تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سلو]:

صفحة 533 - الجزء 19

  وتَساقَى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً ... وعلى الخَيْلِ دِماءٌ كالشَّقِرْ⁣(⁣١)

  وأَسْقَيْت في القِرْبَة وسَقَيْتُ فيها، لُغتانِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ:

  وما شَنَّتا خَرْقاءَ واهٍ كلاهُما ... سَقَى فيهما مستعجِلٌ لم تَبلَّلا

  بأَضْيَعَ من عَيْنيك للدّمع كلّما ... تعرَّفْتَ داراً أَو توهَّمْتَ مَنْزِلا⁣(⁣٢)

  وسِقايَةُ الحاجِّ: ما كانتْ قُرَيْش تَسْقِيه للحُجَّاجِ مِن الزَّبيبِ المَنْبوذِ في الماءِ، وكانَ يَلِيها العبَّاسُ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه، في الجاهِلِيَّةِ والإسْلام.

  والاسْتِسْقَاءُ: اسْتِفْعالٌ مِن السُّقْيا، أَي إِنْزال الغَيْثِ على العِبادِ والبِلادِ.

  ويقالُ: أبلغ السُّلطان الرَّاتع مَسْقاتَه إذا رَفَقَ برَعِيَّتِه ولأنَ لهُم في السِّياسةِ.

  والسَّقِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: النَّخْلُ تُسْقَى بالدَّوالي.

  وسُقِيَ بَطْنُه، كعُنِي: لُغَةٌ في سَقَى واسْتَسْقَى؛ نقلَهُ ابنُ الأثيرِ.

  وأَبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الواسِطِيُّ عُرِفَ بالسَّقّاءِ، مِن الحُفَّاظ، أَخَذَ عنه الدَّارْقطْني.

  وأَبو حفص عَمْرُو بنُ عليِّ بنِ بَحْر بنِ كنيزٍ⁣(⁣٣) السّقَّاء الفَلّاس أَحَدُ الأَئِمَّة المَشْهُورين، ماتَ سَنَة ٢٤٩.

  وساقِيَةُ مكى، وساقِيَةُ موسى، وساقِيَةُ أَبي شعرَةَ، وساقِيَةُ مَحْفوظٍ: قُرىً بمِصْرَ.

  [سكو]: وسَاكاهُ: أَهْمَلهُ الجوهريُّ وابن سِيدَه. وقال الأزهرِيُّ: أَي ضَيَّقَ عليه في المُطالَبَةِ؛ ونقلَهُ الصَّاغاني عن ابن الأعْرابي.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  سَكَا إذا صَغُر جسْمُه؛ نقلَهُ الأزهريُّ أَيْضاً.

  [سلو]: وسَلاهُ وعنه، كدَعاهُ ورَضِيَهُ⁣(⁣٤)، سَلْواً، بالفتْح، وسُلُوّاً، كعُلُوِّ، وسُلْوَاناً، بالضَّمِّ، وسُلِيّاً، كعُتِيِّ ويُكْسَرُ: نَسِيَهُ وذَهِلَ عن ذِكْرِه. وفي المَصادِرِ لَفٌّ ونَشْرٌ مرتَّبٌ وأَجْرى نُصيرُ بنُ أَبي نُصيرٍ بيتَ رُؤْبَة:

  لو أَشْرَبُ السُّلْوان ما سَلِيتُ ... ما بي غنىً عنك وإن غَنِيتُ⁣(⁣٥)

  فيمَا عَرَضَ على الأصْمعيّ فقالَ له الأصْمعيُّ: ما السُّلْوانُ؟ فقالَ: يقالُ إنَّه خَرَزَةٌ تُسْحَق ويُشْرَب ماؤُها فيُورِث شارِبَه سَلْوةً، فقالَ: اسكُتْ لا يَسْخَر بكَ هؤلاء، إنَّما هو مَصْدَرُ سَلَوْت، أَي لو أَشْرَب السُّلُوَّ شُرْباً ما سَلَوْتُ.

  وأَسْلاهُ عنه فَتَسَلَّى؛ والاسْمُ السَّلْوَةُ، ويُضَمُّ، والسُّلْوانَةُ، بالضَّمِّ: العَسَلُ، كالسَّلْوَى؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ لخالِدِ بنِ زُهَيْر الهُذَلي:

  وقاسَمَها بالله جَهْداً لأَنْتُمُ ... أَلَذُّ من السَّلْوى إذا ما نَشُورُها⁣(⁣٦)

  وقال الزجَّاجُ: اخْطَأَ خالِد إنَّما السَّلْوى طائِرٌ.

  وقال الفارِسيُّ: إنَّما سُمِّي العَسَل سَلْوى لأنَّه يُسْلِيك بحَلاوَتِه وتأَتِّيه عن غيرِه ممَّا يَلْحَقُك فيه مَؤُونَة الطَّبْخ وغيرِهِ مِن أَنْواعِ الصِّناعَةِ، يَرُدُّ بذلكَ على الزجَّاج.

  والسُّلْوانَةُ: خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ يُؤخِّذُ بها النِّساءُ الرِّجالَ؛ عن اللَّحْياني.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٥٥ برواية: «وعلا الخيل» والمثبت كاللسان، والصحاح.

(٢) الصحاح، واللسان ونسبهما لذي الرمة والأول فيه برواية:

واهبتا الكلى ... سقى فيهما ساقٍ ولما تبللا

ورواية الأصل كالصحاح ومذكورة أيضاً في اللسان.

(٣) في اللباب: «كثير».

(٤) وكرماه لغة فيه، ذكرها الشريشي في شرح المقامات، وهو غريب، ا ه. محشي (هامش القاموس).

(٥) ديوانه ص ٢٥ واللسان والتهذيب والصحاح، والأول في المقاييس ٣/ ٩٢.

(٦) شرح أشعار الهذليين ١/ ١٥٨ واللسان والتهذيب وعجزه في الصحاح.