تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صرر]:

صفحة 84 - الجزء 7

  وفي الحديث: «كانَتْ له رَكْوَةٌ تُسَمَّى الصادِرَ»، سُمِّيَت به لأَنّه يُصْدَرُ عنها بالرِّيِّ، ومنه: فأَصْدَرْنَا رِكَابَنَا. أَي صُرِفْنَا رِوَاءً، فلم نَحْتَجْ إِلى المُقامِ بها للماءِ.

  ويُقَالُ للّذي يَبْتَدِئُ أَمراً ثم لا يُتِمُّه: فلانٌ يُورِدُ ولا يُصْدِرُ. فإِذا أَتَمَّه قيل: أَوْرَدَ وأَصْدَرَ.

  ورجل مُصْدِرٌ: مُتِمٌّ للأُمورِ⁣(⁣١)، وهو مَجاز.

  وصَدَرُوا إِلى المَكَانِ: صاروا إِليه، قاله ابنُ عَرَفَةَ.

  والصّادِرُ: المُنْصَرِفُ وتصادَرُوا.

  وطَعَنَه بصَدْرِ القَنَاةِ، وهو مَجَازٌ.

  وهو يَعرِف مَوَارِدَ الأُمور ومَصَادِرَهَا.

  وصادَرْتُ فلاناً من هذا الأَمْرِ على نُجْحٍ⁣(⁣٢).

  وتَصَادَرُوا علَى ما شَاءُوا.

  وهؤُلاءِ صُدْرَةُ⁣(⁣٣) القَوْمِ: مُقَدَّمُوهُم.

  وصَدْرُ القَوْمِ: رَئِيسُهم، كالمُصَدَّر، ومنه: صَدْرُ الصُّدُورِ: للقائِمِ بأَعْبَاءِ المُلْكِ.

  والصَّدَارَةُ، بالفَتْح: التَّقَدُّمُ.

  والصُّدَيْرَةُ، تَصغير الصُّدْرَة، لمَا يَلِي الجَسَدَ من القَميصِ القَصِير.

  [صرر]: الصِّرَّةُ، بالكسر: شِدَّةُ البَرْدِ، حكاها الزَّجّاجُ في تفسيرِه أَو البَرْدُ عامَّةً، حُكِيَتْ هذِه عن ثعْلبٍ، كالصِّرِّ فيهما، بالكسر أَيضاً.

  وقال اللَّيْثُ: الصِّرُّ: البَرْدُ الذي يَضْرِبُ النَّبَاتَ ويُحَسِّنُهُ⁣(⁣٤)، وفي الحديث: «أَنّه نَهَى عمّا قَتَلَه الصِّرُّ من الجَرَاد» أَي البَرْد.

  وقال الزَّجّاجُ: الصِّرَّةُ⁣(⁣٥): أَشَدُّ الصِّيَاحِ، يكونُ في الطّائِرِ والإِنسانِ وغيرِهما، وبه فُسِّر قوله تعالى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ}⁣(⁣٦) ويقال جاءَ في صَرَّةٍ، وجاءَ يَصْطَرُّ، أَي في ضَجَّة وصَيْحَةٍ وجَلَبَةٍ.

  والصَّرَّةُ بالفَتْح: الشِّدَّةُ من الكَرْبِ والحَرْبِ والحَرِّ وغيرها، ولا يَخْفَى ما بين الحَرْبِ والحَرِّ من الجِنَاس المُذَيَّلِ.

  وصَرَّةُ القَيْظِ: شِدَّتُه وشدَّةُ حَرِّه، وقد فُسِّرَ قولُ امرئِ القَيْسِ:

  فأَلْحَفَةُ بالهادِيَاتِ ودُونَه ... جَواحِرُهَا في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ

  بالشِّدَّةِ من الكَرْبِ.

  والصَّرَّةُ: العَطْفَةُ.

  والصَّرَّةُ: الجَمَاعَةُ، وبه فَسَّرَ بعضٌ قولَ امرئِ القَيْسِ المُتَقَدِّمَ، أَي في جَماعةٍ لم تَتَفَرَّق.

  والصَّرَّةُ: تَقْطِيبُ الوَجْهِ من الكَرَاهَةِ.

  والصَّرَّةُ: الشّاةُ المُصَرّاةُ، وسيأْتي معنَى المُصَرَّاة قريباً.

  والصَّرَّةُ: خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ يُؤَخِّذُ بها النّسَاءُ الرِّجالَ. هذه عن اللِّحْيَانِيّ.

  والصُّرَّةُ، بالضَّمِّ: شرْجُ الدَّراهِمِ ونَحْوِهَا، كالدَّنانِير، معروفَةٌ، وقد صَرَّهَا صَرًّا.

  وصَرَرْتُ الصُّرَّةَ: شَدَدْتُهَا.

  ورِيحٌ صِرٌّ، بالكسر، وصَرْصَرٌ، إِذا كانت شَدِيدَة الصَّوْتِ، أَو شَدِيدَةَ البَرْدِ.

  قال الزَّجّاجُ: وصَرْصَرٌ، متكررٌ فيها الرّاءُ، كما يُقَالُ: قَلْقَلْتُ الشيءَ، وأَقْلَلْتُه⁣(⁣٧)، إِذا رفَعْتَه من مَكانه، وليس فيه دَليلُ تَكْرِيرٍ، وكذلك صَرْصَرٌ وصِرٌّ، وصَلْصَلٌ وصِلٌّ، إِذا سَمِعْتَ صَوْتَ الصَّرِيرِ غير مُكَرَّر قلت: صَرَّ، وصَلَّ، فإِذا أَرَدْتَ أَن الصَّوْتَ تكرّر قُلْتَ: قد صَلْصَلَ وصَرْصَرَ.

  وقال الأَزْهَرِيّ: {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ}⁣(⁣٨) أَي شديدة⁣(⁣٩) البَرْدِ جِدًّا. وقال ابنُ السِّكِّيتِ: ريحٌ صَرْصَرٌ فيه قولان:


(١) عن الأساس، وبالأصل «الأمور».

(٢) عن الأساس، وبالأصل «نهج».

(٣) عن الأساس، وبالأصل «مصدرة».

(٤) الأصل والتهذيب واللسان، وفي المطبوعة الكويتية: «يَحُسُّه».

(٥) بكسر الصاد على اعتبار أنها معطوفة على ما قبلها، وقد وردت في الآية واللسان بالفتح.

(٦) الآية ٢٩ من سورة الذاريات.

(٧) عن التهذيب واللسان وبالأصل «وقللته».

(٨) سورة الحاقة الآية ٦.

(٩) التهذيب: شديد.