تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كدد]:

صفحة 219 - الجزء 5

  أَكتافَهم وأَكْتادَهم: أَدْبَروا عنهم وانْهَزَمَوا.

  والأَكْتَدُ: المُشْرِفُهُ أَي الكَتَدِ.

  وَتَكْتُدُ: كتَنْصُرُ؛ ع في ديَارِ بني سُلَيْمٍ، ويقال تَقْتُدُ، بالقاف، وتَقَدَّم.

  وهُمْ أَكْتَادٌ، أَي جَمَاعَاتٌ. وبه فُسِّر قولُ ذي الرُّمَّة:

  وإِذْ هُنَّ أَكْتَادٌ بِحَوْضَى كَأَنَّمَا ... زَهَا الآلُ عَيْدَانَ النَّخِيلِ البَوَاسِقِ

  أَو أَكْتَادٌ في قَول ذي الرُّمَّة: أَشْبَاهٌ، لا اخْتِلاف بينهم، ولم يَذْكر الواحِدَ. يقال: مَررْتُ بِجماعَةٍ أَكْتَادٍ، أَوْ سِرَاعٌ بَعْضُها [في]⁣(⁣١) إِثْرِ بَعْضٍ، قاله أَبو عَمرو، لا واحِدَ لَها، وفي نوادر الأَعرابِ: يقال: خَرَجُوا عَلَيْنَا أَكْتَاداً وأَكْداداً، أَي فِرَقاً وأَرْسَالاً، وقيل: أَصلُه بالدال، والتاءُ لُثْغَةٌ أَو لُغة، ولذلك أَوردَه، الجوهريُّ هناك، فتأَمّلْ، قاله شيخُنا.

  * ومما يستدرك عليه:

  كُتُنْدَة لُغَةٌ في قُتُنْدَةَ، بالأَندلس.

  [كدد]: الكَدُّ: الشِّدَّةُ في العَمل، ومنه المَثَل «بِجَدِّك لا بِكَدِّك».

  والكَدُّ: الإِلْحَاحُ في مُحَاولة الشيْءِ.

  والكَدُّ: الطَّلَبُ⁣(⁣٢) أَي طَلَبُ الرِّزق.

  والكَدُّ: الإِشَارَةُ بالإِصْبَعِ، يقال: هو يَكُدُّ كَدًّا، وأَنشد للكُمَيْت:

  غَنِيتُ فَلَمْ أَرْدُدْكُمُ عِنْدَ بُغْيَةٍ ... وحُجْتُ فَلَمْ أَكْدُدْكُمُ بِالأَصابعِ

  والكَدُّ: مَشْطُ الرَّأْسِ، وقد كَدَدْت رَأْسي.

  والكَدُّ: ما يُدَقُّ فِيه الأَشياءُ كالهَاوُنِ، وقد كَدَّه يَكُدُّه كَدَّا. واكْتَدَّه: طَلَب مِنه الكَدَّ، كاستَكَدَّه وأَتعَبَه، ورجل مَكْدُودٌ: مَغْلُوب، قال الأَزهريّ: سمعتُ أَعرابيًّا يقول لعبدٍ له: لأَكُدَّنَّكَ كَدَّ الدَّبِرِ، أَراد أَنهُ يُلِحُّ عليه فِيمَا يُكَلِّفه مِن العَملِ الواصِبِ إِلحاحاً يُتْعِبه. كما أَنَّ الدَّبِرَ إِذا حُمِلَ عليه ورُكِبَ أَتْعَب البَعِيرَ. وفي الحديث: «أَنَّ المَسَائِلَ كَدُّ يَكُدُّ بها الرَّجُلُ وَجْهَه» وفي حديث جُلَيْبِيب: «ولا تَجْعَلْ عَيْشَهُمَا كَدًّا».

  وكَدَّ: نَزَعَ الشيْءَ بِيَدِه يَكُدُّه، كاكْتَدُّه، يكون ذلك في الجَامِدِ والسائِلِ، وأَنشد ثعلبٌ:

  أَمُصُّ ثِمَادِي والمِيَاهُ كَثِيرَةٌ ... أُحَاوِلُ مِنْهَا حَفْرَها واكْتِدَادَهَا

  يقول: أَرْضَى بالقليلِ وأَقْنَعُ به.

  والكَدَدَةُ، مُحَرَّكَةً، والكُدَدَةُ كهُمَزَةٍ، والكُدَادَةُ، مثل سُلَالَةٍ: ما يَبْقَى في أَسْفَل القِدْرِ مُلْتَزِقاً به بعدَ الغَرْفِ منها، قال الأَزهريُّ: إِذا لَصِقَ الطَّبيخُ بأَسفلِ البُرْمَة فكُدَّ بالأَصابع فهي الكُدَادَةُ وفي الصّحاح: الكُدَادَة، كَسُلَالةٍ: القِشْدَةُ، وما يَبْقَى في أَسفلِ القِدْرِ من المَرقِ، والكُدَادَة: ثُفْلُ السَّمْنِ.

  والكُدَادَةُ: ع بالمَرُّوتِ لبني يَرْبُوعِ بن حَنظَلَةَ، كذا في المَراصد.

  والكَدِيدُ: المِلْحُ الجَرِيشُ، والكَدِيدُ أَيضاً: صَوْتُه إِذَا صُبَّ بعضُه على بعضٍ، وقد كَدَّدَ الرجلُ، إِذا أَلْقَى الكَدِيدَ بَعْضَه على بَعْضٍ.

  والكَدِيدُ: ماءٌ بَيْنَ الحَرَمَينِ الشَّريفينِ شَرَّفهما الله تعالَى، وفي المَراصد: مَوضِعٌ بالحِجَازِ على اثنينِ وأَربعين مِيلاً من مَكَّةَ بين عُسْفَانَ ورَابغٍ، وهو الذي جَزَم به عِياضٌ في المَشارِق وتلميذُه ابن قَرقول في المَطَالع، وله ذِكْر في صحِيح البخاريّ، وذكر بعضُ الشُّرَاح أَنه بين عُسْفَانَ وقُدَيْد، بينه وبين مَكَّةَ ثلاثُ مَراحِلَ أَو اثنانِ، كذا نقَلَه شيخُنا. قلت: والذي في مُعجَم البكرِيّ: الكُدَيْد، مُصغَّراً⁣(⁣٣)، هكذا ضبطه، بين مكَّة والمَدِينة بَيْنَ⁣(⁣٤) ثَنِيَّةِ غَزَالٍ وأَمَجَ، وأَمَّا بفتح الكاف وكَسر الدال، ماءٌ لبني ثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بن ذُبْيَانَ بِرَحْرَحَانَ، فليُنْظَر هذا مع ما قبله.

  والكَدِيدُ: البَطْنُ الوَاسِعُ من الأَرْضِ خُلِقَ خَلْقَ الأَوْدِيَةِ


(١) زيادة عن القاموس.

(٢) على هامش القاموس من نسخة ثانية: والإلحاح في الطلب.

(٣) في معجم ما استعجم: بفتح أوله وكسر ثانيه بعده دال وياء مهملة، وعليها اقتصر.

(٤) معجم ما استعجم: بين منزلتي أُمْج وعُسْفَان.