تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صهتم]:

صفحة 422 - الجزء 17

  [صهم]: الصِّهْميم⁣(⁣١)، بالكَسْرِ: السَّيِّدُ الشَّريفُ مِن النَّاسِ، ومِن الإِبِلِ: الكَرِيمُ.

  وِقيلَ: هو الجَمَلُ الذي لا يَرْغُو.

  وقيلَ: هو الغَلِيظُ الشَّديدُ.

  وِقيلَ: هو الشَّديدُ النفْسِ المُمْتنعُ السَّيِّئُ الخُلُقِ منه.

  وسُئِلَ رجُلٌ مِن أَهْلِ البادِيَةِ عن الصِّهْمِيم فقالَ: هو الذي يَزُمُّ بأَنْفِهِ ويَحْبِطُ⁣(⁣٢) بيدَيْه ويَرْكُض برِجْلَيْه، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:

  وِقَرَّبُوا كلَّ صِهْميمٍ مَناكِبهُ ... إِذا تَدَاكأَ منه دَفْعُه شَنَفا

  وِالصِّهْميمُ مَنْ لا يُثْنَى عن مُرادِهِ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. وهوَ الشُّجاعُ الذي يَرْكَبُ رأسَه لا يَثْنِيه شيءٌ عمَّا يُريدُ ويَهْوَى.

  وِالصِّهْميمُ: الخالِصُ في الخَيْرِ والشَّرِّ، مِثْلُ الصَّمِيم.

  وقالَ الجَوْهرِيُّ: والهاءُ عنْدِي زائِدَةٌ.

  قالَ: وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ في الجَيْشِ، وفي نسخةٍ: للجَيْشِ، وهو غَلَطٌ، والصَّحيحُ للمُخَيِّس:

  إِنَّ تَمِيماً خُلِقَتْ مَلْموماً ... مثلَ الصَّفا لا تَشْتَكي الكُلومَا

  قَوْماً تَرى واحِدَهم صِهْمِيما ... لا راحِمَ الناسِ ولا مَرْحوما⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ بَرِّي: صوابُه أَنْ يقولَ: وأَنْشَدَ أَبو عبيدَةَ للمُخَيِّس الأَعْرَجيِّ، قالَ: كذا قالَ أَبو عبيدَةَ في كتابِ المجازِ في سورَةِ الفرْقانِ عنْدَ قوْلِهِ تعالَى: {وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً}⁣(⁣٤).

  قالَ: وهذا الرّجزُ في رجزِ رُؤْبَة أَيْضاً.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وهو المَشْهورُ. ا ه.

  قلْتُ: وقالَ أَبو عُثمان المازِنيُّ: سأَلَني الأَصْمَعيّ عن قوْلِ رُؤْبَة:

  إنَّ تَمِيماً خُلِقَتْ مَلْموماً

  قالَ: خُلِقَتْ، ثم قالَ: مَلْموماً، فأَنَّثَ وذَكَّر. فقلْتُ: أَرادَ خُلِقَت خَلْقاً مَلْموماً، فقالَ: أَجَدْت.

  وِالصِّهْميمُ: حُلْوانُ الكاهِنِ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  وِتَصَهْمَمَ: عَمِلَ عَمَلَ الصِّهْمِيمِ، أَي السَّيِّد.

  وِرجُلٌ صِيَهْمٌ، كقِمَطْرٍ وجِرْدَحْلٍ، أَي غَليظٌ ضَخْمٌ شَديدٌ جَيِّدٌ البَضْعةِ، قالَ ابن أَحْمر:

  وِمَلَّ صِيَهْمٌ ذُو كَرادِيسَ لم يَكُنْ ... أَلُوفاً ولا صَبَّا خِلاف الرَّكائِبِ⁣(⁣٥)

  أَو رَفَّاعٌ لرأْسِه، وهي بهاءٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الصِّهْيَمُ، كدِرْهَم الشَّديدُ، قالَ:

  فغَدا على الرُّكْبان غيرَ مُهَلِّلٍ ... بِهراوةٍ شَكِسُ الخَلِيقةِ صَهْيَمُ⁣(⁣٦)

  وِالصِّيَهْمُ، كقِمَطْرٍ: القَصيرُ، مَثَّلَ به سِيْبَوَيْه، وفَسَّرَه السِّيرافيُّ. وكُلُّ صُلْبٍ شَديدٍ صِيَهْمٌ وصِيَمٌّ وكأَنَّ الصِّهْمِيمَ منه، قالَ مُزاحِمٌ:

  حتى اتَّقَيْتَ صِيَهْماً لا تُوَرِّعُه ... مِثْلَ اتِّقاءِ القَعُودِ القَرْمَ بالذَّنَبِ⁣(⁣٧)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [صهتم]: رَجُلٌ صَهْتمٌ: شَديدٌ عسِرٌ لا يرتَدُّ وجْهُه، ذَكَرَه الأزْهرِي في الرُّباعي عن ابنِ السِّكِّيت.

  قالَ: وهو مثْلُ الصِّهْميم، وهكذا أَنْشَدَ قَوْلَ الشاعِرِ:

  بِهِراوةٍ شَكِس الخَلِيقةِ صَهْتَم

  قلْتُ: ووَزَنَه أَبو حيَّان بفَهْعَل، وجَعَلَ الهاءَ زائِدَةً، وقد أَشَرْنا إليه في «ص ت م».


(١) في القاموس: الصِّهْميمُ: كقِنْديلٍ.

(٢) في اللسان: ويخبط.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) الفرقان الآية ١١.

(٥) التكملة واللسان والتهذيب.

(٦) اللسان وفي التكملة «صهتم» برواية:

بهراوة سلس الخليفة صهتم

(٧) اللسان والتكملة.