تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[تبرز]:

صفحة 20 - الجزء 8

  سَيَأْتي في «ت ي ز». ولعلّ الصّواب فيه: عَيْرٌ تِئَزٌّ كهِجَفٍّ، كما سيُذْكر.

  [تبرز]: تَبْرِيز: قَصَبَةُ أَذْرَبِيجَانَ وقد ذُكِر في ب ر ز بناءً على أَنّ تاءَه زائِدةٌ، وذكره ابنُ دُرَيْدٍ في الرُّباعيّ وتَبِعَه الازهريُّ في التَّهْذِيب.

  وتِبْرِز، كزِبْرِج: مَوْضعٌ. وقد ذُكِرَ في «ب ر ز».

  [ترز]: التارِزُ: اليابِسُ الذي لا رُوحَ فيه، وبه سُمِّيَ المَيِّتُ تَارِزاً، لأَنَّه يابِسٌ، والفِعْلُ كضَرَبَ، قال الأَزهريُّ: أَجازَهُ بعضُهم، والأَصلُ فيه ترِزَ، مثلُ سَمِعَ، تَرْزاً وتُرُوزاً: ماتَ ويَبِسَ، قاله ابنُ الأَعْرَابيّ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيُّ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا:

  فكَبَا كَمَا يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ ... بالخَبْتِ إِلاّ أَنَّهُ هُو أَبْرَعُ

  أَي سَقَط الثَّوْرُ، وأَبْرَعُ: أَكْمَلُ والتَّرْزُ: الجُزعُ*، لِيُبْسِه، والتَّرْزُ: الصَّرْعُ، وأَصْلُه من تَرَزَ الشْيءُ، إِذا يَبِسَ.

  والتَّرْزُ: أَنْ تَأْكُلَ الغَنَمُ حَشِيشاً فيه النَّدى فيقْطَعَ⁣(⁣١) أَجْوَافَها تَقْطِيعاً، نقله الصاغانيّ.

  و في حَدِيث مُجَاهِدٍ: «لا تَقُومُ الساعَةُ حتَّى يَكْثُرَ التُّرَازُ»، ضَبَطُوه، كغُرابٍ وكِتَابٍ، وهو مَوْتُ الفَجْأَةِ. وقال الصاغانِيّ: هو القُعَاصُ⁣(⁣٢).

  وتَرِزَ المَاءُ، كفَرِحَ، إِذا جَمَدَ.

  والتُّرُوزُ: الغِلَظُ واليُبْسُ والاشْتِدادُ، يُقَال تَرَزَ اللَّحْم تُرُوزاً إِذا صَلُبَ، وكُلُّ قَويّ صُلْبٍ تارِزٌ. وعَجِينُكُم تارِزٌ.

  نقله الزمخشريّ.

  وأَتْرَزَت المرأَةُ عَجِينَهَا، وأَتْرَزَهُ العَدْوُ، أَي لَحْمَ الفَرَسِ: صَلَّبَه وأَيْبَسَهُ. وفي المُحْكم: وأَتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَ الدَّابَّةِ: صَلَّبَه، وأَصلُه من التَّارِزِ: اليَابِس الّذِي لا رُوحَ فيه، قال امُرؤ القَيْس:

  بعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَها ... كُمَيْتٍ كأَنَّهَا هِرَاوَةُ مِنْوالِ⁣(⁣٣)

  ثمّ كثُر ذلك في كلامِهِم حتى سَمَّوا المَوْتَ تارِزاً، قال الشّمّاخُ:

  كَأَنّ الّذِي يَرْمِي⁣(⁣٤) من المَوْتِ تارِزُ

  وَترِزَتْ أَذْنابُ الإِبِلِ، من حَدّ ضَرَبَ، كما ضَبَطَه الصاغانيّ: ذَهَبَتْ شُعُورُهَا مِن داءٍ أَصابَهَا، وهُمْ إِنّمَا أَجازُوا الفَتْحَ في تَرَزَ بمعنَى هَلكَ، فليُنْظرْ⁣(⁣٥).

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  التارِزَةُ: الحَشَفَةُ اليَابِسَةُ. وقد جاءَ ذِكْرُه في الحَدِيث⁣(⁣٦).

  والتارِزُ: القَوِيُّ الصُّلْبُ من كلّ شيْءٍ.

  [ترعز]: التَّرْعُوزِيّ، أَهمله الجوهري وصاحِبُ اللّسَان، وهو بالفَتْح نِسْبَة إِلى تَرْعَ عُوز، وتُذْكَر في حرف العَيْن إِنْ شاءَ الله تعالى.

  [ترمز]: التُّرَامِزُ، كعُلابِطٍ، أَهْمَلَه الجوهرِي والصاغانيّ، وهو: الجَمَلُ الذي قد تَمَّتْ قُوَّتُهُ واشتدَّ، أَنشد أَبو زَيْد:

  إِذا أَرَدْتَ طَلَبَ المَفَاوِزِ ... فاعْمِدْ لكُلِّ بازِلٍ تُرَامِزِ⁣(⁣٧)

  وهذا يُؤَيّد من يَقُولُ إِنّ المِيمَ زَائدةٌ لأَنّه من تَرَزَ، إِذا صَلُبَ، فإِذًا صَوابُ ذِكْرهِ في «ت ر ز». أَو ما إِذا اعْتَلَفَ أَو مَضَغَ كما في بعض الأُصول: رأَيْتَ هَامَتَهُ، وفي بعض الأُصول: دِمَاغَهُ تَرْجُفُ. وفي بعض الأُصول تَرْتَفع وتَسْفُل. وقال أَبو عَمْرٍو: جَمَلٌ تُرَامِزٌ، إِذَا أَسَنَّ فتَرَى هامَتَه تَرَمَّزُ إِذا اعْتَلَفَ.

  وارْتَمَزَ رَأْسُه، إِذا تَحَرَّكَ. قال أَبو النَّجْم:

  شُمُّ الذُّرَا مُرْتَمِزاتُ الهَام


(*) في القاموس: الجُوعُ.

(١) ضبطت في التكملة: «فيُقَطَّع».

(٢) كذا، وفي القاموس: «القعاص كغراب: داء في الغنم لا يلبثها أن تموت، أو داء في الصدر كأنه يكسر العنق».

(٣) في النهاية واللسان: «الميّت» وفي موضع آخر ورد في اللسان كالأصل «الموت».

(٤) عن اللسان، وبالأصل «يرى».

(٥) ضبطت في القاموس: تَرِزت.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قال في اللسان: وفي حديث الأنصاري الذي كان يستقي ليهودي كل دلو بتمرة واشترط أن لا يأخذ تمرة تارزة أي حشفة يابسة».

(٧) نسب الرجز بحواشي المطبوعة الكويتية لأهاب بن عمير العبشمي.