تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هبرج]:

صفحة 512 - الجزء 3

  والهَوْبَجَةُ: بَطنٌ من الأَرض، قاله الأَزهريّ أَو المَوضِعُ المُطمئِنّ منها، أَي الأَرْضِ، أَو الأَرْضُ المرتفِعةُ فيها حَصًى. والهَوْبَجَةُ: مُنْتهَى الوادِي حيث تَدْفَع دَوافِعُه.

  [و]⁣(⁣١) أَصبْنا هَوْبَجة من رِمْث، إِذا كان [كثيراً]⁣(⁣٢) في بطن وادٍ.

  وقال النَّضْر: الهَوْبَجَةُ: أَن يُحْفَر في مَناقِعِ الماءِ ثِمادٌ يُسِيلونَ الماءَ إِليها فتمتلئُ فيَشْرَبونَ منها وتَعِينُ تِلْك الثِّمادُ إِذا جُعلَ فيها الماءُ. قال الأَزهريّ: ولما أَرادَ أَبو مُوسى حَفْرَ رَكَايَا الحَفَرِ⁣(⁣٣) قال: دُلُّوني على مَوْضِع بئرٍ تُقْطَعُ به هذه الفَلَاةُ ... قالوا: هَوْبَجَةٌ تُنْبِتُ الأَرْطَى بين فَلْجٍ وفُلَيجٍ فحَفَر الحَفَرَ، وهو حَفَرُ أَبي مُوسى، بينه وبين البَصْرَة خمسةُ أَميال⁣(⁣٤).

  والهَوْبَجَةُ بنُ بُجَيرٍ بنِ عامرٍ، من بني ضَبَّهَ، قُتِلَ يوم مُؤْتَةَ، فيُقال إِنّ جَسدَه فُقِدَ؛ كذا قاله البَلاذُرِيّ.

  والهَوابجُ: رِياضٌ باليَمامة، عن الحَفْصِيِّ، كذا في المعجم.

  وهَبَجَه، كمَنَعه، يَهْبِجُ هَبْجاً: ضَرَبَه ضَرْباً مُتتابعاً فيه رَخاوَةٌ. وقيل: الهَبْجُ: الضَّرْبُ بالخَشبِ كما يُهْبَجُ الكَلْبُ إِذا قُتِلَ. وهَبَجَه بالعَصا: ضَرَبَ منه حيثُ ما أَدرَكَ. وفي الصّحاح: هَبَجه بالعَصَا هَبْجاً، مثل حَبَجَه حَبْجاً: أَي ضَرَبه. والكلْبُ يُهْبَجُ: أَي يُقْتَل.

  والهَبَيَّجُ، بفتح الأَول والثاني والتحتيَّةُ مشدَّدَة: لُغة في الهَبَيَّخ بالخاءِ، وسيأْتي في محلّه إِن شاءَ الله تعالى.

  [هبرج]: الهَبْرَجُ: المَشْيُ السَّريعُ الخَفيفُ فيه اختلاطٌ.

  والهَبْرَجُ: المُخْتالُ الذَّيّالُ الطَّويلُ الذَّنَبِ؛ وهذا عن الأَصمعيّ والهَبْرَجُ: الرَّجلُ المُخَلِّط في مَشْيِه، وفي نُسخة: مِشْيَتِه. قال أَبو نَصر: سأَلت الأَصمعيَّ مَّرةً: أَيُّ شَيْءٍ هَبْرَجٌ؟ قال: يُخَلِّطٌ في مَشْيِه ... والهَبْرَجُ المُوَشَّى من الثِّياب، قال العَجّاج:

  يَتْبَعْنَ ذَيّالا مُوشًّى هَبْرَجَا

  الهَبْرَجُ والمُوَشَّى واحدٌ. والهَبْرَجُ: الضّخْمُ السَّمينُ من الرِّجال، ويُكْسَرُ في هذا. والهَبْرَجُ: الثَّوْرُ. وهو أَيضاً الظَّبْيُ المُسِنّ.

  والهَبْرَجَةُ: الوَشْيُ، والاختلاطُ في المَشْيِ⁣(⁣٥)، وقد تقدّم عن الأَصمعيّ ما يَشهد لذلك.

  والمُهَبْرَجُ، كمُسَرْهَدٍ، من الأَوْتار: الفاسِدُ المُختلِفُ المَتنِ، من التكملة.

  [هجج]: الهَجِيجُ: الأَجِيجُ، مثْل هَرَاقَ وأَرَاقَ. وقد هَجَّتِ النَّارُ تَهِجُّ هَجّاً وهَجِيجاً: إِذا اتَّقَدَتْ وسَمِعْتَ صَوْتَ اسْتِعارِها، وهَجَّجَها هو. وعن ابن دُريد: الهَجيجُ: الوَادِي العَميقُ كالإِهْجِيجِ، بالكسر. ورُوِيَ: وادٍ هَجِيجٌ وإِهْجِيجٌ: عَميقٌ، يمانِيَةٌ، فهو على هذا صِفةٌ. والجمعُ هُجّانٌ. قال بعضُهم: أَصابنَا مَطرٌ سالتْ منه الهُجّانُ.

  والهَجِيجُ: الأَرْضُ الطِّويلةُ، لأَنها تَسْتَهِجّ السّائِرَةَ أَي تَسْتَعْجِلُهم. والهَجِيج: الخَطُّ في الأَرضِ. قال كُرَاع: هو الخَطُّ يُخَطّ في الأَرضِ للكَهَانةِ، ج هُجّانٌ.

  وقولهم: رَكِبَ من أَمرِه هَجَاجِ، كقَطَامِ، ويُفْتَح آخِرُه، أَي رَكِبَ رَأْسَه، هكذا في سائر النُّسخ⁣(⁣٦)، وفي بعض الأُمّهات: رَأْيَه، أَي الَّذي لمْ يَتَروَّ فيه. وكذا رَكِبَ هَجَاجَيْه، تَثنِيةً. قال المُتَمرِّسُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الصُّحارِيّ:

  فَلَا يَدَعُ اللِّئامُ سَبيلَ غَيٍّ ... وقَدْ رَكِبُوا عَلَى لَوْمِي هَجَاجِ

  وعن الأَصمعيّ: من أَرادَ كَفَّ النَّاس عن شيْءِ قالَ:

  هَجاجَيْكَ وهَذَاذَيْكَ. وقال اللّحيانيّ: يقال للأَسَد والذِّئبِ وغيرِهما في التَّسْكين: هَجاجَيْك وهَذاذَيْكَ، على تقدير الاثْنَينِ، وقال غيرُه: هَجاجَيْكَ، هاهُنا وهاهُنا، أَي كُفَّ. وعن شَمِرٍ: النَّاسُ هَجاجَيْكَ، مثْل دَوالَيْكَ وحَوالَيْكَ: أَراد أَنه مِثْلُه في التَّثنِية لا في المعنَى؛ وقد أَخطأَ أَبو الهيثم⁣(⁣٧).


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) عن التهذيب واللسان، وبالأصل «الجفر» وضبطت في التهذيب بإسكان الفاء، ثم ذكرها محركة، وما أثبت ضبط اللسان والتكملة.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله خمسة أميال، بهامش اللسان نقلاً عن ياقوت خمس ليال» وفي التهذيب: خمس ليالٍ.

(٤) عن اللسان والتكملة، وبالأصل: أبو منصور.

(٥) في القاموس: اختلاط المشي.

(٦) مثله في التهذيب واللسان والتكملة والصحاح. وفي المجمل: ركب فلان هجاج على فعالِ أي العمياء المظلمة.

(٧) وقول أبي الهيثم كما في التهذيب: «قول شمر: الناس هجاجيك في