تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طيف]:

صفحة 363 - الجزء 12

  ظَهَرَتْ حُمْرَتُها، وإذا تَفَرَّقَت خَفِيَتْ، وقالَ الفَرّاءُ: هو شَيْءٌ يُخْتَبَزُ في المَحْلِ، الواحِدَةُ طَهْفَةٌ، وقالَ غيرُ هؤلاءِ: الطَّهفُ: مثل المَرْعَى له سُبُولٌ ووَرقٌ مثلُ وَرَقِ الدُّخْنِ، وَحبَّةٌ حمراءُ دَقِيقةٌ جدًّا طويلةٌ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الطَّهْفُ: الذُّرَةُ، وهي شَجَرَةٌ كأَنَّها الطَّرِيفَةُ، لا تَنْبُت إلّا في السَّهْلِ وشِعابِ الجِبالِ، وقالَ غيرُه: هي عُشْبَةٌ حِجزِيَّةٌ ذاتُ غِصَنَةٍ ووَرَقٍ كأَنَّه وَرَقُ القَصَبِ، ومَنْبِتُها الصّحْراءُ وَمُتون الأَرضِ، وثمرَتُها حَبٌّ في أَكمامٍ⁣(⁣١).

  وطَهْفَةُ بنُ أَبِي زُهيْرٍ النَّهْدِيُّ: صحابِيٌّ ¥، له وِفادَةٌ، وكان خَطِيباً مُفَوَّهاً.

  وطَهْفَةُ بنُ قَيْسٍ الغِفارِيُّ: صحابيٌّ أَيضاً، وقد ذُكِر في «طقف» ومَرَّ الاخْتِلافُ فيه.

  وزُبْدَةٌ طَهْفَةٌ: مُسْتَرْخِيَةٌ عن الفَرّاءِ.

  والطِّهْفَةُ بالكسرِ: القِطْعَةُ من كُلِّ شيءٍ.

  والطَّهافُ، كسَحابٍ: المرْتفِع من السّحابِ⁣(⁣٢) نقله الجَوْهريُّ.

  وقال أَبُو حَنِيفَةَ: يُقالُ: أَطْهَف هذا له طَهْفَةٌ مِنْ مالِه: أي أَعْطاهُ قِطْعَةً منه ليس بالأَثِيثِ، وقالَ ابن عبّادٍ: يُقالُ: أَطْهَفَ له طَهْفَةً من مالِه: أي أَعطاهُ قطْعَةً منه.

  قال: وأَطْهَفَ في كَلامِه: إذا خَفَّف منه.

  وقال الفَرّاء: أَطْهَفَ السِّقاءُ: أي اسْتَرْخَى.

  وقال الجَوْهَرِيُّ وابنُ فارِسٍ: الطُّهافَةُ، كالكُناسَةِ⁣(⁣٣): الدُّوايَةُ هكذا هو بالدّالِ المُهْمَلَةِ والياء التَّحْتِيّة، وفي بعضِ النُّسَخِ الذُّؤابَة.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  يُقالُ: في الأَرْضِ طَهْفَةٌ من كَلأٍ: للشَّيْءِ الرَّقِيقِ منه.

  وَقالَ ابنُ بَرِّي: الطَّهْفَة: التِّبْنَةُ، وأَنْشَدَ:

  لَعَمْرُ أَبِيكَ ما مالِي بِنَخْلٍ ... وَلا طَهْفٍ يَطِيرُ به الغُبارُ

  والطَّهَفُ، محرّكَةً: الحِرْزُ.

  وَقد سَمَّوْا طَهْفاً، بالفتح، وطَهَفاً مُحَرَّكةً، وطِهِفاً بكَسْرَتَيْنِ.

  [طيف]: الطَّيْف: الغَضَبُ وبه فَسَّرَ ابنُ عَبّادٍ⁣(⁣٤) قولَه تعالَى: {إِذَا مَسَّهُمْ طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطانِ}⁣(⁣٥) وهو قولُ مُجاهِدٍ أَيضاً.

  وقال الأَزهريُّ: الطَّيْفُ في كلامِ العَرَبِ، الجُنُونُ وَهكذا رواه أَبو عُبَيْدٍ عن الأَحْمَرِ، قال: وقِيلَ للغَضَبِ: طَيْفٌ؛ لأَنّ عَقْلَ من غَضِبَ يَعْزُبُ، حتى يَتَصَّورَ⁣(⁣٦) في صُورةِ المَجْنُونِ الذي زالَ عقلُه.

  وَقالَ اللَّيْثُ: كلُّ شيءٍ يَغْشَى البَصَرَ من وَسْواسِ الشَّيْطانِ، فهو طَيْفٌ.

  وقال ابنُ درَيْدٍ: الطَّيْفُ: الخَيالُ: الطّائِفُ في المَنامِ يُقال: طَيْفُ الخَيالِ، وطائِفُ الخَيالِ.

  أَو طَيْفُ الخَيالِ: مَجيئُه في المَنامِ قال أُمَيَّةُ الهُذَليُّ:

  أَلا يا لَقَوْمٍ لِطَيْفِ الخَيالِ ... أَرَّقَ من نازِحٍ ذِي دَلالِ⁣(⁣٧)

  وطافَ الخيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومَطافاً هذا قولُ الأَصْمَعِيِّ، وقال أَبو المُفَضَّلِ: يَطُوفُ طَوْفاً فهي واويَّةٌ يائِيَّةٌ، وقالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:

  أَنَّى أَلمَّ⁣(⁣٨) بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ ... وَمَطافُهُ لكَ ذكرةٌ وشُعُوفُ

  وإِنما قِيل لطائِفِ الخَيالِ: طَيْفٌ؛ لأَنَّ أَصْلَه طَيِّفٌ كَميِّتٍ ومَيْتٍ، من ماتَ يَمُوتُ وقَرأَ ابنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو وَالكِسائِيُّ ويَعْقُوبُ وأَبو حاتمٍ قولَه تعالَى: {طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطانِ}⁣(⁣٩).


(١) في اللسان زيادة: أكمام حمراء تُختبز وتؤكل نحو القتْ.

(٢) بعدها في القاموس، وقد سقطت من الأصل: وأَطْهَفَ الصِّلِّيانُ: نَبَتَ نباتاً حسَنًا.

(٣) عن القاموس وبالأصل «ككناسة».

(٤) في التكملة: ابن عباس.

(٥) سورة الأعراف الآية ٢٠١ وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي وَيعقوب والباقون «طائِفٌ» وهما بمعنى.

(٦) التهذيب: يصير.

(٧) ديوان الهذليين في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي ٢/ ١٧٢ برواية: «ألا يا لقوم ... يؤرق».

(٨) عن اللسان وبالأصل «يلم».

(٩) سورة الأعراف الآية ٢٠١.