[سكبج]:
  جاءَتْ به من اسْتِها سَفَنَّجَا
  أَي وَلدتْه أَسودَ. والسَّفَنَّجُ: السَّرِيعُ. وقيل: الطّوِيل.
  والأُنثى سَفَنَّجَةُ. وقال الليث: السَّفَنَّج: طائرٌ كثيرُ الاسْتِنان.
  قال ابن جِنِّي: ذهب بعضُهم في سَفَنَّج أَنه من السَّفْجِ وأَن النونَ المشدّدةَ زائدةٌ، ومذهبُ سيبويهِ فيه أَنه كَلَام شَفَلَّحٍ وراءِ عَتَرَّس(١).
  والسُّفانِجُ: السَّرِيعُ، كالسَّفَنَّج(٢) أَنشد ابن الأَعرابيّ:
  يا رُبَّ بَكُرٍ بالرُّدافَى وَاسِجِ ... سُكَاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ
  ويقال: سَفْنَجَ، أَي أَسْرَع. وقولُ الآخر:
  يا شَيْخُ لا بُدَّ لنا أَنْ نَحْجُجَا ... قد حَجَّ في ذا العامِ مَن تَحَوَّجَا
  فابْتَعْ له جِمالَ صِدْقٍ فالنَّجَا ... وعَجِّلِ النَّقْدَ له وسَفْنِجَا
  لَا تُعْطِه زَيْفاً ولا تَبَهْرَجَا(٣)
  قال: عَجِّل النَّقْدَ له. وقال: سَفْنِجَا: أَي وَجَّهْ وأَسْرِعْ له، من السَّفَنَّجِ: السَّرِيعِ. وقال أَبو الهَيْثَم: سَفْنَجَ له سَفْنَجةً: عَجَّلَ نَقْدَه(٤) وأَنشد:
  إِذا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجَا النَّجَا ... إِنّي أَخافُ طالِباً سَفَنَّجا
  الإِسْفَنْج بكسرِ فسكون ففتح عُرُوقُ شَجَرٍ، نافعٌ في القُروحِ العَفِنَة معرّبٌ.
  [سكبج]: السِّكْبَاجُ، بالكسر(٥)، مُعَرَّب عن سركه باجه، وهو لحم يُطْبَخ بِخَلّ، هذا أَحسنُ ما يقال: ومن نَقَلَه شيخُنا عن ابن القطَّاع(٦) فهو مخالفٌ لقواعدهم.
  ويقال: سَكْبَجَ الرّجُلُ: إِذا أَعَدَّ سِكْبَاجاً.
  والسَّكْبِينَج: دَوَاءٌ، م(٧)، والذي في كُتب الطّب أَنه صَمْغُ شَجرةٍ بفارِسَ.
  [سكرج]: وبقي على المصنِّف مما يستدرك عليه.
  لفظة السُّكُرُّجَة. وهو في حديث أَنس «لا آكُلُ(٨) في سُكُرُّجَةٍ». قال عِياض في «المشارِق»، وتابعه ابن قُرْقُول في «المطالع»: بضمّ السين والكاف والرّاءِ مشدّدة وفتح الجيم؛ كذا قيدنا. وقال ابنُ مَكِّيّ: صوابه بفتح الراء: قِصَاعٌ يُؤكَل فيها، صِغارٌ، وليست بعربيّة، وهي كُبْرَى وصُغْرَى: الكُبْرَى تَحْمِلُ سِتَّ أَوَاقٍ، والصُّغْرَى ثَلَاثَ أَواقٍ، وقيل: أَرْبَعَ مَثَاقيلَ وقيل: ما بينَ ثُلْثَىْ أُوقِيّة. ومعنى ذلك أَنّ العربَ كانَتْ تَسْتَعْمِلُهَا في الكَوَامِخِ وأَشباهِهَا من الجَوَارِشِ على المَوائد حَوْلَ الأَطعمةِ للتَّشهِّي والهَضْمِ.
  فأَخبر أَنّ النبيّ ﷺ لم يأْكل على هذه الصِّفةِ قطُّ. وقال الداووديّ: هي القَصْعةُ الصغيرةُ المَدْهُونةُ. ومثلُه كلامُ ابنِ منظورٍ وابنِ الأَثير وغيرهم، وهو يَرْجِع إِلى ما ذَكَرنا. فكان ينبغي الإِشارة إِليه.
  [سلج]: سَلِجَ اللُّقْمَةَ، كسَمِعَ يَسْلَجُها سَلْجاً، بفتح فسكون وسَلَجَاناً محرَّكَة: بَلَعَها(٩). وكذلك سَلِجَ الطَّعَامَ، مثل سَرَطَه سَرْطاً. وقيل: السَّلَجَانُ: الأَكْلُ السَّريعُ. ومنه المثل: «الأَخْذُ سَلَجَانٌ، والقَضَاءُ لِيّانَ»(١٠) أَي إِذا أَخَذَ الرَّجُلُ الدَّيْنَ أَكَله، فإِذا أَرادَ صاحبُ الدَّيْنِ حَقَّه لَوَاه بِه، أَي مَطَلَه؟ أَورده الجَوهريّ والزَّمَخْشَريّ وغيرهما.
(١) في اللسان: أنه كلامٌ شفّلجٌ ورأي عترّسٌ.
(٢) عن اللسان، وبالأصل: «كالسلفح».
(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله تبهرجا كذا بالنسخ كاللسان والصواب نبهرجا كما في اللسان».
(٤) عبارة أبي الهيثم في التهذيب: سفنج فلان لفلان النقدَ أي عجلّه.
(٥) في المصباح: وهو بكسر السين، ولا يجوز الفتح لفقد فَعلال في غير المضاعف.
(٦) في التكملة: السكباج: معرّب، مركب من سِكْ وهو الخل بالفارسية، ومن بأج وهو اللون، وهو بالفارسية با.
(٧) في تذكرة داود: السكنبيج، وقد تجعل الباء التحتية بعد الكاف والنون مكانها. صمغ شجرة بفارس لا نفع فيها سوى هذا الصمغ.
(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله لا آكل كذا في اللسان والنهاية بمدة على الألف، والذي في الشمائل: ما أكل، ويدل لذلك قوله الآتي: فأخبر الخ».
(٩) في المطبوعة الكويتية: «بَلِعَها» وما أثبت عن القاموس.
(١٠) ضبط النون بالتنوين عن التهذيب والصحاح، وضبطت فيهما في اللسان بالسكون. وروي في التهذيب: الأكل بدل الأخذ.