تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بهأ]:

صفحة 119 - الجزء 1

  العُباب: أَي أَجَابوا⁣(⁣١) جَواباً واحداً.

  والبِيئَةُ بالكسر: الحالَةُ يقال: إِنه لَحَسنُ البيِئةِ.

  وقالوا: في أَرْضِ فَلَاة فَلَاةٌ تَبِيءُ في فَلاةٍ أَي لسعتها تذهب.

  ويقال حَاجَةٌ مُبيِئَةٌ بالضمّ، أَي شَدِيدَةٌ لازمة:

  * ومما يستدرك عليك:

  استباءَ المنزِلَ: اتخذه مَباءَةً. وأَبأْتُ على فُلانٍ مالَهُ، إِذ أَرَحْتُ عليه إِبلَه وغَنمَه. وأَباءَ الله عليهم⁣(⁣٢) نَعَماً لا يَسعُها المُرَاحُ. وقال ابن السِّكّيت في قول زُهَيْرِ بن أَبي سُلْمى:

  فَلَمْ أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هَدِيًّا ... وَلَمْ أَرَ جَارَ بَيْتٍ يُسْتَبَاءُ

  الهَدِيُّ: ذو الحُرْمَةِ، ويُستَباءُ، أَي يُتَبَوَّأُ أَي تُتَّخَذُ امْرَأَتُه⁣(⁣٣) أَهْلاً. وقال أَبو عمروٍ الشيبانيُّ: يُسْتَباءُ، من البَوَاءِ، وهو القَوَدُ، وذلك أَنه أَتاهم يُريد أَن يَستجيرَ بهم فأَخذوه فَقتلُوه برجُلٍ منهم⁣(⁣٤).

  وللبئر مَباءَتَان: إحداهما مَرْجِع الماءِ إِلى جَمِّها، والأُخرى مَوضِعُ وُقوفِ سائِق السَّانِيَة.

  الفَرَّاء: بَاءَ، بوزنِ بَاعَ إِذا تَكَبَّر، كأَنَّه مَقلُوب بَأَي، كما قالوا: رَاءَ وَرَأَى، وسيُذكر في المعتلّ.

  [بهأ]: بَهَأَ به، مُثلّثَةُ الهاءِ وهي عينُ الكلمةِ، وقد تقدم أَن التثليثَ لا يُعتبر إِلا في عَينِ الفعلِ، فذكْرُ الهاءِ هُنَا كَاللَّغْوِ بِهْأً بفتح فسكون وبُهُوءًا كقعود وَبَهاءً بالمد أَنِسَ به وأَلِفَ وأَحَبَّ قُرْبَه، وقد بَهَأْتُ به وبَهِئتُ، قاله أَبو زيد. وفي حديث عبدِ الرحمن ابن عَوْفٍ أَنه رأَى رَجُلاً يحلفِ عند المَقامِ فقال: أَرى النَّاسَ قَدْ بَهَئُوا بِهذا المقام. أَي أَنِسوا به حتى قَلَّتْ هَيبتُه في قلوبهم. وفي حديث مَيمونِ بنِ مِهْرَانَ أَنَّه كَتب إِلى يُونُسَ بنِ عُبَيدِ: عَلَيْكَ بِكتاب اللهِ، فإِنّ الناسَ قد بَهَؤوا به. قال أَبو عُبيدٍ: وَرُوِيَ: بَهَوْا بِهِ، غير مَهموزٍ، وهو في الكلامِ مَهموزٌ كابتْهَأَ به إِذا أَنِس وأَحَبَّ قُرْبَه، عن أَبي سعيدِ، قال الأَعشى:

  وَفِي الحَيِّ مَنْ يَهْوَى هَوَانَا وَيَبْتَهِي ... وَآخَرُ قَدْ أَبْدَى الكَآبَةَ مغضبا⁣(⁣٥)

  فترَك الهمزةَ مِنْ يَبْتَهِي، كذا في العُباب والتَّكمِلة واللسانِ.

  وبَهَاءِ كَقَطامِ عَلَم امرأَة مِن بَهَأَ به إِذا أَنِس، كذا في جَامِع القَزَّاز.

  وعن ابن السِّكّيت يقال: ما بَهَأْتُ له وما بَأَهْتُ له، أَي ما فَطِنْتُ له.

  وقال الأَصمعيُّ في كِتاب الإِبل ناقَةٌ بَهَاءٌ بالفتح ممدوداً: بَسُوءٌ قد أَنِسَتْ بالحالِب، وهو من بَهَأْت⁣(⁣٦) به إِذا أَنِسْت به.

  وبَهَأَ البَيْتَ كَمنَع يَبْهَؤُهُ: أَخْلَاهُ مِن المَتَاع وهو أَثاثُ البيتِ أَو خَرَقَه، كأَبْهَأَهُ فأَما البَهَاءُ مِن الحُسُنِ فهو من بَهِيَ الرجُلُ، غير مَهموزٍ، والتركيبُ يدُلُّ على الإِنْس.

فصل التاء الفَوْقِيَّة مع الهمزة

  [تأتأ] التَّأْتأَةُ: حِكَايَةُ الصَّوْتِ تقول: تَأْتَأْتُ به.

  والتّأْتأَةُ⁣(⁣٧) ترَدُّدُ التَّأْتَاءِ في التَّاءِ إِذا تكلم.

  والتأْتأَة دُعَاءُ التَّيْس المِعْزَى لِلسِّفَادِ، وفي العُباب: إِلى العَسْبِ كالتَّأْتَاءِ بحذف الهاء.

  والتأْتأَةُ هي أَيضاً مَشْيُ الطِّفْل الصغيرِ، وفي العباب: الصَّبِيّ، بدل الطفلْ.

  والتأْتَأَةُ التَّبَخْتُرُ في الحَرْبِ شجاعةً.

  [تتأ] التَّيْتَا بفتح فسكون مقصوراً والتِّيتَاء بكسر فسكون مَقْصوراً والتِّئتَاءُ بكسر فسكون همزة ممدوداً، ومنهم من ضَبط الثانيةَ بالكَسر والمدّ والثالثة بالكَسرِ والقَصْر، وبعضهم


(١) المجمل والعين: أجابونا.

(٢) الأساس: عليكم.

(٣) عن اللسان، بالأصل: تتخذه امرأته.

(٤) عبارة العين: والبواء في القود، تقول: اقتل هذا بقتيلك فإنه بواء به، أي هو يعادله في الكفاءة.

(٥) كذا بالأصل واللسان، وفي هامشه: «قوله مغضباً كذا في النسخ وشرح القاموس، والذي في التكملة وهي أصح الكتب التي بأيدينا، مغضب.

(٦) المقاييس واللسان ضبطت فيهما: بهأت.

(٧) قوله «التأتأة» في كل المواضع كذا بالأصل، وفي اللسان والتكملة وتهذيب الأزهري «التأتاء».