تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زيخ]:

صفحة 276 - الجزء 4

  [زيخ]: زَاخَ يَزِيخُ⁣(⁣١) زَيْخاً وزَيَخاناً، محرّكةً: جَارَ وظَلمَ. قال شَمِرٌ: زاخَ وزاحَ بالخَاءِ والحاءِ بِمعنًى وزَاخَ عن المكان تَنَحَّي، وأَزَاخَه: نَحَّاه. وحُكِيَ عن أَعرابيٍّ من قيس أَنه قال: حَمَلوا عليهم فأَزاخُوهم عن مَوضِعهم، أَي نَحَّوْهم، ويُرْوَى بَيتُ لبيدٍ:

  لو يَقُوم الفِيلُ أَو فَيَّالُه

  زاخَ عن مِثْل مَقَامِي وزَحَلْ

  قال أَبو الهَيثم: زاحَ بالحاءِ: أَي ذهَب وزَاحَتْ عِلَّتُه، وأَما زَاخَ بالخَاءِ فهو بمعنَى جارَ لا غَيره وتَزَيَّخ: تَذَلّلَ، كذَيَّخَ، بالذّال.

فصل السين المهملة مع الخاءِ المعجمة

  [سبخ]: التَّسْبِيخ: التَّخْفِيفُ، وهو مَجاز.

  وفي الحديث عن النّبيّ ÷: «أَنّ سارقاً سَرَقَ مِنْ بَيتِ عائشةَ ^ شَيئاً فدَعَتْ عليه، فقال لها النّبيُّ ÷: لا تُسبِّخِي عَنْهُ بدُعَائِكِ عَليه»، أَي لا تُخفّفِي عنه إِثْمَه الّذي استحقَّه بالسَّرِقة بدُعائكِ عليه. يريد أَنَّ السَّارق إِذا دعَا عليه المسروقُ منه خَفَّف ذلك عنه. قال الشاعر:

  فسَبِّخْ علَيْك الهَمَّ واعْلَمْ بأَنّه

  إِذَا قَدَّر الرّحمنُ شَيئاً فكائنُ

  ويقال: اللهُمَّ سَبِّخْ عنِّي الحُمَّى، أَي خَفِّفْها. وسَبِّخْ عنّا الأَذَى، يَعنِي اكْشِفْه وخَفِّفْه.

  والتّسبيخ أَيضاً: التَّسْكِينُ والسُّكُونُ جميعاً. والتَّسبيخ: لَفُّ القُطْنِ بعد النَّدْفِ لتَغزله المرأَةُ، ونَحْوِه، كالصُّوفِ والوَبَر.

  وعن ابن الأَعرابيّ: سَمعْت أَعرابيًّا يقول: الحمد لله على تَسبيخِ العُرُوق. وإِساغَةِ الرِّيق، بمعنَى سُكُون العِرْقِ من ضَرَبانٍ وأَلَمٍ فيه⁣(⁣٢). والتَّسبيخُ: الفَرَاغُ، والنَّوْمُ الشَّديدُ، وقيل: هو رُقادُ كلِّ ساعةٍ. وسبَّخْتُ⁣(⁣٣) أَي نِمْتُ، كالسَّبْخِ فيهما، نقله الفرّاءُ عن أَبي عَمرٍو. وقال الزّجّاج: السَّبْحُ والسَّبْخُ قَريبانِ من السَّواءِ، وقُرِئ: إِنَّ لك في النَّهَارِ سَبْخاً طَوِيلاً⁣(⁣٤) قرأَ بها يَحيَى بن يَعمر. قال ابنُ الأَعرابيّ: من قَرَأَ {سَبْحاً} فمعناه اصطراباً. ومَعَاشاً، ومن قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحَةً وتَخفيفاً للأَبدانِ والنَّومَ. وقال الفرّاءُ: هو من تَسبيخ القُطْنِ وهو تَوسيعُه⁣(⁣٥) وتَنفيشُه، يقال سَبِّخِي قُطنَك، أَي نَفِّشِيه ووسِّعِيه.

  والسَّبيخُ، كأَميرٍ المُعَرَّضُ من القُطْنِ ليُوضَع عَلَيه الدّواءُ فَوق جُرْحٍ، الواحِدَةُ بهاءٍ سَبِيخةٌ. والسَّبِيخ أَيضاً: ما لُفَّ مِنْه بَعْدَ النّدْفِ للغَزْلِ، وقُطنٌ سَبِيخٌ ومُسَبَّخ مُفدَّك، وكذلك من الصُّوف والوَبَر.

  ومن المجاز: وَرَدت ماءً حَولَه سَبِيخُ الطَّيرِ، وهو ما تَنَاثَرَ من الرِّيشِ ونَسَلَ، وهو المُسَبَّخ. وج الثّلاثةِ سَبَائِخُ، قال الأَخطلُ يَذكر الكِلَابَ:

  فأَرْسَلُوهُنّ يُذْرِين التُّرَابَ كما

  يُذْرِي سَبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أَوْتَارِ

  والسَّبَخَة، محرَّكَةَ ومسكَّنَةً: أَرضٌ ذاتُ نَزٍّ ومِلْحٍ.

  ج سِباخٌ. وقد سَبِخَتْ سَبَخاً فهي سَبِخَةٌ وأَسْبَخَتِ الأَرْضُ. والسَّبَخُ: المكانُ يَسبَخُ فيُنْبت المِلْحَ وتَسوخُ فيه الأَقدامُ، وقد سَبخَ سَبَخاً.

  والسَّبَخَةُ: ع بالبَصرَة، ومنه فَرَقَدُ بن يَعقُوبَ العابدُ، تُوفِّيَ سنة ١٣١، وفي الحديث: أَنه قال لأَنسٍ وذكرَ البصرةَ «إِنْ مَرَرت بها ودَخَلْتَهَا فإِيّاك وسِبَاخَهَا»

  وهي الأَرض الّتي تَعلوها المُلُوحةُ ولا تَكاد تُنبت إِلّا بعْضَ الشَّجرِ.

  والسَّبَخَة: مَا يَعْلُو المَاءَ من طُول التَّرْكِ كالطُّحْلُب ونحوه.

  وسَبَخَ في الأَرض: تَبَاعَدَ كسَبَحَ، وقد تقدّم.

  وتَسَبَّخَ⁣(⁣٦) الحَرُّ والغَضَبُ: سَكَنَ وَفَتَرَ، كسبَّخ تَسبيخاً.

  وأَسْبَخَ في حَفْرِهِ، إِذا بَلَغَ السِّبَاخَ، تقول: حَفَرَ بِئراً فأَسْبَخَ، إِذا انتهَى إِلى سَبَخة.


(١) عن القاموس. وبالأصل «يزاخ».

(٢) في اللسان: «ضربان ألم فيه» وفي التهذيب: ضربان الدم فيه.

(٣) عن اللسان والتهذيب وبالأصل «سبخب».

(٤) سورة المزمل الآية ٧.

(٥) التهذيب واللسان: توسعته.

(٦) اقتصر الجوهري على سبَّخ.