تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شني]:

صفحة 585 - الجزء 19

  وآسَدْتُه إذا أَغْرَيْته به، ولا يقالُ أَشْلَيْته، إنَّما الإَشْلاءُ الدُّعاءُ؛ كما في الصِّحاحِ والمِصْباح.

  ويُجْمَعُ الشِّلْوُ بمعْنَى العُضْو على أَشْلٍ أَيْضاً، كدلْوٍ وأَدْلٍ، ووزْنُه أَفْعُلٌ كأَضْرُسٍ، حُذِفَت الضمَّة والواو اسْتِثْقالاً وأُلْحِق بالمَنْقوصِ؛ ومنه الحديثُ: «وأَشْل من لَحْمٍ».

  والمشالى، بلُغَةِ الحجازِ: اسْمٌ لما يشرط به على الخُدودِ كأَنَّها جَمْعُ مشلاةٍ.

  وبَنُو المشلى: باليَمَنِ.

  [شمو]: وشَمَا يَشْمُو شُمُوّاً، كسَمَا يَسْمُو سُمُوّاً:

  أَهْملهُ الجوهريُّ.

  وقالَ الأَزْهري والصَّاغاني عن ابنِ الأعْرابي: أَي علا أَمْرُه.

  قالَ: والشَّمَا، مَقْصورَةً: الشَّمَعُ.

  * قلْت: وكأَنَّه على التَّخْفِيفِ البَدَليّ.

  [شني]: ي شَانِيا، بالقَصْر: أَهْملهُ الجوهريُّ.

  وقالَ الصَّاغاني: هي ناحِيَةٌ بالكوُفَةِ.

  والشَّوانِئُ. ذُكِرَتْ في الهَمْزِ.

  [شنو]: وشَنُوَّةٌ، بضمِّ النُّونِ وتَشْديدِ الواوِ:

  أَهْمَلَهُ الجوهريُّ هنا، ولكنْ صرَّح به في الهَمْزةِ أَنَّها لُغَةٌ في شَنُوءة.

  ولا يَخْفى أَنَّ مثْلَ هذا لا يُكْتَبُ بالحُمْرة، وكأنَّ المصنِّفَ تَبعَ ابنَ سِيدَه في تَفْريقِهما في موْضِعَيْن.

  وهو شَنَوِيٌّ؛ قالَ ابنُ سِيدَه: ولذا قَضَيْنا نحن أَنَّ قَلْب الهَمْزةِ واواً في شَنُوَّة من قوْلِهم: أَزْد شَنُوَّة بدَلٌ لا قياسٌ، لأَنَّه لو كانَ قياساً لم تثبُتْ في النَّسَبِ واواً، فإن جعلْتَ تَخْفيفَها قياسِيّاً قلْتَ شَنَئِيٌّ كشَنَعِيِّ، لأنَّكَ كأَنَّك إنَّما نَسَبْتَ إلى شَنُوءَةَ، فتَفَطَّنْ.

  قالَ: وحَكَى اللّحْيانيُّ: رجُلٌ مَشْنُوٌّ ومَشْنِيٌّ، أَي مَشْنوءٌ، لُغَةٌ فيه، أَي مُبْغضٌ؛ وأَنْشَدَ:

  ألا يا غُرابَ البَيْنِ ممَّ تَصيحُ؟ ... فصَوْتُكَ مَشْنُوٌّ إليَّ قَبيحُ!

  فمَشْنِيُّ يدلُّ على أَنَّه لم يُرِدْ في مَشْنُوِّ الهَمْز بل قد أَلْحَقه بمَرْضُوِّ ومَرْضِيِّ ومَدْعُوِّ ومَدْعِيِّ.

  * قلْتُ: وفي الحديثِ: «عَلَيْكم بالمشْنِيةِ النافِعَةِ».

  وهي الحساءُ، وهي كمرْضِيةٍ بمعْنَى البَغِيضَةِ وهو شاذٌّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  شَنِيت بالأَمْر، كرَضِيَ: اعْتَرَفْت به، كما في المِصْباح.

  [شوي]: ي شَوَى اللَّحْمَ يَشْوِيه شَيّاً فاشْتَوَى وانْشَوَى؛ كما في المُحكم.

  وقال الجوهريُّ: يقالُ انْشَوَى اللحْمُ، ولا تَقُلِ اشْتَوَى؛ وأَنْشَدَ:

  قد انْشَوَى شِوَاؤُنا المُرَعْبَلُ ... فاقْتَرِبُوا إلى الغَدَاء فكُلُوا⁣(⁣١)

  ومثْلُه في المِصْباح، فقالَ: ولا يقالُ في المُطاوعِ فاشْتَوَى على افْتَعَل لأنَّ الافْتِعالَ فعلُ الفاعِلِ.

  وهو الشِّواءُ، بالكسْر، وهو فِعَالٌ بمعْنَى مَفْعولٍ ككِتابٍ بمعْنَى مَكْتوبٍ؛ والضَّمُّ لُغَةٌ فيه كغُرابٍ؛ وأَنْشَدَ القالِي:

  ويخرجُ للقَوْمِ الشُّواءَ يَجُرُّه ... بأَقْصَى عَصَاهُ مُنْضَجاً ومُلَهْوَجَا

  قالَ: والكَسْر أَكْثر وأَفْصَح.

  ونقلَ الصَّاغاني الضمِّ عن الكِسائي.

  والشَّوِيُّ، كغَنِيِّ؛ أَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:

  ومُحْسِبَةٍ قَدْ أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرِها ... تَنَفَّسَ عَنْها حَيْنُها فَهْيَ كالشَّوِي

  وقد يُسْتَعْمل شَوَى في تَسْخِينِ الماءِ فيُقالُ: شَوَى الماءَ يَشويه إذا أَسْخَنَه؛ عن ابنِ الأعْرابي؛ ومنه قولُ الشاعِرِ:


(١) اللسان والصحاح والمقاييس ٣/ ٢٢٥.