تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رشش]:

صفحة 120 - الجزء 9

  [رشش]: الرَّشُّ: نَفْضُ الماءِ والدَّمِ والدَّمْعِ، وقَدْ رَشَشْتُ المَكَانَ رَشّا.

  ورَشَّه بالماءِ: نَضَحَهُ، كالتَّرْشاشِ، بالفَتْح، قالَ ابنُ هَرْمَةَ:

  حَتّى أَناخَ بِهِم قَصْراً بِذِي أُنُفٍ ... بَاتَتْ عَلَيْهِ سَمَاءٌ ذاتُ تَرْشَاشِ

  والرَّشُّ: المَطَرُ القَلِيلُ، يقال: أَصابَنَا رَشُّ من مَطَرٍ، أَيْ قَلِيلٌ مِنْهُ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيُّ: الرَّشُّ: أَوَّلُ المَطَرِ، ج رِشاش، بالكَسْرِ.

  والرَّشُ: الضَّرْبُ المُوجِعُ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.

  والرَّشَاشُ، كسَحَابٍ: ما تَرَشَّش من الدَّمِ والدَّمْعِ ونَحْوِه.

  ومِن المَجَازِ: مَنْ لَمْ يَدْخُلُ في الشَّرِّ أَصابَهُ مِنْ رَشَاشِه، وكَذَا قَوْلُهم: ما نِلْنَا⁣(⁣١) منك إلاّ الرَّشَاشَ.

  والرَّشْرَاشُ، بالفَتْح: الرَّخْوُ مِنَ العِظَامِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  والرَّشْرَاشُ: السَّمِينُ من الشِّوَاءِ، يُقَالُ: شِوَاءٌ رَشْرَاشٌ، أَيْ خَضَلٌ نَدٍ، يَقْطُر ماؤُه، وقِيل: يَقْطُرُ دَسَمُهُ، عن أَبي سَعِيدٍ.

  والرَّشْراشُ: اليابِسُ الرِّخْوُ مِنَ الخُبْزِ، كالرَّشْرَشِ، كجَعْفَرٍ، عن ابنِ دُرَيْد. ويُقَال: خُبْزَةٌ رَشْرَشَةٌ، ورَشْرَاشَةٌ: رِخْوَةٌ يَابِسَةٌ، عن ابن دُرَيْد.

  وأَرَشَّتِ السَّمَاءُ، كرَشَّتْ، جَاءَتْ بالرَّشِّ، كما في الصّحاح، أَوْ أَمْطَرَتْ، كمَا في الأَسَاسِ⁣(⁣٢).

  وأَرَشَّتِ الطَّعْنَةُ فهي مُرِشَّةٌ: اتَّسَعَتْ فتَفَرَّقَ دَمُهَا، قال أَبو كَبِيرٍ يَصِفُ طَعْنَةً تُرِشُّ الدَّمَ:

  مُسْتَنَّةٍ سَنَنَ الفُلُوِّ⁣(⁣٣) مُرِشَّةٍ ... تَنْفِي التُّرَابَ بِقَاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ

  وأَرَشَّ الفَرَسَ: عَرَّقَهُ بالرَّكْضِ، قال أَبو دُوَادِ يَصِفُ فَرَساً:

  طَوَاهُ القَنِيصُ وتَعْدَاؤُهُ ... وإِرْشَاشُ عِطْفَيْهِ حتى شَسَبْ

  أَرادَ تَعْرِيقَه إِيّاه حَتَّى ضَمُرَ، لِمَا سَالَ من عَرَقِه بالحِنَاذِ، واشْتَدّ لَحْمُه بَعْدَ رَهَلِه.

  وعن ابنِ عَبّادٍ: أَرَشَّ الفَصِيلَ إرْشَاشاً: حَكَّ ذَنَبَهُ لِيَرْتَضِعَ، فاسْتَرَشَّ هُوَ للرَّضَاعِ، أَيْ مَدَّ عُنُقَهُ بَيْنَ فَخِذَيْ أُمِّهِ، وفي التَّكْمِلَة: أَرْشَشْتُ البَعِيرَ مِثْلُ أَرْشَيْتُه.

  وعن ابنِ دُرَيْدٍ: الرَّشْرَشَةُ: الرَّخَاوَةُ⁣(⁣٤): وقال غَيْرُه: الرَّشْرَشَةُ: الإِطَافَةُ بمَنْ تَخَافُهُ، كالزَّحْزَحَةِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  أَرْضٌ مَرْشُوشَةٌ: أَصَابَهَا الرَّشُّ.

  وتَرَشْرَشَ: سالَ.

  وشِوَاءٌ مُرِشُّ، كرَشْرَاشٍ. وقَدْ تَرَشْرَشَ.

  ورَشَّ الحائكُ النَّسْجَ بالمِرَشَّةِ، وهِيَ ما يُرَشُّ بِها، عن ابنِ عَبّادٍ.

  ورَشْرَشَ البَعِيرُ: بَرَكَ ثُمَّ فَحَصَ⁣(⁣٥) بصَدْرِه في الأَرْضِ ليَتَمَكَّنَ.

  ورَشَّهُ: غَسَلَه، نَقَلَه شَيْخُنَا عَنْ شُرُوحِ المُوَطَّإِ.

  [رعش]: رَعَشَ، كفَرِحَ، ومَنَعَ، وعَلَى الأَوّل اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وأَئمَّةُ اللُّغَة، رَعَشاً، مُحَرَّكَةً، ورَعْشاً، بالفَتْح: أَخَذَتْهُ الرِّعْدَةُ. وأَرْعَشَهُ الله تَعالَى.

  ويُقَال: نَاقَةٌ رَعُوشٌ، مِثْلُ رَعُوسٍ، كصَبُورٍ، لِلَّتِي يَرْجُفُ رأْسُهَا كِبَراً، كما في الصّحاحِ، أَو نَشاطاً، كَمَا مَرَّ له في السِّين.

  والرَّعِشُ، ككَتِفٍ، والرِّعْشِيشُ، بالكَسْرِ: الجَبَانُ، وهُوَ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وكذا الخ عبارة الأساس: ونقول: قد ألح بنا العطاش وما لنا الخ وهي من سجعاته».

(٢) كذا والمعنى لم يرد في الأساس، وعبارته: ورشت السماء وأرشّت. وأصابنا رش من مطر.

(٣) بالأصل «الغلو» خطأ وما أثبت عن هامش اللسان «دار المعارف» والفلو بفاء مفتوحة أو مضمومة، وهو الجحش والمهر فطما أو بلغا السنة.

(٤) الجمهرة ٣/ ١٩١.

(٥) عن اللسان وبالأصل «نهض».