تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سكبج]:

صفحة 404 - الجزء 3

  جاءَتْ به من اسْتِها سَفَنَّجَا

  أَي وَلدتْه أَسودَ. والسَّفَنَّجُ: السَّرِيعُ. وقيل: الطّوِيل.

  والأُنثى سَفَنَّجَةُ. وقال الليث: السَّفَنَّج: طائرٌ كثيرُ الاسْتِنان.

  قال ابن جِنِّي: ذهب بعضُهم في سَفَنَّج أَنه من السَّفْجِ وأَن النونَ المشدّدةَ زائدةٌ، ومذهبُ سيبويهِ فيه أَنه كَلَام شَفَلَّحٍ وراءِ عَتَرَّس⁣(⁣١).

  والسُّفانِجُ: السَّرِيعُ، كالسَّفَنَّج⁣(⁣٢) أَنشد ابن الأَعرابيّ:

  يا رُبَّ بَكُرٍ بالرُّدافَى وَاسِجِ ... سُكَاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ

  ويقال: سَفْنَجَ، أَي أَسْرَع. وقولُ الآخر:

  يا شَيْخُ لا بُدَّ لنا أَنْ نَحْجُجَا ... قد حَجَّ في ذا العامِ مَن تَحَوَّجَا

  فابْتَعْ له جِمالَ صِدْقٍ فالنَّجَا ... وعَجِّلِ النَّقْدَ له وسَفْنِجَا

  لَا تُعْطِه زَيْفاً ولا تَبَهْرَجَا⁣(⁣٣)

  قال: عَجِّل النَّقْدَ له. وقال: سَفْنِجَا: أَي وَجَّهْ وأَسْرِعْ له، من السَّفَنَّجِ: السَّرِيعِ. وقال أَبو الهَيْثَم: سَفْنَجَ له سَفْنَجةً: عَجَّلَ نَقْدَه⁣(⁣٤) وأَنشد:

  إِذا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجَا النَّجَا ... إِنّي أَخافُ طالِباً سَفَنَّجا

  الإِسْفَنْج بكسرِ فسكون ففتح عُرُوقُ شَجَرٍ، نافعٌ في القُروحِ العَفِنَة معرّبٌ.

  [سكبج]: السِّكْبَاجُ، بالكسر⁣(⁣٥)، مُعَرَّب عن سركه باجه، وهو لحم يُطْبَخ بِخَلّ، هذا أَحسنُ ما يقال: ومن نَقَلَه شيخُنا عن ابن القطَّاع⁣(⁣٦) فهو مخالفٌ لقواعدهم.

  ويقال: سَكْبَجَ الرّجُلُ: إِذا أَعَدَّ سِكْبَاجاً.

  والسَّكْبِينَج: دَوَاءٌ، م⁣(⁣٧)، والذي في كُتب الطّب أَنه صَمْغُ شَجرةٍ بفارِسَ.

  [سكرج]: وبقي على المصنِّف مما يستدرك عليه.

  لفظة السُّكُرُّجَة. وهو في حديث أَنس «لا آكُلُ⁣(⁣٨) في سُكُرُّجَةٍ». قال عِياض في «المشارِق»، وتابعه ابن قُرْقُول في «المطالع»: بضمّ السين والكاف والرّاءِ مشدّدة وفتح الجيم؛ كذا قيدنا. وقال ابنُ مَكِّيّ: صوابه بفتح الراء: قِصَاعٌ يُؤكَل فيها، صِغارٌ، وليست بعربيّة، وهي كُبْرَى وصُغْرَى: الكُبْرَى تَحْمِلُ سِتَّ أَوَاقٍ، والصُّغْرَى ثَلَاثَ أَواقٍ، وقيل: أَرْبَعَ مَثَاقيلَ وقيل: ما بينَ ثُلْثَىْ أُوقِيّة. ومعنى ذلك أَنّ العربَ كانَتْ تَسْتَعْمِلُهَا في الكَوَامِخِ وأَشباهِهَا من الجَوَارِشِ على المَوائد حَوْلَ الأَطعمةِ للتَّشهِّي والهَضْمِ.

  فأَخبر أَنّ النبيّ لم يأْكل على هذه الصِّفةِ قطُّ. وقال الداووديّ: هي القَصْعةُ الصغيرةُ المَدْهُونةُ. ومثلُه كلامُ ابنِ منظورٍ وابنِ الأَثير وغيرهم، وهو يَرْجِع إِلى ما ذَكَرنا. فكان ينبغي الإِشارة إِليه.

  [سلج]: سَلِجَ اللُّقْمَةَ، كسَمِعَ يَسْلَجُها سَلْجاً، بفتح فسكون وسَلَجَاناً محرَّكَة: بَلَعَها⁣(⁣٩). وكذلك سَلِجَ الطَّعَامَ، مثل سَرَطَه سَرْطاً. وقيل: السَّلَجَانُ: الأَكْلُ السَّريعُ. ومنه المثل: «الأَخْذُ سَلَجَانٌ، والقَضَاءُ لِيّانَ»⁣(⁣١٠) أَي إِذا أَخَذَ الرَّجُلُ الدَّيْنَ أَكَله، فإِذا أَرادَ صاحبُ الدَّيْنِ حَقَّه لَوَاه بِه، أَي مَطَلَه؟ أَورده الجَوهريّ والزَّمَخْشَريّ وغيرهما.


(١) في اللسان: أنه كلامٌ شفّلجٌ ورأي عترّسٌ.

(٢) عن اللسان، وبالأصل: «كالسلفح».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله تبهرجا كذا بالنسخ كاللسان والصواب نبهرجا كما في اللسان».

(٤) عبارة أبي الهيثم في التهذيب: سفنج فلان لفلان النقدَ أي عجلّه.

(٥) في المصباح: وهو بكسر السين، ولا يجوز الفتح لفقد فَعلال في غير المضاعف.

(٦) في التكملة: السكباج: معرّب، مركب من سِكْ وهو الخل بالفارسية، ومن بأج وهو اللون، وهو بالفارسية با.

(٧) في تذكرة داود: السكنبيج، وقد تجعل الباء التحتية بعد الكاف والنون مكانها. صمغ شجرة بفارس لا نفع فيها سوى هذا الصمغ.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله لا آكل كذا في اللسان والنهاية بمدة على الألف، والذي في الشمائل: ما أكل، ويدل لذلك قوله الآتي: فأخبر الخ».

(٩) في المطبوعة الكويتية: «بَلِعَها» وما أثبت عن القاموس.

(١٠) ضبط النون بالتنوين عن التهذيب والصحاح، وضبطت فيهما في اللسان بالسكون. وروي في التهذيب: الأكل بدل الأخذ.