تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جسأ]:

صفحة 127 - الجزء 1

  بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ}⁣(⁣١) أَي نصيب، وذلك من الشيء.

  والمجزوءُ من الشِّعر ما سَقط منه جُزْآنِ، وبيتُه قَولُ ذِي الإِصْبَع العَدْوانِيّ.

  عَذِيرَ الحيِّ مِنْ عَدْوا ... نَ كَانُوا حَيَّة الأَرْضِ

  أَو كان على جُزْأَيْنِ فَقط، فالأَوَّلُ على السلب، والثاني على الوجوب، وجَزَأَ الشِّعْر جزْأً وجَزَّأَه، فيهما: حذف منه جُزْأَيْنِ، أَو بَقَّاه على جُزْأَيْنِ.

  وشيء مجْزُوٌّ: مُفَرَّق مُبَعَّض.

  وطَعامٌ لا جَزْءَ له، أَي لا يُتَجَزَّأُ بقَلِيله.

  وأَجْزَأَ القومُ: جَزِئَتْ إِبلُهم.

  وبَعِيرٌ مُجْزِئٌ: قوِيٌّ سَمِينٌ، لأَنه مُجْزِئُ الراكبِ والحامِل.

  والجوازِئ: النخْلُ، قال ثَعْلَبَةُ⁣(⁣٢) بن عُبَيد:

  جَوازِئُ لَمْ تَنْزِعْ لِصَوبِ غَمَامَةٍ ... وَوُرَّادُها فِي الأَرْضِ دَائِمةُ الرَّكْضِ

  يعني أَنها استغْنَت عن السَّقْيِ فاستعْلَت⁣(⁣٣).

  والجُزْأَة بلُغة بني شَيبانَ: الشُّقَّة المُؤَخَّرة من البيت.

  والجازِئُ: فرس الحارث بن كعب.

  وأَبو الوارد مَجْزأَة بن الكَوْثَر بن زُفَر، من بني عمرو بن كِلاب، من رِجال الدهر، وجَدُّه زُفَرُ شاعرٌ فارس، ومَجْزأَة بن زاهرٍ روى، وجَزِئُ أَبو خزيمة السلميّ صحابيُّ، وحيان بن جَزِئ وعبد الله بن جَزِئ حدثا، وجَزِئ بن معاوية السعديّ اخْتُلِفَ فيه.

  والجُزْءُ اسمٌ للرُّطَبِ عند أَهل المدينة، قاله الخَطَّابِيُّ، وقد ورد ذلك في الحديث⁣(⁣٤)، والمعروف جِرْوٌ.

  [جسأ]: الجُسْأَةُ بالضَّمِّ في الدوابّ: يُبْسُ المَعْطِفِ في العُنُق، وجَسَأَ الشيءُ كَجَعَلَ وفي المحكم كَكَتَب جُسُوءًا كقُعودٍ وجُسْأَةً كجُرْعةٍ، كذا هو في الأُصول المُصحَّحَة. وفي بعض النسخ على وزن ثُمَامة بِضَمِّها: صَلُبَ وقد جَسَأَتْ يدُه ومفاصِلُه⁣(⁣٥). ودابَّة جاسئةُ القوائمِ: يابستُها، لا تكاد تَنْعَطِف وقال الكسائي: جُسِئَت الأَرضُ بالضم، فهي مَجْسُوءَةٌ، من الجَسْءِ بفتح فسكون وهو الجَلَدُ محركةً الخَشِنُ الذي يشبه الحَصَى الصغار، وأَرض جاسِئة، وتقول: لهم قُلوبٌ قاسِية كأَنها صخور جاسِيَة والجَسْءُ: الماءُ الجامِدُ. والجاسِياءُ⁣(⁣٦) بالمد: الصَّلابةُ واليُبْس والغِلَظُ وقد جَسَأَتْ يده تَجْسَأُ جَسْأً ويَدٌ جَسْآءُ إذا كانت مُكْنِبَة من أَكْنَبِ مِنَ العَمَل أَي صُلْبة يابسة خَشِنة، وفي بعض النسخ مَكِينَة من المكنِ وجَبل جاسئ، ونَبْت جاسئٌ يابس.

  [جشأ]: جَشَأَتْ نَفْسُه كَجَعل جُشُوءًا كقعود إِذا ارتفعت ونَهَضَتْ إِليك⁣(⁣٧) وجَاشَتْ مِن حُزْنٍ أَو فَرحٍ هكذا في نسختنا، وفي العُباب: أَو فزع⁣(⁣٨)، بالزاي والعين المهملة ومثله في بعض النسخ، قال شمر: جَشَأَت نَفْسِي وخَبُثَت ولَقِسَت واحد، وقال ابن شُميل: جَشأَت إِليَّ نفسي أَي خَبُثَتْ من الوَجع مما تَكْره، وتَجْشَأُ⁣(⁣٩) قال عَمرو بن الإِطنابة:

  وَقَوْلِي كُلَّما جَشَأَتْ وَجَاشَتْ ... مَكَانَك تُحْمَدِي أَو تسْتِرِيحِي

  يريد: تَطلَّعَتْ ونَهضتْ جَزَعاً وكَرَاهةً.

  ومن سجعات الأَساس: إِذا رأَى طُرَّةً من الحَرْب نَشَأَتْ، جَاشَتْ نفْسُه وجَشَأَتْ. وفي حديث الحسن: «جَشَأَتِ الرُّومُ على عَهْدِ عُمرَ» أَي نَهضَتْ وأَقبلتْ من بلادها وجَشَأَتْ نفسْهُ ثَارَتْ للقيْءِ وخبُثَت ولَقِسَتْ ومن المجاز: جَشَأَ الليلُ والبَحْرُ إِذا دَفَع وأَظْلَمَ وأَشْرَف عَلَيْكَ ويقال جَشَأْتِ البِحارُ بأَمواجها⁣(⁣١٠)، والرِّياضُ برُبَاها، والبِلادُ بأَهلها: لَفظَتْهَا وقال الليث: جَشأَت الغَنَمُ: أَخْرَجَتْ صَوْتاً


(١) سورة الحجر: الآية ٤٤.

(٢) اللسان: ثعلب.

(٣) اللسان: فاستبعلت.

(٤) اللسان «جزأ» والنهاية.

(٥) اللسان: وجسأت يده من العمل تجسأ جَسْأً: صَلُبَت.

(٦) عن القاموس واللسان، وبالأصل: الجاسئاء.

(٧) اللسان: إليه.

(٨) وفي الأساس: من شدة الفزع والغم.

(٩) اللسان: مما تكره تجشأ.

(١٠) الأساس: جشأ البحر بأمواجه.