تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طحر]:

صفحة 137 - الجزء 7

  تشْبيهاً بما عَلَا الأَلبانَ من الدَّسَمِ، وبه فُسِّر ما أَنشده⁣(⁣١) ابنِ الأَعرابيّ من قوله:

  أَصْدَرَهَا عن طَثْرَةِ الدَّآثِي ... صاحِبُ لَيْل خَرِشُ التَّبْعَاثِ

  وقيل: الطَّثْرَةُ: الماءُ الغَلِيظُ، قال الراجِز:

  أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِلُ المَشِيَّا ... مَاءً مِنَ الطَّثْرَةِ أَحْوَذِيَّا

  والطَّثْرَةُ: سَعَةُ العَيْشِ، قال أَو زيد: يُقَال: إِنهم لفِي طَثْرَةِ عَيْشٍ، إِذا كان خَيْرُهم كَثِيراً، وقال مَرَّةً: إِنّهم لَفِي طَثْرَةٍ، أَي في كَثْرَةٍ من اللَّبَنِ والسّمْنِ والأَقط، وأَنشدَ:

  إِنّ السِّلاءَ الذي تَرْجِينَ طَثْرَتَه ... قَدْ بِعْتُه بأُمورٍ ذَاتِ تَبْغِيلِ

  والطَّثْرَةُ: صُوفُ الغَنَمِ وسَمْنُهَا نقله الصاغانيّ.

  والطَّيْثَارُ: الأَسَدُ لا يُبَالِي على ما أَغارَ.

  والطَّيْثَارُ: البَعُوضُ، كالطَّثْيَارِ، بتَقْدِيمِ المُثَلّثَةِ على الياءِ، قاله بنُ دُرَيْد⁣(⁣٢).

  وطَثْرٌ، بالفَتح بَطْنٌ من الأَزْدِ، وفي الصّحاح: وبَنُو طَثْرَةَ: حيّ⁣(⁣٣).

  وطَثَرِيَّةُ، مُحَرَّكة⁣(⁣٤): أُمّ يَزِيدَ بنِ سَلَمَةَ بنِ سَمُرَةَ بنِ سَلَمَة الخَيْرِ، أَبو المَكْشوح ابْن الطَّثَرِيّةِ الشّاعِر القُشَيْرِيّ المشهورُ في خِلافةِ مُعَاوِيَةَ، ¥، وقيل: لأَنّ أُمّه كانَت مُولَعَةً بإِخْرَاجٍ زُبْدِ اللَّبنَ، وقيل: بل هي من بنِي طَثْرِ بنِ عَنْز⁣(⁣٥) بن وائِل، قُتِلَ مع الوَلِيدِ بنِ يَزِيدَ بنِ عبدِ المَلِك في حُرُوب كانَت سنَةَ ١٢٦ باليمامة.

  وأَطْثَرُوا وأَكْثَرُوا بمعنًى.

  وطَيْثَرَةُ: اسْمٌ.

  * ومما يستدرك عليه: المُطَثَّر، كمُعَظَّمٍ، مثل المُثَجَّج، وذلك إِذا عَلَا اللَّبَنُ من الخُثُورَةِ والدّسُومَة رأْسَه، قاله الأَصمعيّ.

  ولَبَنٌ طاثِرٌ: خاثِرٌ.

  والطَّثْرُ: الخَيْرُ الكثيرُ، قيل: وبه سُمِّي ابنُ الطَّثَرِيَّة.

  ورَجُلٌ طَيْثَارَةٌ: لا يُبَالِي على من أَقْدَم، وكذلك الأَسدُ.

  والطِّثَارُ: البَقُّ، واحدها طَثْرَةٌ.

  وطَثْرَةُ: وادٍ لأَسَد.

  [طحر]: طَحَرَت العَيْنُ قَذَاهَا كمنَعَ تَطْحَرُه طَحْراً: رَمَتْ بِهِ، قال زُهَيْرٌ:

  بمُقْلَةٍ لا تَغَرُّ صادِقَةٍ ... يَطْحَرُ عَنْهَا القَذاةَ حاجِبُها

  قال ابن بَرِّيّ: لا تَغَرّ، أَي لا تَلْحَقُها غِرَّةٌ في نَظَرِهَا، أَي هي صادِقَةُ النَّظَرِ. وقوله: «يطْحَر» إِلى آخرِه، أَي حاجِبُها مُشْرِفٌ على عَيْنِها، فلا يَصِلُ إِليها قَذاةٌ، فهي طَحُورَةٌ وطَحُورٌ، قال طَرَفَةُ:

  طَحُورَانِ عُوّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَا ... كمَكْحُولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ

  والطَّحْرُ: الجِمَاعُ، وقد طَحَرَ المَرْأَةَ: جامَعَها، وقيل: هو نَوْعٌ من الجِمَاعِ.

  وطَحَرَ الحَجّامُ: استأْصَلَ القُلْفَةَ في الخِتَانِ، كأَطْحَرَ، كذا في المُحْكم، وقال الأَصمَعِيّ: خَتَنَ الخاتِنُ الصَّبِيَّ فأَطْحَرَ قُلْفَتَه، إِذا استأْصَلَها، قال: وقال أَبو زَيْد: اخْتِنْ هذا الغُلامَ ولا تُطْحِرْ، أَي لَا تَستَأْصِلْ.

  وقال أَبو زَيْدٍ أَيضاً: يقال: طَحَرَهُ طَحْراً، وهو أَن يَبْلُغَ بالشَّيْءِ أَقْصَاه.

  وفي الأَساس: وأَطْحَرَ الحَجَّامُ الخِتَانَ، وأَسْحَتَه: استَأْصَلَه، وخَتَنَه الخاتِنُ فلم يُغْذِفْ ولم يُطْحِرُ، أَي لم يُبْقَ شَيْئاً من جِلْدٍ، ولم يستأْصلْ، بل وَسَطاً⁣(⁣٦).

  والطَّحِيرُ، كأَمِيرٍ، هكذا في سائِر النُّسَخ، ومثله في الصّحاحِ، وفي المُحْكَم: الطَّحْرُ والطُّحَارُ بالضَّمّ: نوعٌ


(١) بالأصل «وبه فُسِّر قول ابن الأعرابي» وما أثبت عن اللسان.

(٢) الجمهرة ٣/ ٣٩٠.

(٣) لم ترد في الصحاح.

(٤) ضبطت في الصحاح واللسان والشعر والشعراء باسكان الثاء المثلثة.

(٥) عن الشعر والشعراء لابن قتيبة ص ٢٥٥ وبالأصل: «غز».

(٦) الأساس: بل وسطاً بين ذلك.