تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قزمل]:

صفحة 617 - الجزء 15

  [قزمل]: القَزْمَلُ، كجَعْفَرٍ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسانِ.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هو القَصيرُ الدَّميمُ.

  قالَ: والقِزْمِيلَةُ، بالكسرِ: الذَّكَرُ، كما في العُبَابِ.

  [قسطل]: القَسْطَلُ والقَسْطالُ والقَسْطانُ، بفتحهنَّ، والقُسْطولُ، كزُنْبورٍ، زادَ الأَزْهرِيُّ: وكَسْطَل وكَسْطَن وقَسْطان وكَسْطان، كلُّ ذلِكَ بمَعْنَى الغُبارُ السَّاطِعُ.

  والقَصْطَل، بالصادِ، لُغَةٌ فيه.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: جَعَلَ أَبو عَمْرو قَسْطان فَعْلاناً لا فَعْلالاً، ولم يجزْ قَسْطالاً ولا كَسْطالاً لأنَّه ليسَ في كَلامِ العَرَبِ فَعْلال من غيرِ المُضَاعَف غَيْر حَرْف واحِدٍ جَاءَ نادِراً وهو قَوْلُهم: ناقةٌ بها خَزْعالٌ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: هذا قَوْل الفرَّاء.

  وقالَ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ: القَسْطال لُغَةٌ فيه كأَنَّه مَمْدودٌ منه مع قِلَّة فَعْلال في غيرِ المُضاعَف، وأَنْشَدَ أَبو مالِكٍ لأَوْس بنِ حَجَر يَرْثي رجُلاً:

  ولَنِعْم مأْوَى المُسْتَضيف إذا دَعا

  والخيلُ خارِجَةٌ مِن القَسْطال⁣(⁣١)

  وقالَ آخَرُ:

  كأَنَّه قَسْطال رِيح ذي رَهَجْ⁣(⁣٢)

  وفي خبرِ وَقْعَة نَهاوَنْد: لمَّا الْتقَى المُسْلِمون والفُرْس غَشِيتهم قَسْطلانيَّة أَي كَثْرة الغُبارِ، بزيادَةِ الأَلفِ والنُّونِ للمُبالَغَةِ.

  وأُمُّ قَسْطَلٍ: مِن أَسْماءِ الدَّاهيةِ⁣(⁣٣)، وكذلِكَ المنِيَّة.

  والقَسْطَلانِيَّةُ: قَوْسُ قُزَحَ وحُمْرَةُ الشَّفَق أَيْضاً، كما في الصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ لمالِكِ بنِ الرَّيْب:

  تَرى جَدَثاً قد جَرَّت الريحُ فوقه

  تُراباً كَلَوْن القَسْطَلانيِّ هابِيَا⁣(⁣٤)

  وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَسْطَلانيُّ خُيوطٌ كخُيوطِ المُزْن تُحِيط بالقَمَر، هي، مِن علامَةِ المَطَر.

  وقالَ اللَّيْثُ: القَسْطَلانيُّ ثَوبٌ مِن القَطيفِة، مَنْسوبٌ إلى عامِلٍ، الواحِدُ قَسْطَلانِيَّة؛ وأَنْشَدَ:

  كأَنَّ عليها القَسْطَلانيَّ مُخْمَلاً

  إذا ما اتَّقَتْ شَفَّانَه بالمَناكِبِ⁣(⁣٥)

  أَو إلى قَسْطَلَةَ⁣(⁣٦) د بالأَنْدَلُسِ منه أَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ دَرَّاج القَسْطَليُّ مِن كُتَّابِ الإنْشاء للمَنْصور، يُقْرَن بالمُتَنَبِّي في جوْدَةِ الشِّعْرِ، وضَبَطَه الحافِظُ بتَشْديدِ اللامِ فانْظُرْ ذلِكَ.

  وقَسْطِيلِيةُ: د بها أَي بالأَنْدَلُسِ أَيْضاً؛ أَو هي مِن إِقْلِيم أَفْرِيقية⁣(⁣٧) غَرْبي قفْصَةَ، والنِّسْبَةُ قَسْطَلانيٌّ، قالَهُ ابنُ فَرْحون.

  وقالَ القطبُ الحلبيُّ في تارِيخِ مِصْر: القَسْطَلانيُّ كأَنَّه مَنْسوبٌ إلى قُسْطِيلةَ، بضمِ القافِ، مِن أَعْمالِ أَفْرِيقية بالمَغْربِ.

  وفي الضّوء اللَّامعِ للحافِظِ السَّخاوِيّ ما نَصُّه: فريانة إحْدَى مَدَائِن أَفْرِيقية ما بَيْن قفْصَةَ وسَبْتَه بالقُرْبِ مِن بِلادِ قَسْطِلينة التي يُنْسَبُ إليها القَسْطلانيُّ.

  وقالَ شيخُ مشايخِنا أَبو العَبَّاس أَحمدُ العجميّ في ذَيْلِه على اللُّبابِ: رأَيْت في نسخةٍ قَديمَةٍ مِن شرْحِ أَبي شامَةَ للشقراطسية ضَبْطَ القَسْطَلانيّ بالقَلَم هكذا: بفتحِ القافِ وشدَّة على اللامِ، وكَتَب في الهامِشِ: قالَ لي بعضُ مَنْ عَرَفَ هذه البِلادَ نفطة. وقَسْطِيلِيَةُ وتَوْزَر وقفْصَةُ بِلادٌ بأَفْرِيقية بالنَّاحِيَة التي تُعْرَف ببِلاد الجريدِ؛ وشقراطس بلْدَةٌ هنالِكَ، انْتَهَى.

  ولكنَّ قَوْلَ الصَّاغانيّ في العُبَابِ: قَسْطِيلِيَة مَدينَةٌ بالأَنْدَلُسِ وهي حاضِرَةُ البِيرَةَ يُخالِفُ ما نَقَلْناه آنِفاً، فتأَمَّل.

  وقَسْطَلَةُ الجَمَل: هديرُهُ.

  وقَساطِلُ الخيلِ: أَصْواتُها.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٠٨ واللسان والصحاح.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) ضبطت في القاموس بالضم وتصرف الشارح بالعبارة.

(٤) اللسان والصحاح.

(٥) اللسان وفيه: «التقت شقاته» وفي التكملة: شفّانه.

(٦) قيدها بالنص ياقوت بتشديد اللام.

(٧) بالأصل «افريقيته».