تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شأب]:

صفحة 92 - الجزء 2

  كَذَا قَالَه ابْنُ فَهْد. وسَيَابَةُ أُمُّ يَعْلى بْنِ مُرَّة بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيّ، وبِهَا يُعْرَفُ ويُكْنَى أَبا المَرَازِم.

فصل الشين المعجمة

  من باب الموحدة

  [شأب]: الشُؤْبُوب «بالضَّمِّ». لما تقَرَّرَ أَنَّه لَيْسَ في كَلَامِهِم فَعْلُولٌ «بالفتح»: الدُّفْعَةُ من المطر وغَيْرِه. أَوْ لَا يُقَال للمَطَر شُؤْبُوبٌ إلَّا وَفِيه بَرَدٌ، قَالَه ابْنُ سِيدَه.

  وشُؤْبُوب العَدْوِ مِثْلُه، وفي حَدِيثِ عَلِيِّ ¥ «تَمْرِيهِ الجَنُوبِ دِرَرَ أَهَاضِيبه وَدُفَعَ شَآبِيبِه».

  وعن أَبي زيد: الشُّؤْبُوبُ: المَطَر يُصِيبُ المَكَانَ ويُخْطِئُ الآخَر، ومِثْلُه النَّجْوُ والنَّجَاءُ.

  والشُّؤْبُوبُ حَدُّ كُلِّ شيء.

  وشُؤْبُوبُه شِدَّةُ دُفْعَتهُ⁣(⁣١). قال كَعْبُ بْنُ زُهَيْر يَذْكُرُ الحِمَارَ والأُتُنَ:

  إذَا ما انْتَحَاهُنّ شُؤْبُوبُه ... رأَيتَ لِجَاعِرَتَيْه غُضُونا

  أَي إذَا عَدَا واشتَدَّ عَدْوُه رَأَيْتَ لِجَاعِرَتَيْه تَكَسُّراً.

  والشُّؤْبُوبُ: أَوَّلُ ما يَظْهَرُ من الحُسْنِ في عَيْنِ النَّاظِرِ.

  يُقَالُ لِلْجَارِيَة: إنَّهَا لحَسَنَةُ شآبِيبِ الوَجهِ.

  والشُّؤْبُوب: شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ. وطَرِيقَتُها إذَا طَلَعَت.

  وحَاصِلُ كَلَام شَيخِنَا أَنّ الشِّدَّةَ مَأْخُوذَةٌ في مَعَاني هَذِه المَادة كُلِّهَا وإن تركه في المَعْنَى الأَول. ج أَي في الكُلِّ شَآبِيبُ.

  وفي لِسَان العَرَب عَنِ التَّهْذِيبِ في «غ ف ر» قَالَت الغَنَوِيَّة: مَا سَال مِنَ المُغْفُر فَبقِيَ شِبْهَ الخُيُوطِ بَيْن الشَّجَر والأَرْضِ. يقال: [له]⁣(⁣٢) شَآبِيبُ الصَّمْغ وأنشدت:

  كأنَّ سَيْلَ مَرْغه المُلَعْلَع ... شُؤْبُوبُ صَمْغٍ وطَلْحُه لَمْ يُقْطَعِ

  [شبب]: الشَّبَابُ: الفَتَاءُ والحَدَاثَةُ كالشَّبِيبَة. وقد شَبَّ الغُلامُ يَشِبُّ شَبَاباً، وشُبُوباً، وشَبِيباً، وأَشَبَّهُ اللهُ، وأَشَبَّ الله قَرْنَه بمَعْنىً، والأَخِيرُ مَجَازٌ، والقَرْنُ زِيَادَةٌ في الكَلَامِ.

  وقال مُحَمَّد بنُ حَبِيب: زَمَنُ الغُلُومِيَّة سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً مُنْذُ يُولَدُ إلى أن يَسْتَكْمِلَها، ثم زَمَنُ الشَّبَابِيَّة مِنْهَا إلَى أَنْ يَسْتَكْمِلَ إحْدَى وخَمْسِينَ سنة، ثم هُوَ شَيْخٌ إلَى أَنْ يَمُوتَ.

  وقيل: الشَّابُّ: البَالِغُ إلَى أَنْ يُكَمِّل ثَلَاثِين. وقيل: ابنُ سِتَّ عَشَرَةَ إلى اثْنَتَيْن وثَلَاثِين، ثُمَّ هُوَ كَهْلٌ. انتهى.

  والشَّبَاب جمع شَابّ، قَالُوا: ولا نَظِير لَه كالشُّبَّان بالضَّمِّ كفَارِس وفُرْسَانِ. وقال سِيبَوَيْه: أُجْرِي مُجْرَى الاسْم نحو حَاجِر وحُجْرَان. والشَّبَابُ: اسمٌ للجَمْع. قال:

  ولقد غَدَوْتُ بسَابِح مَرِحٍ ... وَمَعِي شَبَابٌ كُلُّهمْ أَخْيَلْ

  وزَعَم الخَلِيلُ أَنَّه سَمِعَ أَعْرَابِيًّا فَصِيحاً يَقُولُ: إذَا بَلَغ الرجلُ سِتِّين فإيّاه وإيَّا الشَّوَابِّ⁣(⁣٣). ومن جُمُوعِه شَبَبَةٌ ككَتَبَةٍ.

  تَقُولُ: مررْتُ بِرِجَالٍ شَبَبَة أَي شُبَّان. وفي حَدِيث بَدْرٍ: «لَمَّا بَرَزَ عُتْبَةُ وشَيْبَةُ والوَلِيدُ بَرَزَ إلَيْهِم شَبَبَةٌ⁣(⁣٤) من الأنْصَارِ» أَي شُبَّانٌ وَاحِدُهم شَابٌ ... وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ: «كُنْتُ أَنَا وابْنُ الزُّبَيْرِ في شَبَبَةٍ مَعَنَا».

  والشَّبَابُ والشَّبِيبَةُ: أَوَّلُ الشيءِ. يقال: فَعَلَ ذَلِكَ في شَبِيبَةِ. وسَقَى اللهُ عَصْرَ الشَّبِيبَة وعُصُورَ الشَّبَائِبِ. ومنَ المَجَاز: لَقِيتُ فُلَاناً في شَبَابِ النَّهَار⁣(⁣٥)، وقَدِم في شَبَاب الشَّهْر، أَي في أَوَّلِه. وجِئتُك في شَبَابِ النَّهَارِ وبِشَبَاب نَهَارِ، عَنِ اللِّحْيِانِيّ. أَي أَوَّلِهِ.

  والشِّبَابُ بالكَسْرِ: ما شُبَّ بِهِ أَي أُوقد، كالشَّبُوبِ بالفَتْح.

  قَالَ الجَوْهَرِيُّ: الشَّبُوب «بالفتح»: ما يُوقَدُ به النَّارُ وشَبَّ النَّارَ والحَرْبَ: أَوقدها يَشُبُّها شَبًّا وشُبُوباً. وشَبَيْتُها.


(١) كذا بالأصل واللسان، وفي القاموس: «دَفْعِه» وفي الصحاح: دَفْعَتِه.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «الشباب».

(٤) صحفه بعضهم ستة وليس بشيء انظر النهاية.

(٥) وقال مليح الهذلي يصف ظعائن:

مكثن على حاجاتهن وقد مضى ... شباب الضحى والعيس ما تتبرحُ