تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هنبل]:

صفحة 818 - الجزء 15

  ونَجَاء هَمَرْجَل: سَرِيعٌ، قالَ ذو الرُّمَّةِ:

  إذا جَدَّ فيهن النَّجَاءُ الهَمَرْجَلُ⁣(⁣١)

  [هنبل]: هَنْبَلَ الرَّجُلُ هَنْبَلَةً: ظَلَعَ ومَشَى مِشْيَةَ السِّباعِ، كما في النسخِ، والصَّوابُ: مِشْيَة الضِّبَاعِ العرجِ، كذا هو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابي، يقالُ: جاءَ مُهَنْبلاً ومُهَنْبلاً، وأَنْشَدَ:

  مِثل الضِّبَاع إذا راحتْ مُهَنْبِلةً

  أَدْنى مآوِيِها الغِيرانُ واللَّجَفُ⁣(⁣٢)

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيَ:

  خَزْعَلة الضِّبْعان راحَ الهَنْبَلَهْ

  ثم إِنَّ المصنِّفَ ذَكَرَ هذا الحَرْف بالأَحْمر على أَنَّه مُسْتدركٌ على الجوْهَرِيّ، وفيه نَظَرٌ فأَنَّ الجوْهرِيَّ ذَكَرَه في «هـ ب ل» وقالَ: والهَنْبَلَة بزيادَةِ النُّون مِشْيَةُ الضَّبُع العَرْجاء، فلا يكونُ مُسْتدركاً، فيَنْبَغِي أَنْ يُكْتَبَ بالأَسْودِ.

  وأَيْضاً فإِنَّه ذَكَرَ في «هـ ب ل» هَنْبَلُ بنُ يَحْيَى المُحَدِّثُ وأَغْفَلَه هنا، وكان يَنْبَغي إنْ ذَهَبَ إلى أصَالَةِ النُّون كما زَعَمَ أَنْ يَذْكرَه هنا، فتأَمَّل.

  [هنتل]: هَنْتَلٌ، كجَنْدَلٍ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.

  وفي اللّسانِ: هو ع مَوْضِعٌ.

  [هنجل]: الهُنْجُلُ، كقُنْفُذٍ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو الثَّقيلُ، أَي مِن كلِّ شيءٍ.

  [هندل]: الهَنْدَوِيلُ، كزَنْجَبِيلٍ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وهو الضَّخْمُ، مَثَّلَ به سِيْبَوَيْه وقالَ: وَزْنه فَعْلَوِيْل. وفسَّرَه السِّيرافيُّ.

  وأَيْضاً: الأَنْوَكُ المُسْتَرْخِي والضَّعيفُ.

  وفي التَّهذِيبِ عن أَبي عَمْرو: هو الضَّعيفُ الذي فيه اسْتِرْخاءٌ ونُوكٌ؛ وأَنْشَدَ الصَّاغانيُّ لأبي مِسْحَلٍ:

  هَجَرْتُ البَخِيلَ الهَنْدَوِيلَ وإنَّهُ

  لمَا نَالَهُ من أوْكَتِي لجدِيرُ⁣(⁣٣)

  [هول]: هالَهُ يَهُولُهُ هَوْلاً: أَفْزَعَهُ وخَوَّفَهُ كهَوَّلَهُ تَهْوِيه فاهْتالَ فزعَ وخافَ، وقَوْلُ الشاعِرِ:

  وَيْهاً فِدَاءً لك يا فَضالَهْ

  أَجِرُّهُ الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ⁣(⁣٤)

  فُتِح اللامُ لسكونِ الهاءِ وسكونِ الألِفِ قَبْلها، واخْتَارُوا الفتْحَةَ لأنَّها مِن جنْسِ الألِفِ التي قَبْلها، فلمَّا تحرَّكتِ اللامُ لم يلتَقِ سَاكِنانِ فتحذَفُ الألِفُ لالْتِقائِهِما.

  والهَوْلُ: المَخافَةُ من الأَمْرِ لا يَدْرِي ما هَجَمَ عليه منه، كهَوْلِ الليلِ وهَوْلِ البَحْرِ، ج أَهْوالٌ، يقالُ: رَكِبَ أَهْوالَ البَحْرِ؛ ويُجْمَعُ أَيْضاً على هُؤُولٌ بالضَّمِ يَهْمزُونَ الواوَ لانْضِمامِها، وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ:

  رَحَلْنا من بلادِ بني تميمٍ

  إليكَ ولم تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ⁣(⁣٥)

  كالهِيْلَةِ بالكسْرِ.

  وهَوْلٌ هائِلٌ ومَهُولٌ، كمَقُولٍ تأكيدٌ، أَي فيه هَوْل وقد كَرِهَ المَهُول بعضُهم، ونَسَبَه ابنُ جنيِّ إلى لُغَةِ العامَّةِ فقالَ: والعامَّةُ تقولُ: أَمْرٌ مَهُولٌ إلَّا أنَّه قد جَاءَ في الشعْرِ الفَصِيحِ.

  قالَ شيْخُنا: ووَقَعَ في خطبِ ابنِ نَباتَةَ أَيْضاً وصَحَّحه بعضُ شُرَّاحِها قالَ: ولعلَّه بضرْبٍ مِن المجازِ.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: أَمْرٌ هائِلٌ ولا يقالُ مَهُولٌ إلَّا أنَّ الشاعِر قد قالَ:

  ومَهُولٍ منَ المَناهِلِ وَحْشٍ

  ذي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ⁣(⁣٦)

  وتفْسِيرُ المَهُول أَي فيه هَوْلٌ، والعَرَبُ إذا كانَ الشيءُ هُوَ لَهُ أَخْرجُوه على فاعِلٍ مِثْل دَارِعٍ لذي الدِّرْع، وإن كان فيه أَو عليه أَخْرجُوه على مَفْعولٍ كقَوْلِك: مَجْنون فيه ذاك، ومَدْيون عليه ذاك.


(١) ديوانه ص ٥١٠ والتكملة وتمام روايته:

إذا هي لم تعسر به ذببتٍ به

تحاكي به سَدْوَ النجاء المهرجل

والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.

(٢) اللسان والتهذيب ٦/ ٥٣٥.

(٣) التكملة، وقوله: الأوكة: الغضب.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٦) اللسان والتكملة والتهذيب.