدِيدُ بالخُفّ، قال:

  تَطْوِي المَوَامِي وتَصُكُّ الوَعْثَا ... بجَبْهَةِ المِردَاسِ وَطْثاً وَطْثَا

  وفي الصّحاح: الوَطْثُ: الضَّرْبُ الشّدِيدُ بالرِّجْلِ على الأَرْضِ، لُغَةٌ في الوَطْسِ أَو لُثْغَة.

  وزعم يعقُوبُ: أَنّ ثاءَ وَطْثٍ بَدَلٌ من سين وَطْسٍ، وهو الكَسْرُ.

  وفي التّهذيب: الوَطْسُ والوَطْثُ: الكَسْر، يقال: وَطَثَه


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) سورة الرعد الآية ١٣.

(٣) عن اللسان، وبالأصل: و «مفعلاً».

(٤) في اللسان: وروى عن النبي أنه قال: بعث ابن مربع الأنصاري إلى أهل عرفة، فقال: «اثبتوا ..».

(٥) في معجم البلدان: بالفتح ثم السكون، وآخره نون، والسلفي يحرك الراء. وفي اللباب فكالأصل.