تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غطو]:

صفحة 21 - الجزء 20

  حُكِي أَنَّه صاحَ: يا بَنِي قَيْلَةَ، فجاءَ الأنْصارُ يُهْرَعُونَ عليه قالوا: ما دَهاكَ؟ قالَ: قُلْتُ: بيتاً خَشِيتُ أَن أَموتَ فيَدَّعِيَه غَيْري، قالوا: هاتِهْ، فأَنْشدَه.

  والشيءُ مَغْطِيٌّ، كمَرْمِيٍّ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِي:

  أَنا ابنُ كِلابٍ وابنُ أَوْسٍ فمَنْ يَكُنْ ... قِناعُه مَغْطِيَّا فإني مُجْتَلي⁣(⁣١)

  كأَغْطاهُ وغَطَّاهُ، بالتَّشْديدِ، واغْتَطَى وتَغَطَّى بمعْنًى واحِدٍ، قالَ رُؤْبة:

  عليه من أكْنافِ قيظ يَغْتَطِي ... شَبكٌ من الآل كَشَبْكِ المُشَّطِ⁣(⁣٢)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  غَطَاهُ الشَّبابُ غَطْياً وغُطِيًّا: أَلْبَسَهُ، كغَطَّاهُ.

  والغاطِيَةُ: الدالِيَةُ من الكَرْم لِسُمُوِّها وبُسُوقِها وانْتِشارِها، ومنه قَولُ الشاعرِ:

  ومِن تَعاجِيبِ خَلْقِ اللهِ غَاطِيَةٌ ... يُعْصَرُ منها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ

  وفعَلَ به ما غَطاهُ: أَي ساءَهُ، كذا في المُحْكم.

  ومَرَّ للمصنِّفِ هذا المَعْنى في عظي، فلعلَّهما لُغتانِ، أَو هذا تَصْحيفٌ منه.

  ويقُولونَ: اللهمَّ أَغْطِ على قَلْبِه: أَي أَغْشِ.

  وهو مَغْطِيُّ القِناع: إذا كانَ خامِلَ الذِّكْرِ.

  وماءٌ غاطٍ: كثيرٌ، وقد غَطَى يَغْطِي.

  وغَطَيانُ البَحْرِ: فَيضانَه، زِنَةً ومَعْنًى، نقلَهُ السّهيلي في الرَّوْضِ.

  [غطو]: وغَطَا اللَّيْلُ يَغْطُو غَطْواً، بالفَتْح، وغُطُوًّا، كسُمُوٍّ: أَظْلَمَ، وقيلَ: ارْتَفَعَ وغَشَّى كلَّ شيءٍ وأَلْبَسَهُ، فهو غاطٍ. وغَطَا الماءُ: ارْتَفَع، واويَّةٌ يائيَّةٌ.

  وقالَ الجَوْهرِي: وكلُّ شيءٍ ارْتَفَع وطالَ على شيءٍ فقد غَطَا عليه، وأَنْشَدَ لساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّة:

  كذَوائِبِ الحَفا الرَّطِيبِ غَطا به ... غَيْلٌ ومَدَّ بجَانِبَيه الطُّحْلُبُ⁣(⁣٣)

  وغَطا الشَّيءَ غَطْواً: وَارَاهُ⁣(⁣٤) وسَتَرَهُ، كغَطَّاهُ، واويَّةٌ يائيَّةٌ، وقد تَغطَّى.

  والغِطاءُ، ككِساءٍ: ما يُغَطَّى به.

  وفي الصَّحاح: ما تغَطَّيْتَ به.

  وفي المُحْكم: ما تغَطَّى به أَو غَطَّى به غَيْره.

  وقال الراغِبُ: هو ما يُجْعَلُ فَوْق الشيءِ من طَبقٍ ونحوِه، كما أنَّ الغِشاءَ ما يُجْعَلُ فَوْقَ الشيءِ من لِباسٍ ونحوِهِ، وقد اسْتُعِيرَ للجهالةِ، ومنه قولُه ø: {فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}⁣(⁣٥).

  وفي المِصْباح: الغِطاءُ السّتْرُ، والجمْعُ أَغْطِيَةٌ.

  والغِطايَةُ، بالكَسْر: ما تَغَطَّتْ به المرأَةُ من حَشْوِ الثِّيابِ تحْتَ ثِيابِها كغِلالَةٍ ونحوِها، قُلِبَتِ الواوُ فيها ياءً طَلَبَ الخفَّةِ مع قُرْبِ الكسْرَةِ.

  وأَغْطَى الكَرْمُ: جَرَى فيه الماءُ وزادَ ونَمَا.

  وإِنَّهُ لَذُو غَطَوانٍ، محرَّكةً: أَي ذُو مَنَعَةٍ وكَثْرَةٍ.

  [غفو]: والغَفْوُ والغَفْوَةُ والغَفْيَةُ، بالياءِ: الزُّبْيَةُ للصّائِدِ، الأوّلانِ عن اللّحْياني، والغَفْيَةُ يَذْكرُها المصنَّفُ فيمَا بَعْد.

  وغَفَا غَفْواً، بالفَتْح، وغُفُوًّا، كسُمُوٍّ: نامَ نَوْمةً خَفِيفَةً، أَو نَعَسَ كأَغْفَى.

  قالَ ابنُ السِّكّيت: لا يقالُ غَفَوْتُ، نقلَهُ الجَوْهرِي.


(١) اللسان والصحاح وفيه: «... فإني لمجتلي» كالتهذيب.

(٢) ديوانه ص ٨٣ والتكملة.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ١٧٥ برواية: «كذوائب الحفأ ..» واللسان والصحاح وفيهما: «الحفأ ... عبلُ».

(٤) في القاموس: «داراه».

(٥) سورة ق، الآية ٢٢.