تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مهصل]:

صفحة 706 - الجزء 15

  العَدوِّ فَمَهْلا مَهْلاً أَي رِفْقاً رِفْقاً، وإذا وَقَعت العَيْن على العَيْن فَمَهَلاً مَهَلاً أَي تقدُّماً تقدُّماً، الساكِنُ للرفق والمُتَحرِّك للتقدُّم، كالتَّمَهُلِ عن أَبي عُبَيْدٍ، يقالُ: تَمَهَّل في الأَمرِ إذا تقدَّمَ فيه قالَ ابنُ فارسَ: ولعلَّه مِن الأَضْدادِ.

  والمَهَلُ أَيْضاً: أَسْلافُ الرَّجُلِ المُتَقَدِّمونَ؛ يقالُ: قد تقدَّمَ مَهَلُ قَبْلك، ورَحِمَ اللهُ مَهَلَك.

  ويقالُ: خُذِ المُهْلَةَ أَمْرِك، بالضمِ، أَي خُذِ العُدَّةَ⁣(⁣١) وقالَ أَبو سعيدٍ: يقالُ: أَخَذَ فلانٌ على فلانٍ المُهْلَةَ إذا تَقَدَّمَهُ في سِنٍّ أَو أَدَبٍ وأَمْهَلَ: بالَغَ وأَعْذَرَ، قالَ أُسامَةُ بنُ الحارِثِ الهُذَليُّ:

  لَعَمْري لقد أَمْهَلْت في نَهْي خالدٍ

  عن الشأم إمَّا يَعْصِيَنَّك خالِد⁣(⁣٢)

  ويُرْوَى: أَمْهَلْت أَي بالَغْت وأَعْذَرْت.

  وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: الماهِلُ: السَّريعُ، وهو المُتَقَدِّمُ.

  وأَبو مَهَلٍ، محرَّكةً، عُرْوَةُ بنُ عبدِ اللهِ الجُعْفِيُّ من تابعِ التابعينَ، وفي العُبَابِ: مِن التابِعيْن.

  واسْتَمْهَلَهُ: اسْتَنْظَرَهُ.

  وأَمْهَلَهُ: أَنْظَرَهُ، قالَ اللهُ تعالَى: {فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}⁣(⁣٣)، فجاءَ باللّغَتَيْن أَي أَنْظِرْهُمْ.

  واتْمَهَل⁣(⁣٤) اتْمِهْلالاً: اعْتَدَلَ وانْتَصَبَ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ كاتْمأَلّ، الهَمْزَةُ بَدَل مِن الهاءِ، قالَ عُقْبةُ بنُ مُكَدّم:

  في تَلِيلٍ كأَنَّه جِذْعُ نَخْلٍ

  مُتْمَهِلٍّ مُشَذَّبِ الأَكْرابِ⁣(⁣٥)

  والاتْمِهْلالُ أَيْضاً: سكونٌ وفتورٌ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قالَ أَبو حَنيفَةَ: المُهْلَةُ، بالضمِ: بَقِيَّةُ جَمْر في الرَّمادِ.

  والمُتْمَهِلّ مِن الرِّجالِ: الطَّويلُ.

  والمَهَلُ، محرَّكةً: الهِدَايَةُ للأَمْرِ قبْلَ رُكُوبِه.

  ومَهَّلْتُه وأَمْهَلْتُه: سَكَّنْتُه.

  [مهصل]: حِمارٌ مُهْصُلٌ، بالضَّمِّ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.

  وفي المُحْكَمِ: أَي غليظٌ كبُهْصُلٍ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وأَرَى الميمَ بَدَلاً.

  [ميل]: مالَ إليه يَمِيلُ مَيْلاً ومَمالاً ومَمِيلاً كمَعابٍ ومَعِيبٍ في الاسمِ والمَصْدرِ، وتَميْالاً، وهذه عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، ومَيَلَاناً، محرَّكةً، ومَيْلولةً، وهذه عن الفرَّاءِ: عَدَلَ وأَقْبَلَ عليه.

  ومالَ الشيءُ بنفْسِه كذَلِكَ، ومالَ عليه في الظلْمِ ومالَ عن الحقِّ، وفي التّنْزيلِ: {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ}⁣(⁣٦)؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  لما رأَيْتُ أَنَّني راعِي مالْ

  حَلَقْتُ رأْسِي وتركْتُ التَّمْيالْ⁣(⁣٧)

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وهذه الصِّيْغةُ مَوْضوعَةٌ بالأَغْلب لتَكْثيرِ المَصْدرِ، كما أَنَّ فَعَّلْت بالأَغْلَب مَوْضوعَةٌ لتَكْثيرِ الفِعْل؛ فهو مائِلٌ ج مالَةٌ ومُيَّلٌ، كرُكَّعٍ؛ يقالُ: إنَّهم لمَالةٌ عنِ الحقِّ.

  ومالَهُ مَيْلاً وأَمالَهُ إليه إمالَةً، ومَيَّلَهُ فاسْتَمالَ فهو مُطاوِع.

  والمَيْلاءُ: ضَرْبٌ من الاعْتِمامِ، حَكَى ثَعْلَب: يقالُ: هو يَعْتَمُّ المَيْلاءَ أَي يُمِيل العِمامَة.

  والمَيْلاءُ: من الامْتِشاطِ ما يُمِلْنَ فيه العِقاصَ وهي مِشْطَةُ البَغايَا، وقد جَاءَ كَراهَتُها في الحدِيْث وهو عن ابنِ عَبَّاسٍ قالَتْ له امْرأَةٌ إنِّي أَمْتَشِطُ المَيْلاء، فقالَ عكْرمَةُ:


(١) في القاموس: «والمُهلةُ، بالضم، العدّةُ» وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى نصبهما.

(٢) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٢٩٦.

(٣) الطارق الآية ١٧.

(٤) على هامش القاموس: هكذا في بعض النسخ وهو الذي في نسخة الشارح، وفي بعضها: وانمهلّ انمهلالاً: اعتدل وانتصب، والانمهلال الخ كله بالنون، وهو الذي في ترجمة عاصم أفندي فلينظر ا هـ بالهامش.

(٥) اللسان.

(٦) سورة النساء الآية ١٢٩، وفيها «فلا تميلوا».

(٧) اللسان بدون نسبة.