[بثث]:
  والإِناثُ: صِغَارُ النُّجُومِ.
  ويقال: هذه امْرَأَةٌ أُنْثَى إِذا مُدِحَتْ بأَنَّهَا كامِلَةٌ من النّساءِ، كما يُقَال: رجُلٌ ذَكَرٌ، إِذا وُصِفَ بالكَمَال، وهو مجاز.
  ومن المجاز أَيضاً: سَيْفٌ أَنِيثٌ، ومِئْنَاثٌ ومِئْنَاثَةٌ بالهاءِ، وهذه عن اللِّحْيَانيّ، وكذلك مُؤَنَّثٌ، أَي كَهَامٌ، وذلك إِذا كانَتْ حَدِيدَتُه لَيِّنةً، تأْنيثُه على إِرادَةِ الشَّفْرَةِ، أَو الحَديدَةِ أَو السِّلاح.
  وقال الأَصْمَعيّ: الذَّكَرُ(١) من السُّيُوفِ: شَفْرَتُه حديدٌ ذَكَرٌ، وَمَتْنَاهُ أَنِيثٌ. يقول الناسُ. إِنَّها من عَمَلِ الجِنّ.
  * ومما يستدرك عليه:
  قال ابنُ السِّكّيت: يُقال: هذا طائرٌ وأُنْثَاهُ، ولا يُقَال: وأُنْثَاتُه.
  وقد أَنَّثْتُه فتَأَنَّثَ.
  والأُنْثَى: المَنْجَنِيقُ، وقد جاءَ في قول العَجّاج.
  وكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجَارَا
  وأُنْثَيَا الفَرَسِ: رَبَلَتَا فَخِذَيْهَا، قالَ الشّاعر في صفة الفَرَسِ:
  تَمَطَّقَتْ أُنَيْثَيَاهَا بِالعَرَقْ(٢) ... تَمَطُّقَ الشَّيْخِ [العَجُوزِ](٣) بالمَرَقْ
  وسَيْفٌ مُؤَنَّثٌ، كالأَنِيثِ. أَنشدَ ثعلب:
  وما يَسْتَوِي سَيْفَانِ: سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ ... وسَيْفٌ إِذا ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّمَا
  ورُوِيَ عن إِبراهيمَ النَّخَعِيّ أَنه قال: كانوا يَكرَهون المُؤنَّث من الطيِّبِ، ولا يَرَوْن بِذُكُورَتِهِ بَأَساً.
  قال شَمِرٌ: أَرادَ بالمُؤَنَّثِ طِيبَ النِّسَاءِ، مثل: الخَلُوق والزَّعْفَرَان وما يُلَوِّن الثِّيَابَ، وأَمّا ذُكُورَةُ الطِّيب: فما لا لَونَ له. مثل: الغَالِيَةِ والكَافُورِ والمِسْكِ والعُودِ والعَنْبَرِ ونحوِها من الأَدْهَانِ التي لا تُؤَثِّر، كذا في اللسان(٤).
(فصل الباءِ) الموحّدة مع التاءِ المثلّثة
  [بثث]: بَثَّ الشَّيْءَ والخَبَرَ يَبُثُّه، بالضَّمّ، ويَبِثُّه، بالكسر، بَثًّا، هكذا صَرّحَ به ابنُ منظورٍ وغيرُه، فقولُ شيخِنا -: أَما الكَسْر فلم يذكُرْه أَحَدٌ من اللُّغَويين، ولا من الصَّرْفِيِّين مع استِيعابِهم للشَّواذّ والنَّوَادِر، فالظاهر أَنّ المصنّف اشتَبه عليه بِبَتَّ بالمُثَنّاة، بمعنى قطَع، فهو الذي حَكَوْا فيه الوَجْهَيْنِ، وتَبَرّع هو بِزيادَة لُغَةٍ ثالثَة غير معروفة، انتهى - مَنْظُورٌ فيه، وكفى بابن مَنْظُورٍ، صاحِبِ اللسان، حُجّةً.
  وأَبَثَّهُ إِبْثاثاً وَبَثَّثَهُ، بالتشديد، للمبالغة.
  وقد يُبْدَل من الثّاءِ الوسطى باءٌ تخفيفاً(٥)، فيقال: بَثْبَثَهُ، كما قالوا في حَثَّثْت: حَثْحَثْت، كلّ ذلك بمعنى نَشَرَه وفَرَّقَه.
  أَبَثَّه فانْبَثَّ: فَرَّقَه فَتَفَرَّقَ، وخَلَقَ الله الخَلْقَ فبَثَّهُمْ فِي الأَرْضِ، وفي التنزيل العَزِيز: {وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً}(٦) أَي نَشَر وكَثَّرَ، وفي حديثِ أُمِّ زَرْعٍ «زَوْجِي لا أَبُثُّ خَبَرَه» أَي لا أَنْشُرُهُ، لِقُبْحِ آثارِه.
  وبَثْبَثَ الخَبَرَ بَثْبَثَةً: نَشَرَه.
  وبَثَثْتُكَ السِّرَّ بَثًّا، هكَذَا في سائر النُّسَخ، والذي صَرّح به غيرُ واحدٍ من أَئمةِ اللّغَة(٧): أَبْثَثْتُ فلاناً سِرّي - بالأَلفِ - إِبثَاثاً، أَي أَطْلَعْتُه عليه، وأَظْهَرْتُه له.
  وأَمّا أَبْثَثْتُكَ فمن البَثِّ، بمعنى الحُزْن، أَي أَظْهَرْتُهُ أَي بَثِّي لَكَ.
  وفي الأَساس: ومن المَجَاز: بَثَثْتُه ما في نَفْسِي، أَبُثُّه، وأَبْثَثْتُه إِيّاه: أَظْهَرْتُه لَه، وباثَثْتُه سرّي، وباطِنَ أَمْرِي:
(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: المذكر.
(٢) بالأصل: «تمطق أنثياها بالعرق» وبهامش المطبوعة المصرية: قوله تمطق الخ كذا بخطه وليحرر وزنه» وما أثبت عن اللسان.
(٣) الزيادة عن اللسان.
(٤) والعبارة في التهذيب والتكملة.
(٥) يعني استثقالاً لاجتماع ثلاث ثاءات.
(٦) سورة النساء الآية ١.
(٧) كما في التهذيب والصحاح واللسان.