تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خيف]:

صفحة 208 - الجزء 12

  والتَّخْوِيفُ: التَّنَقُّصُ، يُقَال: خَوَّفَهُ، وخَوَّفَ منه، وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ بَيْتَ طَرَفَةَ:

  وَجَامِلٍ خَوَّفَ مِنْ نَيبِهِ ... زَجْرُ الْمُعَلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ

  يَعْنِي إِنَّه نَقَصَها ما يُنْحَرُ في المَيْسِرِ منها، ورَوَى غَيْرُه: «خَوَّعَ مِن نَيبِهِ»، ورَواهُ أَبو إِسْحَاقَ: مِن نَبْتِهِ».

  وَخَوَّفَ غَنَمَهُ: أَرْسَلَهَا قِطْعةً قِطْعَةً.

  وَخَافُ: قَرْيَةٌ بالعَجَمِ، ومنها الشيخُ زَيْنُ الدِّينِ الخَافيُّ، صُوفيٌّ، مِن أَتْبَاعِ الشيخِ يُوسفَ العَجَمِيِّ، كان بالقاهرةِ، ثم نَزَحَ عنها، ثم قَدِمَها سنة ٨٢٣ ومعه جَمْعٌ مِن أَتْبَاعِهِ، كذا في التَّبْصِيرِ.

  قلتُ: وهو أَبو بَكْرِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ الخَافيُّ، ويُقَال: الخَوَافيُّ، أَخَذَ عن الزَّيْنِ الشَّريشِي، وعنه الشِّهَابُ أَحمدُ بنُ عليٍّ الزَّلَبَانِيّ الدِّمْيَاطِيُّ.

  [خيف]: الخَيْفَانُ: نَبْتٌ جَبَلِيٌّ، عن ابنِ عَبَّادٍ، وفي اللِّسَانِ: هو حَشِيشٌ يَنْبُتُ في الجَبَلِ، وليس له وَرَقٌ، وَيَطُولُ حتى يكونَ أَطْوَلَ مِن ذِرَاعٍ صُعُداً، وله سَنِمَةٌ صُبَيْعَاءُ بَيْضاءُ السِّفْلِ⁣(⁣١)، وجَعَلَهُ كُرَاعٌ فَيْعالاً، قال ابنُ سِيدَه: وليس بقَوِيٍّ، لكَثْرَةِ زِيادةَ الأَلِفِ والنُّونِ، ولأَنَّه ليس في الكَلامِ «خ ف ن».

  والخَيْفَانُ: الكَثْرَةُ⁣(⁣٢) مِن النَّاسِ، يقالُ: رأَيْتُ خَيْفانًا مِن الناسِ. قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

  وقال اللَّيْثُ: الخَيْفَانُ: الْجَرَادُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَوِيَ جَنَاحَاهَا، هكذا في النُّسْخِ، والصَّوَابُ: جَنَاحَاهُ⁣(⁣٣)، بتَذْكِيرِ الضَّمِيرِ، وأَمَّا عِبَارَةُ اللَّيْثِ فإِنَّهَا سَالِمَةٌ مِن الغَلَطِ، فإِنَّهُ قال: الجَرَادَةُ، فلَزِمَ إِرْجَاعُ الضَّمِيرِ إِليها مُؤَنَّثَا، أَو إذا صَارَتْ فيه خطُوطٌ مُخْتَلِفَةٌ بَيَاضٌ وصُفْرَةٌ، الواحدَةُ: خَيْفَانَةٌ، وقال اللِّيْحَانِيُّ: جَرَادٌ خَيْفَانٌ: اخْتَلَفَتْ فيه الأَلْوانُ، والجَرَادُ حَينَئذٍ أَطْيَرُ ما يَكُونُ، أَو إذا انْسَلَخَ مِن لَوْنِهِ الأَوّلِ الْأَسْوَدِ أَو الْأَصْفَرِ، وصَارَ إلى الْحُمْرَةِ قالَهُ الأَصْمَعِيُّ، وقال أَبو حاتمٍ: إذا بَدَتْ في لَوْنِهِ الأَحْمَرِ صُفْرَةٌ، وبَقِيَ بعضُ الْحُمَرَةِ، فهو الخَيْفَانُ، أَو مَهَازِيلُهَا الْحُمْرُ التي مِن نِتَاجِ عَامٍ أَوَّلَ، نَقَلَهُ أبو حاتمٍ عن بَعْضِ العَرَبِ، قال أَبو خَيْرةَ: لا يَكُونُ أَقَلَّ صَبْرًا عَلَى الأَرْضِ منها إذا صَارَتْ خَيْفَانَةً، ثم يُشَبَّه بها الفَرَسُ في خَفَّتَها وطُمُورِها، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  وَأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفَانَةً ... كَسَا وَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ

  هكذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ، وقال أَبو نَصْرٍ: العَرَبُ تُشَبِّهُ الخَيْلَ بالخَيْفَانِ، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  وَأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفَانَةً ... لَهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرّ

  وَقال عَنْتَرَةُ:

  فَغَدَوْتُ تَحْمِلُ شِكَّتِي خَيْفَانَةً ... مُرْطُ الْجِرَاءِ لَهَا تَمِيمٌ أَتْلَعُ

  والْخَيْفُ: النَّاحِيَةُ، وفي الصِّحاح: الخَيْفُ: جِلْدُ الضَّرْعِ، وَمنه: نَاقَةٌ خَيْفاءُ، أَو نَاحِيَةُ الضَّرْعِ، أو جِلْدَةُ ضَرْعِ النَّاقَةِ، هكذا قَالَهُ بَعْضَهُم.

  والخَيْفُ أَيضاً: وعَاءُ قَضِيبِ الْبَعِيرِ، وَمنهُ بَعِيرٌ أَخْيَفُ، كما سيأْتِي.

  والخَيْفُ: مَا انْحَدَرَ عن غِلَظِ الْجَبَلِ، وارْتَفَعَ عن مَسِيلِ الْمَاءِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قال: ومنه سُمِّيَ مَسْجِدُ الخَيْفِ بِمِنًى، وكُلُّ هُبُوطٍ وارْتِقَاءٍ في سَفْحِ جَبَلٍ: خَيْفٌ.

  والخَيْفُ: غُرَّةٌ بَيْضاءُ في الْجَبَلِ الْأَسْوَدِ الذِي خَلْفَ أَبي قُبَيْسٍ، قيل: وبِهَا سُمِّيَ مَسْجِدُ الْخَيْفِ بِمِنَى، أَو لأَنَّهَا خَيْفٌ، أي: نَاحِيَةٌ مِن مِنًى، أَو لانْحِدَارِهِ عن الغِلَظِ، وارْتِفَاعِه عن المَسِيلِ، كما قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَو لأَنَّهَا في سَفْحِ جَبَلٍ، هكذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ: لأَنَّه - أي المَسْجِدُ - في سَفْحِ جَبَلِ مِنًى.

  وخَيْفُ سَلّامٍ⁣(⁣٤): د، قُرْبَ عُسْفَانَ.

  وخَيْفُ النَّعَمِ: بَلَدٌ آخَرُ أَسْفَلَ منه، وخَيْفُ ذِي الْقَبْرِ: موضع آخرَ أَسْفَلَ منه أَيضا.


(١) عن اللسان وبالأصل «السفلة».

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: والكثيرة.

(٣) في اللسان: أجنحته، باعتبار الجمع.

(٤) الأصل وياقوت، ونقل عن الرشيد سلام بالتخفيف.