تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وقب]:

صفحة 473 - الجزء 2

  ولا بِبرْشاعِ الوِخامِ وغْبِ وأَوّلُهُ⁣(⁣١):

  لا تَعْدِلِيني واسْتَحِي بِإِزْبِ ... كَزِّ المُحَيّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ

  قال: والبِرْشاعُ: الأَهْوَج. وأَمَّا البِرْشَامُ: فهو حِدَّةُ النَّظَرِ.

  والوِخَامُ: جمعُ وَخْمٍ، وهو الثَّقيل. والإِرْزَبُّ: اللَّئيم، والقصير، والغَليظ⁣(⁣٢). والأُنَّحُ: البخيلُ الّذي إِذا سُئلَ تَنحنحَ.

  والوَغْبُ، أَيضاً: الجَمَلُ الضَّخْمُ، وأَنشد:

  أَجَزْتُ⁣(⁣٣) حِضْنَيْهِ هِبَلًّا وَغْبَا

  ضِدٌّ. قال شيخُنَا: لا مُنافاةَ بينَ الضَّعِيف من بني آدَمَ والجَمَلِ الضَّخْم حتّى يُعَدَّ مِثلُهُ ضِدًّا، فتأَمَّل. ج أَوْغابٌ في القِلّة، ووِغَابٌ بالكسر في الكثرة.

  قال شيخُنا: وقد قالُوا: أَوْغَابُ البَيْتِ: نحوُ القَصْعةِ والبُرْمَةِ، ولم يذكُرْه المصنِّف. قلتُ: وقولُ المصنف: سقَطُ المتَاعِ، أَغنَى عن هذا كما تقدّم.

  وهي، أَي الأُنثى: وَغْبَة.

  وفي حديث الأَحنف: «إِيّاكم وحَمِيَّةَ الأَوْغَاب» هم اللِّئامُ والأَوْغادُ. ويروى: الأَوْقاب، وسيأْتي في وقب. قال أَبو عَمْرٍو: هو بالغَيْن، أَي الضُّعَفاء، أَو الحَمْقَى⁣(⁣٤).

  وقد وَغُبَ الجَمل، كَكَرُم، وُغُوبةً بالضَّمّ، ووَغَابةً بالفتح: ضَخُمَ. وعلى الأَوّل اقتصر الجوهَرِيُّ، وجمع بينَهما ابْنُ منظور وغيرُهُ.

  [وقب]: الوَقْبُ في الجَبَل: نُقْرَةٌ يَجتمعُ فيها الماءُ، ونَقْرٌ في الصَّخْرَةِ يَجْتَمعُ فيها الماءُ كالوَقْبَةِ، بزيادة الهاءِ، والجمع أَوْقابٌ أَو الوَقْبَةُ: نَحْوُ البِئرِ في الصَّفَاء، تكونُ قامةً، أَو قامَتَيْنِ يسْتَنْقِعُ فيها ماءُ السّمَاءِ.

  والوَقْبُ: كُلَّ نَقْرٍ⁣(⁣٥) في الجَسَد، كنَقْر العَيْنِ والكَتِفِ. ووَقْبُ العَيْنِ: نُقْرَتُها، تقولُ: وَقَبَتْ عَيْنَاهُ: غارَتَا. وفي حديث جَيْشِ الخبَطِ «فاغْتَرَفْنا من وَقْبِ عَيْنِهِ بالقِلالِ الدُّهْنَ».

  والوَقْبَانِ مِنَ الفَرَسِ: هَزْمَتَانِ فَوْقَ عَيْنَيْهِ.

  والجمعُ من كلّ ذلك وُقُوبٌ، ووِقَابٌ.

  والوَقْبُ من المَحَالَةِ: ثَقْبٌ يَدْخُلُ فيه المِحْوَرُ.

  والوَقْبُ: الغَيْبَةُ، كالوُقُوبِ بالضَّمّ، وهو الدُّخُول في كلِّ شيْءٍ. وقيلَ: كُلُّ ما غابَ، فقد وَقَبَ وَقْباً: ومنه وَقَبَتِ الشَّمْسُ، على ما يأْتي.

  والوَقْبُ: الرَّجُلُ الأَحْمَقُ، مِثْلُ الوَغْبِ، قال الأَسودُ بْنُ يَعْفُرَ:

  أَبَنِي نُجَيْحٍ⁣(⁣٦) إِنَّ أُمَّكُمُ ... أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ

  أَكَلَتْ خَبِيثَ الزّادِ فاتَّخَمَتْ ... عنه وشَمَّ خِمَارَهَا الكَلْبُ

  ورجل وَقْبٌ: أَحمَقُ. والجمع أَوْقَابٌ. والأُنْثى وَقْبَةٌ.

  وقال ثَعْلب: الوَقْبُ: النَّذْلُ الدَّنِيءُ من قولك: وَقَبَ في الشيءِ: دَخَلَ، فكأَنَّه يَدخُلُ في الدَّناءَة، وهذا من الاشتقاقِ البعيد. كذا في لسان العرب.

  والوَقْبُ: الدُّخُولُ في الوَقْبِ. وقَبَ الشَّيْءُ، يَقِبُ، وَقْباً: أَي دَخلَ. هكذا في الصَّحاح، ورأَيت في هامِش: صوابُه وُقُوباً؛ لأَنّهُ لازِمٌ. وقيل: وَقَبَ: دَخَل في الوَقْبِ.

  والوَقْبُ: المَجِيءُ والإِقْبالُ، ومنه حديثُ عائشةَ، ^: «تَعَوَّذِي باللهِ من هذا الغاسِقِ {إِذا وَقَبَ}» أَي: الليلِ إِذا دَخَلَ وأَقبل بظلَامه.

  والوَقْبَةُ: الكُوَّةُ العَظِيمةُ فيها ظِلٌّ، والجمعُ: الأَوْقَابُ، وهي الكُوَى.

  والوَقْبَةُ مِنَ الثَّرِيدِ والدُّهْنِ، هكذا في نسختنا، بضم الدّال المهملة، والصَّواب: والمُدْهُن، بالميم والدّال: أُنْقُوعَتُهُمَا، بالضَّمّ. قال اللَّيْثُ: الوَقْبُ: كُلُّ قَلْتٍ⁣(⁣٧) أَو


(١) بهامش المطبوعة الصمرية: قوله وأوله الذي في نسخة الصحاح المطبوع في باب العين:

لا تعدليني بامرئ أرزب

(٢) في اللسان: والقصير الغليظ.

(٣) عن اللسان، وفي الأصل: «أجرت» بالراء.

(٤) بالأصل: الحمقاء.

(٥) في القاموس: «كل نقرة في الجسد كنقرة.» وما في اللسان فكالأصل.

(٦) كذا في الأصل واللسان والصحاح، وفي التهذيب: أبني لبيني.

(٧) عن اللسان، وفي الأصل «قلتة».