تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ملز]:

صفحة 152 - الجزء 8

  والمَعَزُ، مُحَرَّكَةً: الصَّلَابَةُ؛ يقال: مَكَانٌ أَمْعَزُ، وأَرْضٌ مَعْزَاءُ، أَي حَزْنَةٌ ذاتُ حِجارَة. وهو مَجَازٌ.

  ج مُعْزٌ - بالضَّمِّ - وأَمَاعِزُ، ومَعْزَاوَاتٌ، فأَمّا مُعْزٌ فعلى تَوَهُّمِ الصِّفَة، قال طَرَفَةُ:

  جَمَادٌ بهَا البَسْبَاسُ يُرْهِصُ مُعْزُهَا ... بَنَاتِ المَخَاض والصَّلَاقِمَةَ الحُمْرَا

  وأَمَّا أَمَاعِزُ؛ فلأَنَّه قد غَلَبَ عليه الاسْمُ. ومَعْزاواتٌ جَمْعُ مَعْزَاءَ.

  وقال أَبو عُبَيْدٍ في المُصَنَّف: الأَمْعَزُ والمَعْزاءُ: المَكَانُ الكَثِيرُ الحَصَى الصُّلْبُ، حَكَى ذلك في باب الأَرْضِ الغَلِيظةِ، وقال في باب فَعْلاءَ، المَعْزَاءُ: الحَصَى الصِّغَارُ، فعَبَّر عن الوَاحِدِ الذي هو المَعْزَاءُ بالحَصَى الذي هو الجَمْع.

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: المَعْزَاءُ: الصَّحْرَاءُ فيها إِشرافٌ وغِلَظٌ، وهو طِينٌ وحَصًى مُخْتَلِطَان، غير أَنَّهَا أَرْضٌ صُلْبَةٌ غَلِيظَةُ المَوْطِئِ.

  ويقال: مَا أَمْعَزَه مِن رَجُلٍ، أَي ما أَشَدَّه وأَصْلَبَه، قالَه اللَّيْثُ، وهو مَجَازٌ.

  وتَمَعَّزَ الوَجْهُ: تَقَبَّضَ، نقَلَه الصاغانيُّ، إِنْ لم يكن تَصْحِيفاً عن تَمَعَّرَ، بالرّاءِ، أَو تَمَغَّرَ، بالغَيْن.

  وتَمَعَّزَ البَعِيرُ، إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه، نقلَه الصاغانيُّ أَيضاً.

  ومَعِزَ الرَّجلُ، كفَرِحَ: كَثُرَتْ مِعْزَاه، كأَمْعَزَ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: اسْتَمْعَزَ الرجُلُ، إِذا جَدَّ في الأَمْرِ⁣(⁣١).

  وعبدُ الله بنُ مُعَيْزٍ السَّعْدِيُّ كزُبَيْرٍ: تابِعِيٌّ، رَوَى عن ابنِ مَسْعُودٍ، وعنه أَبو وَائِلٍ.

  ورجُلٌ مُمَعَّزٌ، كمُعَظَّمٍ: صُلْبُ الجِلْدِ خِلْقَةً.

  ويقال: مَعَزْتُ المِعْزَى - كمَنَعَ - وضَأَنْتُ الضَّأْنَ، أَي عَزَلْتُ هذِه من هذِه، ونقَلَه المصنِّفُ في البَصَائِر عن ابن عَبّاد.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الماعِزُ من الظِّباءِ⁣(⁣٢): «خِلافُ الضَّائِنِ⁣(⁣٣)؛» لأَنهما نَوْعَانِ.

  وأَمْعَزَ القَومُ: صارُوا في الأَمْعَزِ.

  وقال الأَصْمَعِيُّ: عِظَامُ الرَّمْلِ ضَوَائِنُه⁣(⁣٤)، ولِطَافُه مَوَاعِزُه، وهو مَجَازٌ.

  والمَعِزُ - ككَتِفٍ - والمَاعِزُ: الجَادُّ في أَمْرِه.

  ورجُلٌ مَعِزٌ: مَعْصُوبُ الخَلْقِ.

  ورُوِيَ حديثُ عُمَرَ: «تَمَعْزَزُوا واخْشَوْشِنُوا»، أَي كُونُوا أَشِدَّاءَ صُبُراً؛ من المَعَز وهو الشِّدَّةُ، وقيل: الميمُ زائدةٌ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ.

  وما أَمْعَزَ رَأْيَه، إِذا كان صُلْبَ الرَّأْيِ.

  واسْتَمْعَزَ في رَأْيِه: صَلُبَ وجَدَّ.

  وأَبو مَاعِزٍ: كُنْيَةُ رَجُلٍ.

  وَعَلْقَمَةُ بنُ مَاعِزٍ: رجُلٌ، قال الشَّاعِر:

  وَيْحَكَ يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ ... هل لكَ في اللَّوَاقِحِ الحَرَائِزِ

  [ملز]: مَلَزَ به وامَّلَزَ ظاهِرُه أَنه كأَكْرَمَ، وقد ضَبَطَه الصاغانيُّ وغيره بتَشديدِ المِيمِ، وقالُوا: هو لغةٌ في امَّلَسَ - وتَمَلَّزَ، مَلْزاً وامِّلَازاً وتَمَلُّزاً: ذَهَبَ به.

  ويُقَال مَلَزَ عنه وامَّلَزَ عنه، إِذا تَأَخَّرَ.

  ومَلَّزَه تَمْلِيزاً: خَلَّصَه، كمَلَّسَه، فتَملَّزَ هو، أَي تَخَلَّصَ، ويقال: ما كِدْتُ أَتَمَلَّصُ من فلانٍ ولا أَتَمَلَّزُ منه، أَي لا أَتَخَلَّصُ⁣(⁣٥).

  وامْتَلَزَه: انْتَزَعَه واخْتَطَفه، كامْتَلَسَه.

  وانْمَلَزَ منه وامَّلَزَ: انْمَلَسَ وأَفْلَتَ، نقلَه الجوهريُّ عن ابنِ السِّكِّيت.

  والمَلِزُ، ككَتِفٍ: العَضِلُ من الرِّجَال، نقلَه الصّاغَانيُّ.


(١) الجمهرة ٣/ ٨.

(٢) بالأصل: «الضباب» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله الضباب الصواب الظباء كما في اللسان» وهو ما أثبتاه.

(٣) عن اللسان وبالأصل «الضاني».

(٤) عن التهذيب وبالأصل «ضوانيه».

(٥) في اللسان: «أي أتخلص».