تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سبتأ]:

صفحة 173 - الجزء 1

  مَرّ⁣(⁣١)، والأوْسُ والخَزرجُ بيثرِبَ، وآلُ جَفْنَةَ⁣(⁣٢) بأَرض الشأْمِ، وآلُ جَذِيمَةَ الأَبَرشِ بالعراق:

  وفي التهذيب: قولُهم ذَهَبُوا أَيادِي⁣(⁣٣) سَبَا، أَي مُتفرِّقِينَ، شُبِّهوا بأَهْل سَبَإٍ لمَّا مَزَّقَهم الله في الأَرضِ كُلَّ مُمَزَّق فأَخذَ كُلُّ طائفةٍ منهم طَرِيقاً على حِدَة، واليَدُ: الطَّرِيقُ، يقال: أَخذ القَوْمُ يَدَ بَحْرٍ، فقيلَ للقومِ إِذا تفرَّقوا في جِهاتٍ مُختلِفةٍ: ذَهبوا أَيدِي سَبَا، أَي فَرَّقَتْهم طُرقُهم التي سَلَكُوها كما تَفرَّق أَهلُ سَبإٍ في مَذاهِبَ شَتَّى.

  وقال ابنُ الأَعرابيّ: يقال: إِنك تُرِيدُ سُبْأَةً، بالضَّمِّ أَي إِنك تريد سَفَراً بَعيداً يُغيِّرُك، وفي التهذيب: السُّبْأَةُ: السَّفَر البَعِيد، سُمِّي سُبْأَةً، لأَن الإِنسانَ إِذا طالَ سفَرُه سَبَأَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه، وإِذا كان السفرُ قَرِيباً قيل: تُرِيدُ سَرْبَةً.

  * ومما بقي على المؤلف من هذه المادة: سبَأَ عَلَى يَمينٍ كَاذبةٍ يَسْبَأُ سَبْأً: حَلَفَ، وقيل: سَبَأَ عَلَى يمِين يَسْبَأُ سَبْأً: مَرَّ عَلَيْهَا كاذِباً غير مُكْتَرِثٍ بها، وقد ذَكرهما صاحبُ المحكم والصحاح والعُباب.

  وصالح بن خَيْوَان⁣(⁣٤) السَّبَائِي، الأَصحّ أَنه تابعي، وأَحمد بن إِبراهيم بن محمد بن سَبَإ الفقيهُ اليمنيُّ من المتأَخرين.

  [سبتأ]: المُسْبَنْتَأُ⁣(⁣٥) مَهموزٌ مقصورٌ⁣(⁣٦) وفي بعض النسخ مهموزاً مقصوراً، قال ابنُ الأعرابيّ: هو مَن يكون رَأْسُهُ طَويلاً كالكُوخِ بالضم، بيتٌ مُسَنَّم من القَصَب وسيأْتي.

  [سخأ]: سَخَأَ النَّارَ كجَعَلَ يَسْخَؤُها سَخْأً أَي جَعَل لها مَذْهَباً مَوْضِعاً تَذهب إِليه تَحْتَ القِدْرِ كَسَخَاها وسَخِيهَا، معتلَّان، عن الفراء، وسيأْتي، وزاد الصغاني: والعُودُ من الأَوّل مِسْخأٌ على مِفْعَلٍ، ومن الثاني والثالث مِسْخَاءٌ على مِفْعالٍ.

  [سدأ]: السِّنْدَأْوُ كَجِرْدَحْلٍ وَالسِّنْدَأْوَةُ بِهاءٍ يقال: رجل سِنْدَأْوَةٌ وسِنْدَأْوٌ، قال الكسائيّ: هو الخَفيفُ، وقيل: هو الجَرِيءُ أَي الشديد المُقْدِمُ قال الشاعر:

  سِنْدَأْوَةٌ مِثْلُ العَتِيقِ الجَافِرِ⁣(⁣٧) ... كأَنَّ تَحْتَ الرَّحْلِ ذي المَسَامِرِ

  قَنْطَرَةٌ أَوْفَتْ على القَنَاطِر

  وقيل: هو القَصِير وقيل: الدَّقِيقُ الجِسْمِ بالدال المهملة، وفي بعض النسخ بالراء مَع عِرَضِ رَأْسٍ، كلّ ذلك منقولٌ عن السيرافي، وقيل: هو العَظِيمُ الرَّأْسِ، والسِّنْدَأْوَةُ: الذِّئْبَةُ وناقة سِنْدَأْوَة: جَرِيئة وَزْنُه فِنْعَلْوٌ إِشارة إِلى أَن النون والواو زائدتان، وقيل: الزائد الهمزة والواو فوزنه فِعْلأْوٌ ج سِنْدَأْوُونَ وهو جمع مذكّر على غير شَرْطه، لأَنه جارٍ على غير العاقل، وليس علَماً ولا صفةً إِلا بضَرْبٍ من التأْويل، قاله شيخنا⁣(⁣٨).

  [سرأ]: السَّرْءُ والسَّرْأَةُ بفتحهما، اقتصر عليه في المحكم: بَيْضَةُ الجَرادِ والضّبِّ والسَّمكةِ وما أَشبهه وتُكْسَرُ سِينهما في قولٍ أَو هي أَي الكلمة بِالكَسْرِ وعليه اقتصر في الصحاح، وصحّحه الأَكثرون، قال عليُّ بن حمزة الأَصبهانيُّ: السِّرْأَةُ، بالكسر: بيضُ الجرادِ ويقال سِرْوَة، وأصلها الهمز، وقيل لا يقال ذلك حتى تُلْقيَاهُ وجَرَادَةٌ سَرُوءٌ على فَعُولٍ، قال الليث: وكذلك سَرْءُ السمكَةِ وما أَشبهه من البيض، فهي سَرُوءٌ، والواحدة سَرْأَة، قال الأَصمعي الجراد يكون سَرْأً وهو بَيْض⁣(⁣٩) فإِذا خرجت سَوداءَ فهي دَباً، وضَبَّةٌ سَرُوءٌ على فَعُول وضِبَابٌ سُرُؤٌ على فُعُلٍ، وهي التي بَيْضُها في جَوْفِهَا لم تُلْقِه، وقيل لا يسمى البيض سَرْأً⁣(⁣١٠) حتى تُلْقِيَه، وَسَرَأَت الضَّبَّةُ: باضَتْ ج سُرُءٌ كَكُتُب قال الأَصبهانيُّ: وسَرَأَت الجرادةُ تَسْرأُ سَرْأً فهي سَرُوءٌ: باضت، والجَمع سُرُوءٌ وسُرَّأٌ كَرُكَّعٍ نادِرَةٌ فلا يُكَسَّرُ فَعُولٌ على فَعَّلٍ بتشدِيد العين، وَسَرَأَت [كمنَعَت⁣(⁣١١)] الجرادةُ تَسْرَأُ سَرْأً: بَاضَتْ وقال أَبو عبيد عن الأَحمر: أَي أَلْقَتْ بَيْضَهَا، قال:


(١) في ابن هشام: نزلت خزاعة مرّاً (وهو الذي يقال له مر الظهران - موضع على مرحلة من مكة).

(٢) وهم آل جفنة بن عمرو بن عامر.

(٣) اللسان عن التهذيب: أيدي.

(٤) في المطبوعة المصرية «خيران» وما أثبتناه عن ثقات العجلي وابن حبان. تابعي مصري ثقة من الرابعة.

(٥) اللسان «المسنتأ». وأشار في الهامش إلى ما ذكر في القاموس.

(٦) في القاموس: مقصوراً ممدوداً.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: قوله مثل العتيق لعله الفنيق وهو الفحل المكرم كما في الصحاح.

(٨) زيد في اللسان: والسند أو: الفسيح من الإبل في مشيه.

(٩) بالأصل: «سروأ وهي بيض» أثبتنا ما وافق اللسان.

(١٠) الأصل «سروأ» أثبتنا ما وافق اللسان.

(١١) عن القاموس.