تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضيع]:

صفحة 314 - الجزء 11

  وِالضُّوَعُ، كصُرَدٍ وعِنَبٍ، الأَخِيرُ عن أَبِي الهَيْثَمِ: طائرٌ من طَيْرِ اللَّيْلِ كالهامَةِ، قال أَبُو الدُّقَيْشِ: إِذا أَحَسَّ بالصَّبَاحِ صَرَخَ⁣(⁣١)، أَو الكَرَوانُ، أَو ذَكَرُ البُومِ، وهذا قَوْلُ المُفَضَّل، أَو طائِرٌ أَسْوَدُ كالغُرَابِ أَصْغَرُ منه، غيرَ أَنَّه أَحْمَرُ الجَنَاحَيْنِ، نقَلَه أَبو حاتِمٍ في كِتَابِ الطَّيْرِ عن الطّائِفِيِّ، قالَ: وقالَ غَيْرُ الطّائِفِيِّ: هو طائِرٌ من العَصَافِيرِ، والعَصَافِيرُ من الطَّيْرِ: ما صَغُرَ، وكانَ دُونَ الدُّخَّلِ والحُمَّرِ. قلتُ: ومثله قولُ ثَعْلَبٍ، وأَنْشَدَ:

  مَنْ لا يَدُلُّ على خَيْرٍ عَشِيرَتَهُ ... حَتَّى يَدُلَّ على بَيْضَاتِه الضُّوَعُ

  قال: لِأَنَّه يَضَعُ بَيْضَهُ في مَوْضِعٍ لا يُدْرَى أَيْنَ هو، ثمّ قالَ أَبو حاتِمٍ: والضُّوَعَةُ صغيرةٌ، ولَوْنُهَا إِلى الصُّفْرَة، قَصِيرَةُ العُنُقِ، وإِنَّمَا سُمِّيَت مِنْ قِبلِ صُوَيْتٍ لها، تُصَوِّتُ في وَجْهِ الصُّبْح. قال: وقال الخشي الضُّوَعُ: طائرٌ أَبْعَثُ مثلُ الدَّجَاجَةِ، وهو طيِّبُ اللَّحْمِ، قال الأَعْشَى يَصِفُ فَلاةً:

  لا يَسْمَعُ المَرْءُ فِيها ما يُؤَنِّسُه ... بالليْلِ إِلَّا نَئِيمَ البُومِ والضِّوَعا

  هكذا رواه أَبو الهيْثَمِ بكسرِ الضّادِ، قال ونَصَبَ الضِّوَعَ بنِيَّةِ النَّئِيم، كأَنَّه قال: إِلّا نَئِيمَ البُومِ وصِياحَ الضِّوَعِ، ورواهُ أَبُو حاتِمٍ عن الخشي بالضّمِّ، وبِهِمَا رُوِيَ قولُ سُوَيْدِ بنِ أَبِي كَاهِلٍ، أَنْشَدَه الأَصْمَعِيُّ:

  لَمْ يَضِرْنِي غَيْر أَنْ يَحْسُدَنِي ... فَهْوَ يَزْقُو مِثْلَ مَا يَزْقُو الضُّوَعْ

  ج: أَضْوَاعٌ، كعِنَبٍ وأَعْنَابٍ، وضِيعانٌ، كصُرَدٍ وصِرْدانٍ، الأَخِيرُ من كتابِ الطَّيْرِ. ومِنْ سَجَعاتِ الأَسَاس: لن يُخَاطِرَ البَازِلَ الرُّبَع، ولن يُطايِرَ البَازِيَ الضُّوَع.

  وِالضُّوَاعُ، كغُرَابٍ: صَوْتُه.

  وِالضَّوَّاعُ، كشَدَّادٍ: الثَّعْلَبُ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وِقال ابنُ عَبّادٍ: الضَّوَائعُ: الضَّوامِرُ مِنَ الإِبِل وغيْرِها، قال الصّاغَانِيُّ: وكأَنَّهَا مِن ضاعَهَا السَّفَرُ ضَوْعاً، أَي هَزَلَها، قُلْتُ: ولم يَذْكُر لها وَاحِداً، والقِيَاسُ الضّائِعَةُ. وانْضَاعَ الفَرْخُ، أَو الصَّبِيُّ: تَضَوَّرَ، أَو بَسَطَ جَنَاحَيْه إِلَى أُمِّه لِتَزُقَّه، وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ، كتَضَوَّعَ، فيهما، كما في التَّهْذِيبِ، قال أَبُو ذُؤَيْبٍ:

  فُرَيْخانِ يَنْضَاعانِ في الفَجْرِ كُلَّمَا ... أَحَسَّا دَوِيَّ الريحِ أَو صَوْتَ نَاعِبِ⁣(⁣٢)

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  ضَوَّعَه تَضْوِيعاً: حَرَّكَه ورَاعَه، وقِيلَ: هَيَّجَهُ.

  وِتَضَوَّعَ الرِّيحُ: تحَرَّكَ.

  وِانْضاعَ: فزِعَ مِنْ شَيْءٍ فصاحَ منه.

  ويُقَال: لا يَضُوعَنَّكَ ما تَسْمَعُ مِنْهَا أَي لا تَكْتَرِثْ له.

  وِتَضَوَّعَ منه رَائِحَةً: تَنَشَّقَهَا.

  وِتَضَوَّعَ الضُّوَعُ: إِذا صاحَ وصَوَّتَ، قالَهُ أَبُو حَاتِمٍ في كِتابِ الطَّيْرِ.

  وِأَضْوُعٌ، كأَفْلُسٍ: مَوْضِعٌ، ونَظِيره أَقْرُنٌ وأَخْرُبٌ وأَسْقُفٌ، وهذِه كُلُّهَا مَوَاضِعُ، وقد أَهْمَلَه ياقُوت في مُعْجَمِه.

  [ضيع]: ضاعَ يَضِيعُ ضَيْعاً، بالفَتِحِ ويُكْسَرُ، وضَيْعَةً، وضَيَاعاً، بالفَتْحِ: هَلَكَ وتَلِفَ، قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَة اليَرْبُوعِيُّ ¥:

  ذاكَ الضَّيَاعُ، فإِنْ حَزَزْتُ بمُدْيَةٍ ... كَفِّي فقُولِي مُحْسِنٌ ما يَصْنَعُ

  وفي حَدِيثِ سَعْد: «إِنِّي أَخَافُ عَلَى الأَعْنَابِ الضَّيْعَةَ» أَي أَنَّهَا تَضِيعُ وتَتْلَفُ.

  وِضاعَ الشَّيْءُ ضَيْعَةً وضَيَاعاً: صارَ مُهْمَلاً، ومنه ضَاعَتِ الإِبِلُ، وضَاعَ العِيَالُ، إِذا خَلَوْا من الرِّعايَة والتَّعَهُّدِ، وأَهْمِلُوا.

  وِالضَّيَاعُ أَيْضاً أَي بالفَتْحِ: العِيَالُ نَفسُه، ومنه الحَدِيثُ: «فَمَنْ تَرَكَ ضَيَاعاً فإِلَيَّ» أَي عِيَالاً، قاله النَّضْرُ، وحَكَاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ، وقال ابنُ الأَثِيرِ: وأَصْلُه مَصْدَرُ ضَاعَ، فسُمِّيَ بالمَصْدَرِ، كما تَقُولُ: مَنْ ماتَ وَتَرَكَ فَقْراً،


(١) في التهذيب واللسان: صدح.

(٢) البيت في ديوان الهذليين ٢/ ٥٦ في شعر صخر الغي الهذلي.