تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقض]:

صفحة 168 - الجزء 10

  وقال أَبو ذُؤَيْبٍ يصفُ المَفَاوِزَ:

  على طُرُقٍ كنُحورِ الرِّكا ... بِ تَحْسبُ آرَامَهُنَّ الصُّرُوحَا

  بِهِنَّ نَعامٌ بنَاه الرِّجَا ... لُ تُلْقِي النَّفائِضُ فيه السَّرِيحَا

  قال الجَوْهَرِيُّ: هذا قولُ الأَصْمَعِيِّ، وهكذا رواه أَبو عَمْرو النَّفائضُ، بالفَاءِ، إِلاّ أَنَّهُ قال في تَفْسِيرها: إِنَّهَا الإِبِلُ الهَزْلَى، أَو هي الإِبِلُ الَّتِي تَقْطَعُ الأَرْضَ، وهو قوْل ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وقد تَقدَّم ذلِكَ بعَيْنِه قَرِيباً، فذِكْرُه ثَانِياً تَكْرارٌ.

  أَو⁣(⁣١) النَّفائِضُ: الَّذِين يَضْرِبُونَ بالحَصَى هَلْ وَراءَهُمْ مَكْرُوهٌ أَوْ عَدُوٌّ. وأَراد بالسَّرِيحِ نِعَالَ النَّفائِضِ، أَي أَنَّهَا قد تَقَطَّعَتْ، وقال الأَخْفَشُ: تَقَطَّعتْ تِلْك السُّيُورُ حتّى يُرْمَى بها، من بُعْدِ هذِه الطُّرُق، ويُرْوَى: «فيها السَّرِيحا»، أَي: في الطُّرُقِ، «وفيه» ذَهَبَ إِلى معْنَى الطَّرِيقِ.

  ومن المَجَازِ: يقولُون: إِذَا تَكَلَّمْتَ نهَاراً فانْفُضْ، أَي الْتَفِتْ هَلْ تَرَى مَنْ تَكْرَهُ، وإِذَا تَكَلَّمْتَ لَيْلاً فاخْفِضْ، أَي اخْفِض الصَّوْتَ.

  والنِّفِّيضَى، كالخِلِّيفَى، وكالزِّمِكَّى وكجَمَزَى: الحرَكَةُ والرِّعْدَةُ، كما في العُبَابِ.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  نَفَّضَه تَنْفِيضاً: نَفَضه، شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ.

  والنَّفْضُ، بالفَتْح: أَن تَأْخُذَ بيَدِكَ شَيْئاً فَتَنْفُضَه تُزَعْزِعُه⁣(⁣٢) وتُتَرْتِرُه وتَنْفُض التُّرَابَ عنه.

  ونَفَضُ العِضَاهِ: خَبَطُها.

  وما طاحَ من حَمْلِ الشَجَرِ⁣(⁣٣) فهو نَفَضٌ، وفي المُحكَمِ: النَّفَضُ: ما طَاحَ من حَمْلِ النَّخْلِ وتَساقَط في أُصُولِه من الثَّمَرِ.

  والنَّفْضُ، بالفَتْح⁣(⁣٤)، من قُضْبَانِ الكَرْمِ: بعد ما يَنْضُرُ الوَرَقُ، وقَبْلَ أَن تَتَعَلَّق حَوَالِقُه، وهو أَغَضُّ ما يكون وأَرْخَصُه، والوَاحِدَةُ نَفْضَةٌ.

  والْإِنْفَاضُ: المَجَاعةُ والحَاجَةُ: ويُقَال: نَفَضْنَا حَلَائِبَنَا نَفْضاً، واسْتَنْفَضْنَاها، وذلِكَ إِذَا اسْتَقْصَوْا عَلَيْهَا في حَلْبِهَا، فلمْ يَدَعُوا في ضُرُوعِهَا شيئاً من اللَّبَنِ.

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: قَوْمٌ نَفَضٌ، مُحَرَّكَةً، أَي نَفَضُوا زادهُم.

  ونُفُوضُ الأَرْضِ: نَبَائِثُها.

  والنَّفِيضَةُ: الجَماعَة، وقيل: الرَّبِيئَةُ، وقيل: المِيَاهُ ليس عليها أَحَدٌ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  والنُّفْضَةُ، بالضّمّ: المَطْرَة تُصِيبُ القِطْعَةَ من الأَرْضِ وتُخْطِئُ القطْعَةَ. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: النُّفَّاضُ، كرُمّانٍ: شَجَرَةٌ إِذا أَكَلَها الغَنَمُ ماتَتْ منه.

  والمِنْفَضُ، والْمِنْفَاضُ: كِسَاءٌ يَقَعُ عليه النَّفَضُ، نقله الزَّمَخْشَرِيُّ.

  وانْتَفَضَ فُلانٌ من الرِّعْدَة، وانْتَفَضَ الفَرَسُ.

  وفُلانٌ يسْتَنْفِضُ طَرْفُهُ القَوْمَ، أَي يُرْعِدُهم بهَيْبَتِه⁣(⁣٥).

  ودَجَاجَةٌ مُنْفِضٌ: نَفضَت بَيْضَها وكَلّت.

  وانْتفَضَ الفَصِيلُ ما في الضَّرْعِ: امْتَكَّهُ.

  ونَفَضَ الطَّرِيقَ نَفْضاً: طَهَّرَه من اللُّصُوص والدُّعَّارِ.

  وقام يَنْفُضُ الكَرَى.

  ويُقَال: نَفَضَ الأَسْقامَ عنه واستْصَحَّ، أَي اسْتَجْلب⁣(⁣٦) صِحَّتُهُ.

  وخَرجَ فلانٌ نَفِيضَةً، أَي نَافِضاً للطَّرِيق حافِظاً له، وكُلّ ذلِك مَجاز.

  [نقض]: النَّقْضُ في البِنَاءِ، والحَبْلِ، والعَهْدِ، وغَيْرِه:


(١) في القاموس: «والذين» بدل «أو الذين».

(٢) عن اللسان وبالأصل «تزعزه».

(٣) في التهذيب واللسان: الشجرة.

(٤) ضبطت في التهذيب، بالقلم، بالتحريك.

(٥) الأساس: لهيبته.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أي استجلب صحته الذي في الأساس: استحكمت صحته ا ه».