تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صبح]:

صفحة 109 - الجزء 4

  القَزّازي، وأَبي الطّيِّب بن غَلْبُون؛ وأَبو عليّ أَحمدُ بن محمّد بن سَهْل الأَنطاكيّ، روَى عن مُطَيَّن وطَبقتِه، وعنه عليّ بنُ إِبراهِيم بنِ عبد الله الأَنطاكيّ، وعلَاءُ الدّين عليُّ بنُ محمدِ بنِ إِبراهيمَ بنِ عُمَرَ بنِ خليل البغداديّ الصُّوفيّ.

  المُحَدِّثون الشِّيحِيُّون. وفاته مسعودٌ أَخو عبد المحسن المذكور، روَى عنه أَبو الرِّضا أَحمدُ بنُ بدْرِ بنِ عبد المحسن؛ وكذلك أَبو الحُسين عبدُ الله بنُ أَحمدَ بنِ سعيدِ بنِ الحسنِ الشِّيحيّ، خالُ عبدِ المحسن المذكور، روى القراآتِ عن أَبي الحسن بن الحَماميّ.

  والمَشْيُوحاءُ، ويُقْصَر: مَنْبِتُ الشِّيحِ، أَي الأَرضُ الّتي تُنْبِت الشِّيحَ. قال أَبو حَنيفَةَ: إِذَا كَثُر نَبَاتُه بمكانٍ قيل: هذه مشيوحاءُ. وهكذا في التّهذيب عن أَبي عُبَيْدٍ عن الأَصمعيّ. وأَنكَره المفضَّلُ بن سَلَمةَ في كتابه الّذي ردَّ فيه على صاحب العين؛ كذا في هامش الصّحاح، ونقل السُّهيليّ في الرَّوض عن أَبي حَنِيفةَ في كتاب النبات: أَن مَشْيُوحَاءَ اسمٌ للشِّيحِ الكثيرِ. قال شيخنا: وسبق الكلام على مَفْعولَاءَ ووقوعِه جمعاً وماله من النظائر في علج.

  قلت: ويُنْظَر في هذا مع ما أَسلفناه من النقل ويُتأَمَّلْ.

  ويُقال: هم في مَشْيوحاءَ من أَمْرِهم، وعليه اقتصرَ الجوْهريّ، ومَشِيحَى من أَمْرهم - هكذا مقصوراً. وذكره ابنُ مالك في التّسهيل في الأَوزان الممدوة - أَي في أَمرٍ يَبْتَدِرُونه، هكذا في الصّحاح، أَو في اختلاطٍ، وهكذا في اللّسان. وفي شرح الكافية لابن مالك قال: وعلى هذا فهو بالجيم من نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ، ووزنُه فَعِيلاءُ لا مَفْعِلاءُ. قال شيخُنا: حُكمُه عليه بأَنه بالجيم، إِنْ كان لمجردِ تفسيرِه بالاختلاط، ففيه نَظَرٌ؛ وإِن كان لعَدَمِ وُرودِه بالحاءِ المهملة بمعنى الاختلاطِ كما هو ظاهرٌ، فلا إِشكال.

  قلت: وقد صَحَّ وروده بالحاءِ المهملةِ بمعنَى الاختلاطِ، كما هو في اللّسان وغيرِه، فكلامُ ابن مالكٍ محلُّ نَظَرٍ وتأَمَّلٍ. وقال ابنُ أُمّ قاسمٍ وغيرُه، تبعاً للشَّيْخ أَبي حَيَّانَ في شروحهم على التّسهيل: القَوْمُ في مَشِيحَاءَ من أَمرهم، أَي في جِدٍّ وعَزْمٍ.

  وشَايَحَ: قاتَلَ، كذا في التّهذيب، وأَنشد.

  وشايَحْتَ قبلَ اليومِ إِنك شِيحُ⁣(⁣١)

  والمُشِيح: الجادَ المُسرع.

  وفي حديثِ سَطيحٍ «على جَمَلٍ مُشِيح» وقال الفرّاءُ: المُشيحُ على وَجْهَيْن: المُقْبِلُ عليك، وفي بعض النُّسخ: إِليك، والمانِعُ لما وراءَ ظَهْرِه.

  وبه فسّرَ ابنُ الأَثير حديث: «اتَّقُوا النّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ. ثم أَعْرَض وأَشاحَ» أَو بمعنى الحَذَر والجِدِّ في الأُمور، أَي حَذِرَ النّارَ كأَنّه نَظَر⁣(⁣٢) إِليها أَو جَدّ على الإِيصاءِ باتِّقائِها، أَو أَقبلَ إِليك بخِطابه.

  وقيل: أَشاحَ بوَجْهِه عن الشَّيْءِ: نَحّاه. وقال ابن الأَعرابيّ: أَعْرَضَ بوَجْهِه وأَشاحَ، أَي جَدّ في الإِعراض.

  وقال غيرُه: وإِذَا نَحَّى الرَّجُلُ وَجْهَه عن وَهَجٍ أَصابَه وعن⁣(⁣٣) أَذًى، قيل: أَشَاحَ بوجْهِه.

  والتَّشْيِيح: التَّحْذيرُ والنَّظَرُ إِلى الخَصْمِ مُضَايَقَةً، وهذَا عن ابن الأَعْرَابيّ. وقد شَيَّحَ: إِذا نَظَرَ إِلى خَصْمِه فضايَقَه.

  وذو الشِّيح: ع باليمامَةِ، إِن لم يكن مُصَحَّفاً من السِّين المهملةِ، وموضِعٌ آخرُ بالجَزيرة.

  وذاتُ الشِّيحِ: ع في ديارِ بني يَرْبُوع بالحَزْن.

  وأَشَاحَ الفَرسُ بذَنَبِه⁣(⁣٤): إِذا أَرخاه؛ نقله الأَزهريّ عن الليث، وصَحَّفَ الجَوْهَريّ وإِنما الصّوَاب بالسين المهملة؛ قاله أَبو منصور، وإِنما أَخَذَه من كتاب العين تَصنيف اللَّيْث. قال شيخُنَا: ولا يُحْكَم على ما في كتاب الليث أَنه تَصْحِيف إِلّا بثَبتٍ.

  والمصنِّف قَلَّدَ الصّاغانيّ، وسَبَقَه أَبو منصور.

  وأَشْيَحُ، كأَحْمَدَ: حِصْنٌ باليَمَن.

فصل الصّاد المهملة مع الحاءِ المهملة

  [صبح]: الصُّبْح، بالضَّمْ: الفَجْر، أَو أَوّلُ النَّهَارِ، ج أَصْباحٌ، وهو الصَّبِيحة؛ والصّبَاح نقيض المسَاءِ، والإِصْباحُ


(١) عجز بيت أبي ذؤيب المتقدم في أثناء المادة.

(٢) في النهاية: ينظر.

(٣) في التهذيب: أو عن أذى.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «في نسخة المتن المطبوع بعد قوله: بذنبه صوابه بالسين المهملة، وهو ساقط في نسخ الشارح ولذا احتاج إِلى قوله إِنما الصواب الخ».