تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شهرق]:

صفحة 260 - الجزء 13

  والشَّهْقَةُ كالصَّيْحَةِ، يُقال: شَهَقَ فُلانٌ [وشَهِقَ]⁣(⁣١) شَهْقَةً فماتَ، نقله الجَوْهَرِيُّ.

  ويُقال: ضَحِكٌ تَشْهاق، قالَ ابنُ مَيّادَةَ:

  تَقُولُ خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرّاقْ ... مَزّاحَةٌ تَقْطَعُ هَمَّ المُشْتاقْ

  ذاتُ أَقاوِيلَ وضِحْكِ تَشْهاقْ ... هَلّا اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ

  سَمْراءَ مما دَرَّسَ ابنُ مِخْراقْ ... أَو كُنْتَ ذا بَزٍّ وبَغْلٍ دَقْداقْ⁣(⁣٢)

  وفَحْلٌ ذو شاهِقٍ، وذو صاهِلٍ: إِذا هاجَ وصالَ فسَمِعْتَ له صَوْتاً، فيَخْرُجُ من جَوْفِه، وهو مجازٌ.

  * ومما يُسْتدرك عليه:

  [شهرق]: الشَّهْرَقُ، كجَعْفَرٍ: القَصَبَةُ التي يُدِيرُ حولَها الحائِكُ الغَزْلَ، كَلِمَةٌ فارسيَّةٌ قد اسْتَعْمَلَها العَرَبُ، قالَ رُؤبَةُ:

  رَأَيْتُ في جَنْبِ القَتامِ الأَبْرَقَا ... كفَلْكَةِ الطاوِي⁣(⁣٣) أَدارَ الشَّهْرَقَا

  وكذلك شَهْرَقُ الخارِطِ والحَفّار، كُلّه عن أَبِي حَنِيفَةَ، وقد أَهْمَله الجماعةُ، وذكره صاحبُ اللِّسان.

  [شيق]: الشِّيقُ، بالكسرِ: أَعْلَى الجَبَلِ قاله السُّكَّريُّ، وقال ابنُ الأَعرابيِّ: هو الجَبَلُ نقله الجَوْهَرِيُّ، أَو هو أَصْعَبُ مَواضِعِه نَقلَه الجوهرِيُّ أَيضاً، قال ويُنْشَدُ:

  شَغْواءُ تُوطِنُ بينَ الشِّيقِ والنِّيقِ

  أَو الشِّيقُ: سُقْعٌ مُسْتَوٍ دَقِيقٌ في لِهْبِ الجَبَلِ لا يُرْتَقَى، أَي: لا يُسْتَطاعُ ارْتِقاؤُه، نَقَلَه اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ الجوهريُّ قولَ أَبِي ذُؤَيْبٍ:

  تَأَبَّطَ خافَةً فيها مِسابٌ ... وأَضْحَى يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ⁣(⁣٤)

  أَراد: يَقْتَرِي شِيقاً بمَسَدٍ، فقَلَبَه.

  قلت: وإِذا أُرِيدَ أَنّه يَتَتَبَّعُ هذا الحَبْلَ المَرْبُوطَ في الشِّيقِ عند نُزُولِه إِلى مَوْضِعِ تَعْسِيلِ النَّحْلِ، فيكونُ «شِيق» في مَوْضِعِ الصِّفَةِ لمَسَدٍ، ولا يُحْتاجُ إِلى أَنْ يُجْعَلَ مَقْلُوباً، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  إِحْلِيلُها شُقَّ كشَقِّ الشِّيقِ

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الشِّيقُ: رَأْسُ الأُدافِ، أَي: الذَّكَرِ.

  قالَ: والشِّيقُ: ضَرْبٌ من السَّمَك.

  وقالَ السُّكَّرِيُّ: الشِّيقُ: الجانِبُ يُقال: امْتَلَأَ من الشِّيقِ إِلى الشِّيقِ.

  والشِّيقُ: شَعْرُ ذَنَبِ الفَرَسِ⁣(⁣٥) عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ واحِدَتُه بهاءٍ.

  والشِّيقُ: البُرَكُ: اسمٌ لطائِرٍ مائِيٍّ واحِدَتُه شِيقَةٌ.

  والشِّيقُ: الشِّقُّ الضَّيِّقُ في الجَبَلِ، أَو في رَأْسِه، أَو، هو الشِّقُّ بينَ صَخْرَتَيْنِ، وبكُلِّ ذلِكَ فُسِّرَ قولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ أَيْضاً.

  وقِيلَ: هو الجَبَلُ الطَّوِيلُ، وبه فُسِّرَ قولُ أَبي ذُؤَيْبٍ أَيْضاً.

  والشِّيقُ: ع بعَيْنِه، وبه فُسِّر قولُ بِشْرِ بنِ أَبِي خازِمٍ:

  دَعُوا مَنْبِتَ الشِّقَيْنِ⁣(⁣٦) إِنَّهُما لَنا ... إِذا مُضَرُ الحَمْراءُ شَبَّتْ حُروبُها

  وقِيلَ: المُرادُ بالشِّيقِ هُنا الجانِبُ.

  وقِيلَ: الشِّيقانِ، بالكسر: جَبَلانِ في قَوْلِ بِشْرٍ المَذْكُور، أَو ماءٌ في دِيارِ أَسَدٍ أَو: ع، قُرْبَ المَدِينَةِ على


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) الأرجاز في الصحاح واللسان والتكملة ما عدا الأخير، قال الصاغاني: ولم أجده في شعره.

(٣) عن الديوان ص ١١٠ واللسان وبالأصل «الطاري».

(٤) ديوان الهذليين ١/ ٨٧ برواية: «فأضحى» وفي الصحاح: «فأصبح» وفسر الشيق في الديوان «بأعلى الجبل» وفي اللسان: أصعب موضع في الجبل.

(٥) في التهذيب واللسان: الدابّة.

(٦) في معجم البلدان «تثنية شيق» قال نصر: «الشيقان جبلان أو ماء في ديار بني أسد». وذكره ياقوت في «شيفان» بالفاء، قال: كأنه جمع شائف، وهما واديان أو جبلان بدون تحديد. ذكره برواية: «منبت الشيفين» بالفاء.