تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نهي]:

صفحة 270 - الجزء 20

  ونَواهُ بنَواتِه: أَي رَدَّه بحاجَتِه وقَضاها له؛ ومنه قولُ الشاعرِ أَنْشَدَه الجَوْهرِي:

  ونَوَتْ ولمَّا تَنْتَوِي بنَواتِي

  وقد تقدَّمَ.

  ورجُلٌ مَنْوِيٌّ ونِيَّةٌ مَنْوِيَّةٌ: إذا كانَ يصيبُ النُّجْعة المَحْمودَةَ.

  والنَّوِيُّ، كغَنِيِّ: الرَّفِيقُ، أَو في السَّفَرِ خاصَّةُ. يقالُ: أَنا نَوِيُّك، أَي نَوَيْتُ المُسافَرَة مَعَك ومُرافَقَتَك، وقيلَ: نَوِيُّك صاحِبُك الذي نِيَّته نِيَّتُكَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وأَنْشَدَ للراجزِ:

  وقد عَلِمْت إذْ دُكَيْنٌ لي نَوِيّ ... أنَّ الشَّقِيَّ يَنْتَحي له الشَّقِيّ⁣(⁣١)

  ونَوَّيْتُه تَنْويَةً: وَكَلْتُه إلى نِيَّتِه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وفي نوادِرِ الأعْرابِ: فلانٌ نَوِيُّ القوْمِ وناوِيهِمْ ومُنْتَوِيهم، أَي صاحِبُ أَمْرِهمِ ورأْيهِم.

  والنَّوَى: الحاجاتُ؛ عن ابنِ الأعْرابي.

  وفي المَثَل: عند النَّوَى يَكْذِبُك الصادِقُ، يُضْرَبُ في الرَّجُلِ يُعْرَفُ بالصِّدْق يُضْطَرُّ إلى الكَذِبِ؛ عن أبي عبيدٍ.

  والنَّواةُ: ما نَبَتَ على النَّوى، كالحَشِيشةِ⁣(⁣٢) النائِيَةِ عن نَواها، رَواها أَبو حنيفَةَ عن أَبي زيادٍ الكِلابي.

  وأَنْوَى ونَوَّى ونَوى: مِن النِّيَّةِ وأَنْوَى ونَوَى ونَوَّى، في السَّفَرِ.

  وناوَاهُ مُناواةً ونَواءً: عادَاهُ. قالَ الجَوْهرِي: وأَصْلُه الهَمْز لأنَّه مِن النَّوْء، وهو النُّهوضُ، وقد مَرَّ الكَلامُ عليه مُفَصَّلاً في أَوَّل الكِتابِ.

  ونَواكَ الله بالخَيْرِ: قَصَدَكَ به، وأَوْصَلَه إليك؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري، قالَ: وهو جازٌ.

  والنَّاويةُ: اسْمٌ لقَرْيَتَيْن بمِصْر، إحْداهما في كُورَةِ البهنسا، والأخْرى في الغربيةِ.

  وناى ونوى: قَرْيتانِ بشَرْقيةِ مصْر.

  ونواى: قَرْيةٌ بالأشمونين.

  وأَنْوَى التَّمْرُ: صارَ له نَوىً، عن ابن القطَّاع.

  والنَّوَّاءُ، كشَدَّادٍ: مَنْ يَبِيعُ نَوَى التَّمْرِ؛ واشْتَهَرَ به جماعَةٌ مِن المُحدِّثِين كعليِّ بنِ محمدِ بن الفَضْل النّوَّاء، رَوَى عنه أبو القاسم السّهمي.

  وبَنُو نِوَاء، كِكتابٍ: قَبيلَةٌ مِن العَرَبِ.

  [نهي]: ي نَهاهُ يَنْهاه نَهْياً: ضِدُّ أَمَرَهُ.

  قال شيخنا: لولا الشُّهْرة ومُرَاعَاهً الخطِّ لاقْتَضَى كَسْر المُضارع، ولو قالَ كسَعَى لأجادَ.

  قُلْتُ: وهو نَصُّ المُحْكم قالَ: النَّهْيُ خِلافُ الأمْرِ، نَهاهُ يَنْهاهُ نَهْياً فانْتَهَى وتَنَاهَى: كَفَّ؛ أَنْشَدَ سيبويه لزِيادَة ابنِ زيْدٍ العُذْري:

  إذا ما انْتَهَى عِلْمي تَناهَيْتُ عنْدَه ... أَطالَ فأَمْلى أَو تَناهَى فأَقْصَرَا

  وفي الصِّحاح: نَهَيْته عن كذا فانْتَهَى عنه وتَناهَى، أَي كَفَّ.

  ويقالُ: هو نَهُوٌّ عن المُنْكَرِ أَمُورٌ بالمَعْروفِ، على فَعُولٍ؛ كذا في الصِّحاحِ.

  قال ابنُ برِّي: كان قِياسُه أن يقالَ: نَهِيٌّ لأنَّ الواوَ والياءَ إذا اجْتَمَعتا وسبقَ الأوَّل بالسكونِ قُلِبَت الواوَ ياءً، قالَ: مِثْل هذا في الشّذوذِ قولُهم في جَمْع فَتًى فُتُوٌّ.

  قُلْت: وقد تقدَّم ذلكَ هناك.

  والنُّهْيَةُ، بالضَّمِّ: الاسْمُ منه.

  والنُّهْيَةُ أيْضاً: غايَةُ الشَّيءِ وآخِرُهُ، وذلك لأنَّ آخِرَهُ يَنْهاهُ عن التّمادِي فَيْرتَدِعُ؛ قال أبو ذؤَيْبٍ:

  رَمَيْناهُم حتى إذا ارْبَثَّ جَمْعُهُمْ ... وعادَ الرَّصيعُ نُهْيَةً للجَمائِلِ⁣(⁣٣)


(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٢) في اللسان: كالجثيثة النابتة.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ٨٥ واللسان وعجزه في التهذيب.