تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رضد]:

صفحة 458 - الجزء 4

  [رضد]: رَضَدَ المَتَاعَ، أَهمله الجوهريّ، وفي نوادر الأعراب: رَضَدَ المَتَاعَ إِذا رَثَدَهُ فارتَضَدَ كرَضَمه فارْتَضم.

  نقله الأَزهريّ، والصاغانيّ.

  [رعد]: الرَّعْدُ: صَوْتٌ يُسمَع من السَّحابِ، كما زَعمه أَهلُ البادية، هكذا قاله الأَخفش.

  قلت: وهو يَمِيل إِلى قَوْل الحُكماءِ.

  أَو الرَّعْدُ: اسمُ مَلَكٍ يَسُوقُه كما يَسوقُ الحادِي الإِبِلَ بِحُدائِهِ، قاله ابن عباس. ومثلَه قال الزجَّاج، قال: وجائزٌ أَن يكون صَرْتُ الرَّعد تَسبيحَه، لأن صَوْت الرَّعدِ من عظيم الأَشياءِ.

  وسُئل وَهب بن مُنَبّه عن الرَّعد فقال: الله أعلم. قالوا: وذِكْرُ الملائكة بعد الرَّعْد في قوله ø. {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ}⁣(⁣١) يدل على أن الرَّعْدَ ليس بملَك. وقال الذين قالوا الرَّعْدُ مَلَكٌ: ذُكِرَ الملائكةُ بعد الرَّعد، وهو من الملائكة، كما يُذْكَر الجِنْسُ بعد النَّوع.

  وسُئل عليٌّ، ¥، عن الرَّعد فقال: مَلَكٌ، وعن البرق فقال: مَخَارِيقُ بأَيدي الملائكةِ، من حَدِيد، وقد رَعَدَ كمَنَعَ ونَصَر يَرْعَد، ويَرْعُد، الأُولى عن الفرّاءِ، ورَعَدَت السَّمَاءُ تَرْعُد وتَرْعَد رَعْداً ورُعُوداً وأَرْعَدَت: صَوَّتَت للإِمطار.

  وفي المثل: «رُبَّ صَلَف تَحْتَ الرَّاعِدَةِ» وفي «النهاية في مادة: صلف - أَنه حديثٌ ولفظُه: «كم منْ صَلَف تَحْتَ الرَّاعِدَةِ» يُضْرَب لمِكْثَارٍ، أي الذي يُكْثِر الكلامَ ولا خَيرَ عِنْدَهُ. وذَكَرَه ابنُ سيده هكذا، وأَغفلَه الأَكثرون. وفي النِّهاية: يُضْرَب لمَن يُكثِر قَوْلَ ما لمْ يَفْعَل، أَي تحتَ سَحابٍ تَرْعُدُ ولا تُمْطِر⁣(⁣٢). وهو مَجاز، كما في الأَساس.

  ومن المجاز: رَعَدَ زَيْدٌ وبَرَقَ: تَهدَّدَ، قال ابنُ أَحمَرَ:

  يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عَليْك بلادُنا

  وطِلَابُنا فابرُقْ بأَرضكَ وارْعُدِ

  وعن الأَصمعيّ: يقال: رَعَدَت السَّماءُ وبَرَقَتْ، ورَعَدَ له وبَرَق له، إِذا أَوْعَدَه. ولا يُجيز أَرْعَدَ ولا أَبْرَق، في الوعيد، ولا في السماءِ.

  وقال الفرّاءُ: رَعَدَت السّمَاءُ وبَرَقت رَعْداً، ورُعُوداً، وبَرْقاً وبُرُوقاً، بغير أَلف.

  وفي حَديث أَبي⁣(⁣٣) مُليكة: «إِنَّ أُمَّنا ماتتْ حِين رَعَدَ الإِسلامُ وبَرَقَ»، أَي حين جاءَ بوَعِيده وتَهدُّدِه.

  ومن المجاز: رعَدَتْ لي هي، أَي المرأَة، وبَرَقت، إِذا تحَسَّنتْ وتَزيَّنتْ وتَعَرَّضتْ، كأَرْعَدَتْ.

  ومن المَجَاز: رَعَدَ لي بالقَوْل يَرْعُد رَعْداً، وأَرْعَدَ: أَوْعَدَ، أَو تَهَدَّدَ، وكان أَبو عبيدة يقول: رَعَدَ وأَرْعدَ وبَرَقَ وأَبْرَقَ، بمعنىً واحد، ويَحْتجُّ بقول الكُمَيْت:

  أَرْعِدْ وأَبْرِقْ يا يَزي

  دُ فما وَعيدُك لي بضائرْ

  ولم يكنْ الأَصمعيُّ يَحتجُّ بقول الكُميت.

  ويقال للسماءِ المُنتظرة، إِذا كثُرَ الرَّعْدُ والبَرْق قبل المَطر: قد أَرْعَدَتْ وأَبْرَقَتْ. ويقال في ذلك كلّه. رَعَدَتْ وَبَرَقتْ.

  وأَرْعَدَ: أصابَهُ رَعْدٌ، قاله اللِّحْيَانيُّ. ويقال أَرْعَدَ، إِذا سمع الرَّعْدَ. ورُعِدَ، مَبنيًّا للمفعول: أصابه الرَّعْدُ.

  وتقول: أَرْعَدَه ف ارْتعَدَ، أَي اضْطرَبَ، والاسم:

  الرَّعْدَة، بالكسر ويفتح، وهي النافض تكون من الفزع وغيره. وقد أُرْعِدَ بالضمّ، أَي مبنيًّا للمفعول⁣(⁣٤)، فارْتعَد وتَرَعْدَدَ: أخذَتْهُ الرِّعْدَة، وأُرعِدَت فَرَائصُه عند الفَزَع.

  ومن المجاز، عن ابن الأَعرابيِّ: كَثيبٌ مُرْعَدٌ أَي مُنْهالٌ. وقد أُرْعِدَ مبنيًّا للمفعول، إِرعاداً. وأَنشد:

  وكَفَلٌ يَرْتَجُّ تَحْتَ المُجْسَدِ

  كالغُصْنِ بينَ المُهَدَاتِ المُرْعَدِ


(١) سورة الرعد الآية ١٣.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ترعد ولا تمطر، ضبطه في النهاية بالتاء والياء فيهما» كذا، واقتصر في النهاية على التاء دون الياء فيهما.

(٣) في النهاية: ابنيْ مليكة.

(٤) بهامش القاموس: قوله وأرعد بالضم الخ قد أوضحنا غير مرة أنهم إِذا قالوا في مثل هذا بالضم أَي بالبناء للمجهول فالضم مصروف لأوله، والمعروف في ضبط الأفعال أن يصرف لعينها، والمصنف استعمل كلا منهما كثيراً وقد استعمل رعد ثلاثياً أيضاً مجهولاً دائماً كجُنَّ. قالوا: رعد أَي أصابته رعدة قاله الخفاجي في شرح الشفاء. اه مجشي».