[زيخ]:
  [زيخ]: زَاخَ يَزِيخُ(١) زَيْخاً وزَيَخاناً، محرّكةً: جَارَ وظَلمَ. قال شَمِرٌ: زاخَ وزاحَ بالخَاءِ والحاءِ بِمعنًى وزَاخَ عن المكان تَنَحَّي، وأَزَاخَه: نَحَّاه. وحُكِيَ عن أَعرابيٍّ من قيس أَنه قال: حَمَلوا عليهم فأَزاخُوهم عن مَوضِعهم، أَي نَحَّوْهم، ويُرْوَى بَيتُ لبيدٍ:
  لو يَقُوم الفِيلُ أَو فَيَّالُه
  زاخَ عن مِثْل مَقَامِي وزَحَلْ
  قال أَبو الهَيثم: زاحَ بالحاءِ: أَي ذهَب وزَاحَتْ عِلَّتُه، وأَما زَاخَ بالخَاءِ فهو بمعنَى جارَ لا غَيره وتَزَيَّخ: تَذَلّلَ، كذَيَّخَ، بالذّال.
فصل السين المهملة مع الخاءِ المعجمة
  [سبخ]: التَّسْبِيخ: التَّخْفِيفُ، وهو مَجاز.
  وفي الحديث عن النّبيّ ÷: «أَنّ سارقاً سَرَقَ مِنْ بَيتِ عائشةَ ^ شَيئاً فدَعَتْ عليه، فقال لها النّبيُّ ÷: لا تُسبِّخِي عَنْهُ بدُعَائِكِ عَليه»، أَي لا تُخفّفِي عنه إِثْمَه الّذي استحقَّه بالسَّرِقة بدُعائكِ عليه. يريد أَنَّ السَّارق إِذا دعَا عليه المسروقُ منه خَفَّف ذلك عنه. قال الشاعر:
  فسَبِّخْ علَيْك الهَمَّ واعْلَمْ بأَنّه
  إِذَا قَدَّر الرّحمنُ شَيئاً فكائنُ
  ويقال: اللهُمَّ سَبِّخْ عنِّي الحُمَّى، أَي خَفِّفْها. وسَبِّخْ عنّا الأَذَى، يَعنِي اكْشِفْه وخَفِّفْه.
  والتّسبيخ أَيضاً: التَّسْكِينُ والسُّكُونُ جميعاً. والتَّسبيخ: لَفُّ القُطْنِ بعد النَّدْفِ لتَغزله المرأَةُ، ونَحْوِه، كالصُّوفِ والوَبَر.
  وعن ابن الأَعرابيّ: سَمعْت أَعرابيًّا يقول: الحمد لله على تَسبيخِ العُرُوق. وإِساغَةِ الرِّيق، بمعنَى سُكُون العِرْقِ من ضَرَبانٍ وأَلَمٍ فيه(٢). والتَّسبيخُ: الفَرَاغُ، والنَّوْمُ الشَّديدُ، وقيل: هو رُقادُ كلِّ ساعةٍ. وسبَّخْتُ(٣) أَي نِمْتُ، كالسَّبْخِ فيهما، نقله الفرّاءُ عن أَبي عَمرٍو. وقال الزّجّاج: السَّبْحُ والسَّبْخُ قَريبانِ من السَّواءِ، وقُرِئ: إِنَّ لك في النَّهَارِ سَبْخاً طَوِيلاً(٤) قرأَ بها يَحيَى بن يَعمر. قال ابنُ الأَعرابيّ: من قَرَأَ {سَبْحاً} فمعناه اصطراباً. ومَعَاشاً، ومن قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحَةً وتَخفيفاً للأَبدانِ والنَّومَ. وقال الفرّاءُ: هو من تَسبيخ القُطْنِ وهو تَوسيعُه(٥) وتَنفيشُه، يقال سَبِّخِي قُطنَك، أَي نَفِّشِيه ووسِّعِيه.
  والسَّبيخُ، كأَميرٍ المُعَرَّضُ من القُطْنِ ليُوضَع عَلَيه الدّواءُ فَوق جُرْحٍ، الواحِدَةُ بهاءٍ سَبِيخةٌ. والسَّبِيخ أَيضاً: ما لُفَّ مِنْه بَعْدَ النّدْفِ للغَزْلِ، وقُطنٌ سَبِيخٌ ومُسَبَّخ مُفدَّك، وكذلك من الصُّوف والوَبَر.
  ومن المجاز: وَرَدت ماءً حَولَه سَبِيخُ الطَّيرِ، وهو ما تَنَاثَرَ من الرِّيشِ ونَسَلَ، وهو المُسَبَّخ. وج الثّلاثةِ سَبَائِخُ، قال الأَخطلُ يَذكر الكِلَابَ:
  فأَرْسَلُوهُنّ يُذْرِين التُّرَابَ كما
  يُذْرِي سَبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أَوْتَارِ
  والسَّبَخَة، محرَّكَةَ ومسكَّنَةً: أَرضٌ ذاتُ نَزٍّ ومِلْحٍ.
  ج سِباخٌ. وقد سَبِخَتْ سَبَخاً فهي سَبِخَةٌ وأَسْبَخَتِ الأَرْضُ. والسَّبَخُ: المكانُ يَسبَخُ فيُنْبت المِلْحَ وتَسوخُ فيه الأَقدامُ، وقد سَبخَ سَبَخاً.
  والسَّبَخَةُ: ع بالبَصرَة، ومنه فَرَقَدُ بن يَعقُوبَ العابدُ، تُوفِّيَ سنة ١٣١، وفي الحديث: أَنه قال لأَنسٍ وذكرَ البصرةَ «إِنْ مَرَرت بها ودَخَلْتَهَا فإِيّاك وسِبَاخَهَا»
  وهي الأَرض الّتي تَعلوها المُلُوحةُ ولا تَكاد تُنبت إِلّا بعْضَ الشَّجرِ.
  والسَّبَخَة: مَا يَعْلُو المَاءَ من طُول التَّرْكِ كالطُّحْلُب ونحوه.
  وسَبَخَ في الأَرض: تَبَاعَدَ كسَبَحَ، وقد تقدّم.
  وتَسَبَّخَ(٦) الحَرُّ والغَضَبُ: سَكَنَ وَفَتَرَ، كسبَّخ تَسبيخاً.
  وأَسْبَخَ في حَفْرِهِ، إِذا بَلَغَ السِّبَاخَ، تقول: حَفَرَ بِئراً فأَسْبَخَ، إِذا انتهَى إِلى سَبَخة.
(١) عن القاموس. وبالأصل «يزاخ».
(٢) في اللسان: «ضربان ألم فيه» وفي التهذيب: ضربان الدم فيه.
(٣) عن اللسان والتهذيب وبالأصل «سبخب».
(٤) سورة المزمل الآية ٧.
(٥) التهذيب واللسان: توسعته.
(٦) اقتصر الجوهري على سبَّخ.