تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حذو]:

صفحة 311 - الجزء 19

  وقد تَحَدَّى: إذا بارَاهُ ونازَعَهُ الغَلَبَةِ، وقد نَقَلَه الجَوْهريُّ كابنِ سِيدَه فلا معْنَى لكِتابَةِ المصنِّفِ هذا الحَرْف بالأَحْمر.

  ومنه تَحَدَّى رَسُولُ اللهِ ، العَرَبَ بالقُرْآنِ وتَحَدَّى صاحبَه القِراءَةَ والصّراعَ ليَنْظُرَ أَيُّهما أَقْرَأُ وأَصْرَع.

  قالَ الزَّمَخْشري: وأَصْلُه في الحُدَاءِ يَتبَارَى فيه الحَادِيَانِ ويَتَعارَضَان فيَتَحدَّى كلُّ منهما صاحِبَه، أَي يَطْلبُ حُدَاءَه، كما تقولُ توفَّاه بمعْنَى اسْتَوْفاه، انتَهى فتَأَمَّل.

  والحُدَيَّا من النَّاسِ: واحِدُهُم، عن كُراعٍ.

  وفي التهْذيبِ: تقولُ: أَنا حُدَيَّاكَ بهذا الأَمْرِ، أَي ابْرُزْ لي وحْدَكَ وجارِني وأَنْشَدَ:

  حُدَيَّا الناسِ كُلِّهمُ جَمِيعاً ... لنَغْلِبَ في الخُطوُبِ الأَوَّلِينا⁣(⁣١)

  وقالَ عَمْرُو بنُ كُلُثوم:

  حُدَيَّا الناسِ كلِّهِم جَمِيعاً ... مُقارَعَةً بَنِيهمْ عن بَنِينَا⁣(⁣٢)

  ولا أَفْعَلُهُ حَدَا الدَّهْرِ: أَي أَبَداً، أَي ما حَدا اللَّيْلُ النهارَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  يقالُ: هو حُدَيَّاهم أَي يَتَحدَّاهم ويتَعَمَّدُهم.

  وحديَثُ المرْأَةِ على وَلَدِها: عَطَفَتْ، عن أَبي زيْدٍ.

  وحدى عليه: إذا غَضِبَ، عنه أَيْضاً.

  والحُدَيَّا لُغَةُ أَهْلِ الحجازِ في الحِدَأَةِ؛ نَقَلَه أبو حاتِم في كتابِ الطيرِ.

  وهي أَيْضاً الحُدَيَّات والحُدَيَّة.

  وهذا حُدَيَّا هذا: أَي شَكْلُه؛ عن الأَصْمعيّ. وحَدِيَّةُ، كغَنِيّة: مَوْضِعٌ باليَمَن في الجبالِ يسكُنُه بَنُو الجَعْد وبَنُو واقد، وقد سَمِعْتُ به الحدِيثَ.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: يقالُ: لا يقومُ بهذا الأَمْرِ إلَّا ابنُ إحْدَاها، أَي إلَّا كَريمُ الآباءِ والأُمّهات.

  [حذو]: وحَذَا النَّعْلَ حَذْواً وحِذاءً، ككِتابٍ: قَدَّرَها وقَطَعَها، زادَ والأزْهريُّ: على مِثالٍ.

  وحَذَا النَّعْلَ بالنَّعْلِ والقُذَّةَ بالقُذَّةِ: أَي قَدَّرَهُما عليهما.

  وفي الصِّحاحِ: قَدَّرَ كلَّ واحِدَةٍ على صاحِبَتِها، ومنه المَثَلُ: حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ.

  ويقالُ: هو جَيِّدُ الحِذَاءِ أَي جَيِّدُ القَدِّ.

  وحَذَا الرَّجُلَ نَعْلاً: أَلْبَسَهُ إيَّاها؛ كأحذاهُ.

  وقالَ الأزهريُّ: حَذَا له نَعْلاً وحَذاهُ نَعْلاً حَمَلَهُ على نَعْل.

  وقالَ الأصْمعيُّ: حَذانِي نَعْلاً، ولا يقالُ أَحْذانِي، وأَنْشَدَ للهُذَلي:

  حَذانِي بعدَما خَذِمَتْ نِعالي ... رُبَيَّةُ إنَّهُ نِعْمَ الخَلِيلُ

  بمَوْرِكَتَيْنِ مِنْ صَلَوَيْ مِشَبِّ ... مِن الثِّيرانِ عَقْدُهُما جَمِيلُ⁣(⁣٣)

  وقالَ الجَوْهرِيُّ: أَحْذَيْتُه نَعْلاً أَعْطَيْتُه نَعْلاً، تقولُ منه: اسْتَحْذَيْته فأَحْذانِي.

  وحَذَا حَذْوَ زَيْدٍ: فَعَلَ فِعْلَه؛ ومنه الحدِيثُ: «لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ بمَنْ كانَ قَبْلَكُم حَذْوَ النَّعْلِ بالأُخْرَى»، أَي تَعْملونَ مثْلَ أَعْمالِهم.

  وقالَ ابنُ الفَرَج: حَذَا التُّرابَ في وُجُوهِهِم وحَثَاهُ بمعْنىً واحِدٍ؛ ومنه حدِيثُ حُنَيْن: «فأَخَذَ منها قَبْضَةً من تُرابٍ فَحَذَا بها في وُجُوهِ المُشْركِين».


(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٢) معلقته، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٦٨ واللسان والصحاح والتهذيب ولم ينسبه، وصدره في المقاييس ٢/ ٣٥.

(٣) ديوان الهذليين ٢/ ١٤٠ في شعر أبي خراش الهذلي، برواية: «دُبية» واللسان والتهذيب.